أكد محللون سياسيون أن قائد الانقلاب في
مصر، عبدالفتاح
السيسي، سيستجيب لدعوة الولايات المتحدة لتشكيل
تحالف عسكري عربي بمشاركة "إسرائيل" لمكافحة النفوذ
الإيراني في الشرق الأوسط.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت، الأربعاء الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب طلب من مصر استضافة تحالف عسكري عربي على غرار حلف الناتو.
وقالت الصحيفة إن هذا التحالف سيضم السعودية والإمارات والأردن ودولا أخرى في المستقبل، مؤكدة أن فكرة اعتزام إدارة ترامب تصنيف الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" تم طرحها كحافز للسيسي للانضمام إلى التحالف المقترح.
"إسرائيل" لم تعد عدو العرب!
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستقدم دعما عسكريا واستخباريا للتحالف، الذي قد يشمل أيضا تبادل معلومات استخباراتية مع "إسرائيل"، لافتة إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل لن تكونا ضمن معاهدة الدفاع المشترك".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب قولهم إن "الإدارة الأمريكية أخبرتهم بأن الدور الإسرائيلي في التحالف سيقتصر على مشاركة معلومات استخبارية، وليس التدريب أو الدفع بقوات على الأرض".
وخلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء الماضي في واشنطن، بين ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، قال هذا الأخير إنه "للمرة الأولى في حياتي وفي حياة إسرائيل؛ لم تعد الدول العربية في المنطقة ترى إسرائيل كعدو، بل كحليف"، مضيفا أن "هذا التغيير في منطقتنا يخلق فرصة لتعزيز الأمن والتقدم بالسلام".
وأشار نتنياهو إلى أن "هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط عبر نهج إقليمي مختلف؛ يقوم على إشراك شركاء اسرائيل العرب الجدد" على حد قوله.
اقرأ أيضا : صحيفة مؤيدة لحزب الله: هكذا بعثت مصر رسالة ود للحزب
من جانبه؛ عقب ترامب على تصريحات نتنياهو بقوله إن "هناك اتفاقا أكثر أهمية بكثير على أرض الواقع، بالنظر للوضع الحالي، سيشمل الكثير والكثير من الدول، وسيغطي منطقة شاسعة".
السيسي سيوافق دون تردد
وقال أستاذ العلوم السياسية، مصطفى كامل، إن التقارب السياسي بين السيسي وترامب واضح للغاية، وخاصة في ملف الإرهاب ومحاربة تنظيم الدولة، ورؤية الولايات المتحدة للأوضاع في الشرق الأوسط.
وحول فكرة الرئيس ترامب بتكوين قوة عسكرية عربية لمواجهة إيران؛ رأى كامل أن السيسي "سيقبل هذا التحالف دون شك؛ لأنه قريب من توجهاته، وسيجعل لمصر ثقلا وتوازنا في المنطقة"، مشيرا إلى أن الفرق بين هذا التحالف والتحالفات الأخرى أنه "مصبوغ بصبغة دولية لتحقيق توازنات في المنطقة، على عكس التحالف السابق في حرب اليمن على سبيل المثال، والذي كان عربيا خالصا".
وعن الآثار السلبية لهذا التحالف؛ أوضح كامل لـ"
عربي21" أن "القوة العسكرية ستكون هذه المرة برعاية أمريكية صريحة، وبالطبع سيؤثر ذلك على العلاقات بين مصر وروسيا بعد التقارب الكبير بين الجانبين منذ عام 2013"، مؤكدا أن "تشكيل هدا التحالف وانضمام مصر له؛ سيخلق عداوة كبيرة مع إيران، في وقت ليست القاهرة بحاجة فيه إلى هذا التوتر على الإطلاق، بسبب ضعف أوضاعها السياسية الاقتصادية منذ عدة سنوات".
عداوة صريحة مع إيران
أما المحلل السياسي الدكتور جهاد عودة؛ فرأى أن مصر لا يمكنها أن تتورط في مثل هذا التحالف، موضحا أنه "على الرغم من العلاقات الجيدة بين النظام المصري والإدارة الأمريكية الحالية؛ فإن سياسة مصر الخارجية تجاه صراعات المنطقة تتمثل في التقارب مع جميع الأطراف، وعدم الدخول في عداوات مباشرة مع أي طرف".
وقال عودة لـ"
عربي21" إن "مثل هذه التحالفات من الممكن أن تكون سرية، مثل التحالف مع السعودية في حربها في اليمن، والذي بدأ سريا حتى تم الإعلان عن تفاصيله".
وحول تدهور العلاقات بين القاهرة وطهران؛ استبعد عودة أن "تتورط مصر في عداوة صريحة مع إيران جراء هذا التحالف"، لافتا إلى أن "السيسي يسير بخطى ثابتة في السياسة الخارجية، وينسق مع ايران في أكثر من ملف؛ أهمها الملف السوري".
تهديد المصالح الروسية
من جهتها؛ ترى روسيا أن تشكيل مثل هذا التحالف في الشرق الأوسط "سيمثل تهديدا صريحا لمصالحها في المنطقة" بحسب مراقبين.
وقال ألكسندر بيريندجييف، الخبير العسكري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بليخانوف في موسكو، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "الحلف الجديد سيهدد إيران؛ الحليف القوي لروسيا في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، ولا يمكن توقع أن تكون آفاق هذا التحالف إيجابية إطلاقا".
وتوقع بيريندجييف أن تنفذ الدول المنضمة لهذا التحالف عمليات عدوانية عسكرية واسعة النطاق تجاه إيران، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تنفذ هذه العمليات بأيدي وكلاء عنها.