قالت مصادر عسكرية إن القوات
العراقية قطعت الطريق الاستراتيجي الرابط بين
الموصل وتلعفر وبسطت سيطرتها عليه بالكامل.
وقال عميد ركن بالفرقة المدرعة التاسعة بالجيش إن الفرقة أصبحت على بعد كيلومتر واحد من "بوابة الشام" في الموصل وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة.
وتابع: "نحن نسيطر الآن على الطريق والآن بوابة الشام في مدى الرؤية الفعلية لقواتنا".
وقال سكان الموصل إنهم لم يتمكنوا من التحرك على الطريق السريع الذي يبدأ عند "بوابة الشام" منذ أمس الثلاثاء.
وقال قيادي في الحشد الشعبي في تلعفر إن الطريق بين الجانب الغربي للموصل وتلعفر شبه المحاصرة تمت السيطرة عليه مشيرا إلى أن أحياء الجانب الغربي من الموصل التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم تكون بهذه الخطوة قد حوصرت.
وخلال الأيام القليلة الماضية تقدمت القوات العراقية خطوات داخل الطرف الغربي من الموصل بدءا من مطار المدينة وسيطرت على أحياء الجوسق والطيران والغزلاني ومعسكره.
إلى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم بين عناصر من
تنظيم الدولة وقوات عراقية داخل حي الجوسق الذي خسره التنظيم قبل أيام.
وقال قائد في قوات الرد السريع التابعة للداخلية العراقية إن عناصر التنظيم شنوا هجوما مضادا على الحي الذي خسروه بأعداد كبيرة من عناصر التنظيم.
وأشار الرائد عباس البياتي إلى أن الاشتباكات استمرت طيلة 4 ساعات شاركت فيها قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية بالإضافة إلى دعم من الفرقة المدرعة التاسعة.
ولفت البياتي إلى أن العديد من عناصر التنظيم قتلوا في الهجوم.
تمويه الزي العسكري
وكشف عن ارتداء عناصر التنظيم زيا مشابها للزي العسكري الرسمي للقوات العراقية بالإضافة إلى حلقهم لحاهم ليظهروا مشابهين لأفراد القوات الرسمية.
وأضاف أن هذا التمويه صعب من مهمة الطيران الحربي للقوات العراقية والتحالف الدولي في تحديد مواقع التنظيم.
وعلى صعيد تمشيط المواقع التي خسرها التنظيم قال مصدر عن الفرقة الهندسية التابعة للجيش إن أفرادها عثروا على 9 أحزمة ناسفة في منزل خال بحي الجوسق الذي خسره التنظيم قبل يومين.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة أزال الفواصل الحجرية والجدران بين منازل الحي وحفر العديد من الأنفاق والمخابئ الأمر الذي يطيل مدة عمليات التمشيط.
مئات النازحين
وعلى الصعيد الإنساني نقل نحو 800 نازح جديد من أحياء غرب الموصل إلى مخيم "الجدعة" جنوب المدينة بعد فرارهم من القتال.
وأقامت الحكومة العراقية مخيما جديدا في منطقة "حمام العليل" مخصص لإيواء نازحي الجانب الغربي من الموصل ويتسع لنحو 4 آلاف عائلة.
وخلال الأيام القليلة الماضية نزحت أعداد كبيرة من النساء والأطفال وكبار السن عبر ما قالت القوات العراقية إنها ممرات آمنة من غرب الموصل باتجاه المخيم الجديد.
وتوزع النازحون من مدينة الموصل من الجانب الشرقي الذي خسره التنظيم والجانب الغربي الذي تدور به الاشتباكات حاليا على مخيمات حسن شام والجدعة والحاج علي والمدرج وتقع أغلبها جنوب مدينة الموصل.
وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى احتمالية نزوح ربع مليون مدني عن مدنهم خلال المعارك التي تجري في الجانب الغربي من المدينة والتي يبلغ عدد سكانها قرابة مليون ونصف المليون نسمة.