عادت إلى الأضواء حرب اليمن في الساعات الماضية؛ بفعل الأنباء التي تحدثت عن استهداف مقاتلات أمريكية مواقع لتنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، واشتباك جنود أمريكيين مع عناصر في التنظيم في قرية وادي بشبم في محافظة شبوة في إطار وصفته واشنطن بـ"استراتيجية أذنت الإدارة الأمريكية السابقة بها". فهل تحمل هذه الأنباء ما يشير إلى تطور في التعامل الأمريكي مع الأزمات الساخنة في المنطقة، على غرار ما بدأ يظهر في الحرب على "داعش" في العراق؟
استنادا إلى معلومات دبلوماسية، هناك توجه أمريكي إلى إخراج حرب اليمن المستمرة من أعوام من دائرة المراوحة ما يلاقي قوات الحلف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بغطاء دولي لمواجهة الانقلاب الذي قادته ايران. وستؤدي التطورات المتلاحقة في هذه الحرب إلى إلحاق هزيمة بالدور الإيراني الذي ستكون له تداعيات لن يكون عدد من أقطار المنطقة في منأى عنها، وبخاصة لبنان.
في الـ48 ساعة الماضية، أبرزت وكالة أنباء فارس الرسمية تأكيد المستشار العسكري لقائد فيلق "قدس" التابع للحرس الثوري الإيراني العميد احمد كريم بور أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "جاهزة للرد على أي اعتداء عسكري ردا حازما ومدمرا". أضاف: "حينما يقول سماحة قائد الثورة الإسلامية، مد ظله العالي، أنه لو استلزم الأمر سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض في غضون 7 دقائق فلا مزاح في الأمر..."
بدورها صحيفة "الوفاق" الإيرانية، وفي مقال تحت عنوان "فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة" كتبت تقول: "منذ أكثر من عشر سنوات كان في إمكان محور المقاومة أن يطلق أكثر من عشرة آلاف صاروخ في الدقيقة. والأكيد أن قدراته في هذا المجال قد ازدادت الآن، وأن هذه القدرة لم تعد مقتصرة على الصواريخ لان أسلحة جديدة وغير متوقعة ستكون في جملة المفاجآت المستجدة".
لا تبدو طهران في وارد إبقاء نتائج الحرب في اليمن في إطارها الجغرافي. ومما يستفاد من تهديدات الحرس الثوري أن ركيزتها ستكون تجربة حرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل والتي انتهت بحسب توصيف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى "انتصار الهي".
منذ أن انتهت معركة حلب المدمّرة، وأدت إلى انتصار كاسح للمحور الذي تقوده موسكو، انتظمت التطورات في سوريا وبعدها في العراق في إطار تفاهم روسي - أمريكي. ووفق المعلومات الدبلوماسية، فإن هذا التفاهم يمضي إلى حسم الحرب في العراق على يد الأمريكيين، والى حسمها في سوريا على يد الروس. ولن تكون حصة ايران في نتيجة هذين الحربين ما يعادل كل الاستثمار الذي وظفه المرشد الإيراني على مدى أعوام طويلة في مشروع "الهلال" الفارسي الممتد من بحر قزوين إلى البحر المتوسط.
في تقدير مسؤول لبناني، أن خلاصة التشدد الأمريكي في عهد ترامب ستكون ضد الإمام خامنئي، الذي سيتكل مجددا على صواريخ نصرالله.
نقلا عن "النهار"