انتقد شيخ
الأزهر،
أحمد الطيب، عدم تركيز الغرب على التطرف المسيحي واليهودي، بينما تُكال الاتهامات والإدانات للإسلام.
جاء ذلك خلال فعاليات
مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، بمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة، من بينهم رؤساء الكنائس الشرقية وعلماء ورجال دين ومفكرون مسلمون ومسيحيون من مختلف المذاهب والطوائف.
وقال الطيب، خلال كلمته، إن "المتأمل في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا يُخطئ في هذا الكيل بمكيالين، بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رغم اشتراكهم في قضية العنف الديني".
وأضاف: "يُحبس الإسلام وحده في قفص الاتهام، ويجري تشويهه، بينما مرت أبشع صور العنف الديني باسم المسيحية، مثل الصراع الديني في أيرلندا الشمالية، وما حدث من حرب قتل فيها آلاف مسلمي البوسنة، ولم يتهم الدين المسيحي بتلك الأعمال".
وتابع بأنه "من المدهش، بل من المحزن والمؤلم، تصوير الدين في هذا المشهد البائس، وكأنه نار هذه الحروب، وزُيّن لعقول الناس وأذهانهم أن الإسلام هو أداة التدمير التي انقضت بها جدران مركز التجارة العالمي (في نيويورك 2001)، وفُجر به مسرح الباتاكلان (في العاصمة الفرنسية باريس 2015)، ومحطات المترو، وسُحقت بتعاليمه أجساد الأبرياء في مدينة نيس (الفرنسية) وغيرها من مدن الغرب والشرق".
ودعا الطيب قادة وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي إلى تنحية خلافاتهم جانبا؛ حتى يتمكنوا من تحقيق السلام الاجتماعي والعيش المشترك في دولهم.
بدوره، قال البابا
تواضروس الثاني، بابا أقباط
مصر، إن "التشدد هو أخطر تحديات العيش المشترك بين أبناء الديانات المختلفة".
وأضاف: "لقد عانت مصر والمنطقة العربية، وما زالت تعاني، من الفكر المتطرف الناتج عن الفهم الخاطئ للدين، الذي أدى إلى ما نواجهه اليوم من عنف وإجرام وإرهاب، والذي يعد من أخطر تحديات العيش المشترك".
وخلال الأيام القليلة الماضية، نزحت عشرات الأسر المسيحية من مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء المصرية (شمال شرق)، بعد مقتل سبعة مسيحيين على يد مسلحين بالتزامن مع بث تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش"
الإرهابي، الأسبوع الماضي، تضمن تهديدا باستهداف المسيحيين داخل مصر.
ودعا تواضروس إلى العمل على تقديم خطاب ديني معاصر ومستنير يتناسب والقرن الحادي والعشرين لمواجهة المتشددين.
ومن المقرر أن يختتم المؤتمر فعالياته، الأربعاء، بالكشف عن "إعلان الأزهر للعيش الإسلامي المسيحي المشترك"، وهي وثيقة يأمل المشاركون أن تسهم في تعزيز مبادئ المواطنة والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، خاصة في دول الشرق الأوسط.