أعلنت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة، الأحد، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا الاثنين، للبحث في إطلاق
كوريا الشمالية لصاروخ باليستي.
وقالت البعثة التي تتولى رئاسة المجلس حاليا، إن الاجتماع سيبدأ عند الساعة (22:00 بتوقيت غرينتش) من الاثنين.
وكانت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية طلبت الأحد عقد هذا الاجتماع لمناقشة هذه التجربة الصاروخية.
وقال متحدث باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، إن "الولايات المتحدة وكذلك
اليابان والجمهورية الكورية طلبت مشاورات عاجلة بشأن إطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية صاروخا باليستيا في 12 شباط/ فبراير".
اقرأ أيضا: كوريا الشمالية تطلق صاروخا باليستيا.. هكذا ردت واشنطن
وكانت كوريا الشمالية أعلنت أنها أطلقت الأحد، صاروخا باليستيا باتجاه بحر اليابان، في خطوة أثارت غضب اليابان وكوريا الجنوبية إذ إنهما اعتبرتا العمل "استفزازا"، يهدف لاختبار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
واعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي كان يزور الولايات المتحدة، أن هذه التجربة "غير مقبولة"، وهي الأولى لصاروخ باليستي تجريها
بيونغ يانغ بعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ولم يعلق ترامب مباشرة على التجربة التي تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي، واكتفى بتأكيد دعم بلاده لطوكيو "100 في المئة".
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان، إن الصاروخ أطلق نحو الساعة (07:55 بالتوقيت المحلي)، الأحد، من قاعدة بانغيون الجوية في غرب كوريا الشمالية، لافتة إلى أنه حلق شرقا باتجاه بحر اليابان.
وقال متحدث باسم الوزارة إن الصاروخ عبر حوالي 500 كلم قبل أن يسقط في المياه، مضيفا أن طرازه لم يحدد بعد.
وأضاف بيان الوزارة أن التجربة "تهدف إلى لفت الانتباه العالمي إلى كوريا الشمالية، من خلال عرض قدراتها النووية وفي مجال الصواريخ".
وتابع: "نعتقد أيضا أن الأمر يتعلق باستفزاز مسلح، يهدف إلى اختبار رد فعل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب".
اقرأ أيضا: زعيم كوريا الشمالية يهدد وواشنطن تطالبه بعدم الاستفزاز
وأكدت كوريا الشمالية أنها اختبرت "بنجاح" صاروخا باليستيا، على ما نقلت وكالة "كي سي أن إيه" الرسمية الاثنين.
وأوضحت الوكالة أن "صاروخ أرض-أرض متوسط المدى من طراز بوكغوكسونغ- 2 قد أطلق بنجاح الأحد".
وأعرب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون "عن ارتياحه الكبير في ما يتعلق بامتلاك سلاح نووي آخر قوي يعزز القوة الهائلة للبلاد"، وفق الوكالة.
وأكد ترامب في كلمة قصيرة جدا: "أريد أن يدرك العالم أجمع أن الولايات المتحدة (تقف) مئة بالمئة إلى جانب اليابان حليفتها الكبيرة".
"غير مقبولة"
على المنبر ذاته، تحدث آبي قبل ترامب، مؤكدا أن "عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي الأخيرة غير مقبولة".
وأضاف أن "على كوريا الشمالية أن تحترم بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي". وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، إن التجربة "استفزاز واضح لليابان والمنطقة".
واستبعد مسؤول عسكري كوري جنوبي أن يكون الصاروخ الذي أطلق الأحد بعيد المدى، مقدرا أن يكون نسخة محسنة من صاروخ رودونغ القصير المدى، على ما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
وفي وقت سابق، نقلت الوكالة عن الجيش الكوري الجنوبي أن الصاروخ من طراز "موسودان" المتوسط المدى. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2016 أطلقت بيونغ يانغ صاروخي "موسودان" من القاعدة الجوية ذاتها.
وأجرت كوريا الشمالية عام 2016، تجربتين نوويتين، وأطلقت عددا من الصواريخ الباليستية، في إطار سياستها التي تهدف إلى امتلاك منظومة نووية قادرة على بلوغ أراضي الولايات المتحدة.
واعتبر المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، يانغ مو جين، الذي يتخذ مقرا في سيئول، أن التجربة قد تكون من ضمن الاحتفالات بذكرى مولد الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، في 16 شباط/ فبراير.
من جهته، توعد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة هوانغ غيو-اهن بالرد على إطلاق الصاروخ "بعقوبة مناسبة".
وأكد ترامب أثناء استقبال آبي الجمعة في واشنطن، أنه يعتبر الدفاع عن المنطقة إزاء التهديد النووي والباليستي الكوري الشمالي "أولوية كبرى".
كذلك أدانت فرنسا التجربة، ودعت المجتمع الدولي إلى "بلورة رد صارم وحازم"، وذلك في بيان لخارجيتها دعا إلى "التشدد في تنفيذ قرارات" مجلس الأمن الدولي، و"إجراءات رادعة إضافية، يقوم بها الاتحاد الأوروبي".
وخلال الشهر الجاري، حذر وزير الدفاع الأمريكي الجديد، جيمس ماتيس، أثناء زيارته سيئول، بيونغ يانغ، من أي مغامرات، مؤكدا لكوريا الجنوبية واليابان التزام واشنطن الكامل بحماية أمنهما، متوعدا برد "فعال وساحق" على احتمال استخدام الشمال للأسلحة النووية.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أعلن في خطاب بمناسبة رأس السنة، أن بلاده "في المراحل الأخيرة" قبل اختبار
صاروخ باليستي عابر للقارات يستطيع بلوغ أراضي الولايات المتحدة.
ورد ترامب في تغريدة: "هذا لن يحصل!".