كثر الحديث مؤخرا عن بذل أطراف عربية جهودا سرية من أجل مشاركة الرئيس السوري بشار
الأسد فى
القمة العربية القادمة والتي سوف تستضيفها عمان في نهاية الشهر الحالي.
وتشير مصادر صحفية مختلفة من بينها إسرائيلية إلى وجود تحركات ثلاثية (روسية ومصرية وأردنية) تهدف إلى إعادة قبول النظام السوري فى الأوساط العربية.
ولفت تقرير لموقع ديبكا الإسرائيلي إلى أن أهمية المصالحة بين الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ستكون بمثابة نهاية للحرب الأهلية الجارية في سوريا منذ ست سنوات.
الموقع المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، أشار إلى أن استرداد الرئيس بشار الأسد موقعه بين الدول العربية، يمثل نصرا سياسيا ملموسا يعكسه أيضا نصر عسكري على الأرض، موضحا أن
موسكو اقترحت المشاركة في تأمين الرئيس السوري حال مشاركته بالقمة.
الوقت مبكر
وكشف الموقع عن انعقاد إجتماعات مكثفة لممثلي أجهزة استخبارات
مصرية وروسية وأردنية وسورية في محاولة للتجهيز لهذه الخطوة.
وبحسب المصادر، أجريت اتصالات سرية بين جميع هذه الجهات وبين جهات تابعة للإدارة الأمريكية، وحصلت على إجابة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعارضها، وأنه مستعد لوضعها في الاعتبار خلال مسيرة تحديد سياساته الشرق أوسطية، لكنه غير مستعد لتأييدها بشكل علني في هذه المرحلة.
ورأى المحلل السياسي جواد الحمد في حديث لـ"
عربي21" أن الوقت مبكر للحديث عن عودة الأسد للجامعة العربية وذلك في ظل المواقف العربية القائمة والتي ترفض رجوعه لساحة العمل العربي المشترك خاصة دول الخليج وعلى رأسها السعودية.
مفاجآت
وتوقع الحمد أن يلتزم
الاردن بموقف الجامعة العربية الرافض لحضور الأسد، وتابع :" لو اتخذ موقفا عربيا موحدا يتضمن فك التجميد عن عضوية سوريا، لا أتوقع أن يفضي ذلك لدعوة الأسد لحضور القمة العربية نهاية الشهر الجاري".
لكن الحمد لم يستبعد ان تكشف الأيام القليلة القادمة عن مفاجآت تتعلق بحقيقة دعوة الأسد للقمة العربية أو تراجع معارضة عودة سوريا للجامعة بحيث يمكن أن يصبح التوصل لاتفاق سياسي في جنيف مقدمة لحلحلة الأمور، وفك التجميد العربي عن سوريا.
وعن وجود تقارب روسي أمريكي بشأن سورية وانعكاس ذلك على الأسد.
قال الحمد: "لا أعتقد بوجود خلاف جوهري بين موسكو وواشنطن حول سوريا، بل إن ما يحصل يعد تبادلا للأدوار منذ عهد الرئيس أوباما، وربما تذهب الأمور باتجاه تسوية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف وتفضي لحل شامل للحرب في سوريا ويستفيد من ذلك نظام الأسد".
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية المقبلة في الأردن يوم 29 آذار/مارس المقبل.
يذكر أنه جرى عقد آخر قمة عربية في موريتانيا تموز/ يوليو الماضي، بحضور سبعة من قادة الدول الـ22، وهم أميرا قطر والكويت، ورؤساء اليمن والسودان وجزر القمر وجيبوتي إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.