نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلها سودارسان راغفان، عن افتتاح ملعب للغولف أنشأه مليادرير العقارات الأمريكي الرئيس الحالي دونالد
ترامب في دبي، مشيرا إلى أن ابني الرئيس اللذين حضرا الاحتفال فرش لهما البساط الأحمر في مناسبة الاحتفال.
ويقول راغفان: "تم فرش البساط الأحمر لابني ترامب إريك ودون الصغير، اللذين كانا ضيفي شرف على حفلة راقية، جمعت النخبة التجارية في دبي كلها والمسؤولين في الإمارة؛ لشرب نخب افتتاح نادي ترامب الدولي للغولف".
ويضيف الكاتب أن الضيوف كانوا مزيجا من الأجانب والمحليين، الذين مروا من جانب شجرة نخل مضيئة، واستقبلتهم نساء غربيات يلبسن ملابس سوداء وشالات ذات لون كريمي، وتناولوا المأكولات الخفيفة، من بيض الشنار والتارت، فيما عزفت فرقة أوركسترا مكونة من ثمانية موسيقيين سيمفونية فيفالدي "الفصول الأربعة".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذا كان أول افتتاح لناد أو عقار يحمل علامة ترامب التجارية منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، بشكل يظهر الكيفية التي تنتعش فيها أعماله التجارية، ما يجعل الرئاسة عرضة للتأثيرات الأجنبية، لافتا إلى أنه في الوقت الذي وضع فيه ترامب أبناءه على رأس إدارة إمبراطوريته التجارية، إلا أنه لم يتخل عن ملكيتها لهم، وهو ما يعطيه الحق في الحصول على أي موارد تأتي من
ملعب الغولف.
وتلفت الصحيفة إلى أن منتجع الغولف، الذي يحمل اسم ترامب، يعد الأول من نوعه في العالم العربي، وتمت إقامته وسط حي سكني كبير مكون من 9 آلاف فيلا وشقة سكنية، ولا يبعد سوى نصف ساعة بالسيارة عن وسط مدينة دبي.
ويكشف راغفان عن أن شركة "
داماك" للعقارات، وهي شركة ضخمة مقرها في دبي، متخصصة في بناء وتطوير الشقق السكنية الفخمة، أشرفت على إنشاء هذا المشروع، ووقعت عقدا بالملايين مقابل علامة ترامب التجارية، وإدارة المشروع مع شركة ترامب.
ويفيد التقرير بأن هناك علاقة صداقة بين رئيس شركة "داماك" حسين سجوان والرئيس ترامب، حيث كان دور سجوان في يوم السبت، يوم الافتتاح، إرسال المجاملة لترامب، فوقف على المنصة إلى جانب ابني الرئيس إريك ودون، وقال إن "العمل مع عائلة ترامب ومنظمة ترامب كان متعة"، ووصف العائلة بأنها تجمع بين "العظمة والرقي والإنجاز والصدق"، ورد إريك المجاملة قائلا: "لدينا شريك وهو أيضا صديق عظيم، ولديه عائلة مدهشة"، وأضاف: "أحب أن أكون معهم".
وتذكر الصحيفة أن خبراء القانون وأخلاقيات العمل في المنصب الرئاسي أثاروا عددا من الأسئلة حول مصالح ترامب التجارية، وعلاقته مع سجوان، حيث قالوا إنه لا نية للرئيس للفصل بين عمله العام كونه رئيسا وبين مصالحه التجارية، مشيرة إلى أن سجوان، الذي حصلت شركته في أثناء حرب الخليج الأولى على عقد لتوفير الوجبات للجيش الأمريكي المرابط في السعودية، يفكر بالاستثمار في مجال العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويجد الكاتب أن العلاقة القريبة بين سجوان والرئيس ترامب كانت السبب الذي جعل حفلة الافتتاح تجذب أعدادا كبيرة من رجال الأعمال، حيث قال رجل أعمال اسمه أشوق كومار: "الكثيرون جاءوا بسبب اسم ترامب"، وأضاف أنه يأمل بمقابلة ابني ترامب ليتواصل معهما في الأمور العملية، مشيرا إلى أن سجوان أصبح مؤثرا ومشهورا في
الإمارات؛ بسبب علاقته مع ترامب، وقال رجل أعمال آخر: "إن حضور حشد كبير من الناس في افتتاح ناد للغولف أمر غير عادي".
وينقل التقرير عن نيال ماغلوغلين، وهو أحد المديرين التنفيذيين لشركة "داماك"، قوله إن الشركة تملك نادي الغولف والمنطقة السكنية فيه، وإن لا علاقة لها بالحكومة الإماراتية، مستدركا بأن سجوان كان واضحا في خطاب الافتتاح بأن عمله يعتمد على رضا الحكومة، وشكر حاكم دبي الشيخ محمد راشد بن المكتوم، وعددا آخر من مؤسسات الحكم، بما في ذلك مجلس الأراضي وسلطة الكهرباء وشرطة دبي.
وتورد الصحيفة نقلا عن محللين قانونيين، قولهم إن تعاملات ترامب التجارية قد تخرق بندا في الدستور يهدف لحماية الولايات المتحدة من التأثيرات الخارجية الفاسدة، ويمنع الشخصيات العامة من تقبل الهدايا أو الأموال من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن ابني ترامب التقيا يوم السبت بالنخبة في منطقة مخصصة لهما، وقدم لكل منهما صندوق من اللؤلؤ؛ كعلامة امتنان من داماك، ووصف دون الصغير العلاقة بأنها ستدوم لسنوات قادمة، وانتهت الحفلة بألعاب نارية مدهشة أضاءت السماء فوق ملعب الغولف.