عبّر رئيس
الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، عن فخره "الكبير" بحصول الفيلم السوري "الخوذ البيضاء" على إحدى جوائز
الأوسكار، في حين بدا التوتر على النظام السوري الذي عاد موالوه للهجوم على هذه المنظمة المدنية.
وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، خلال الدورة 86 لجوائز الأوسكار هذا الأسبوع.
ويستعرض الفيلم -الذي أخرجه "أورلاندو فون اينسيديل"- الأوضاع الصعبة واللحظات الخطرة التي تلازم عمل رجال "الخوذ البيضاء"، ويوثق جانبا من معاناتهم في سبيل إنقاذ حياة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، التي تتعرض لقصف طيران النظام والطيران الروسي.
وقال الصالح في حديث خاص لـ"عربي21": "الجائزة سلطت الضوء على عمل فرق الدفاع المدني السوري، وأظهرت للعالم كم المعاناة التي يعانيها سكان المناطق المحررة؛ نتيجة القصف المتواصل الذي تتعرض له".
وأضاف: "هدفنا الدائم هو مساعدة البشرية جمعاء، وشعارنا هو الآية الكريمة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، وسيكون هدفنا بعد انتهاء الحرب في
سوريا تقديم المساعدة في كل أنحاء العالم لمن يحتاجها".
وطبقا للصالح، فإن مؤسسة الدفاع المدني ساهمت في إنقاذ أكثر من 82 ألف مدني سوري، وخسرت 162 من طواقمها منذ تأسيسها في العام 2013.
وفي الوقت الذي عبّر فيه كثير من السوريين عن ترحيبهم بحصول الفيلم على الجائزة، هاجم مضر إبراهيم، رئيس قسم الإعلام الإلكتروني في "قناة الإخبارية السورية" التابعة لنظام بشار الأسد، مؤسسة الدفاع المدني والجائزة معا، وقال: "الجائزة هي أنسب ما يقدم لعناصر هذه المنظمة، الذين احترفوا التمثيل على الطريقة الهوليودية، وفبركة المشاهد تحت الطلب"، وفق زعمه.
وعلق الصالح بالقول: "من الطبيعي أن يصدر عن النظام هذه التصريحات؛ لأن الفوز بالجائزة أحرجه، وكشف وجهه الإجرامي للعالم أجمع"، وفق قوله لـ"عربي21".
وقال الصالح: "نحن نعمل لخدمة المظلومين، ولن ننظر إلى الحديث الذي يصدر عن هذا النظام الذي قتل شعبه باعتراف المنظمات الأممية".
وأضاف: "عملنا إنساني، ولو سمح لنا النظام بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرته، فنحن على استعداد لذلك"، مشدد على أن "غايتنا خدمة الإنسان، بغض النظر عن رأيه السياسي".
وتأسس الدفاع المدني السوري في أواخر العام 2012، بحوالي 50 متطوعا، وزاد عدد المتطوعين مع مرور الوقت إلى أن وصل في الوقت الحالي إلى أكثر من ثلاثة آلاف متطوع.