كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الاثنين السببب الحقيقي وراء طرد
مصر عضو اللجنة المركزية لحركة "
فتح" الأسبوع الماضي من مطار القاهرة ومنعه من دخول الأراضي المصرية.
وقال جاكي حوكي، معلق الشؤون العربية في "هآرتس" في تقرير نشرته الصحيفة، وترجمته "عربي21"؛ إنه حصل على معلومات تؤكد أن طرد
الرجوب جاء نتاج غضب زعيم الانقلاب في مصر عبد الفتاح
السيسي من رفض رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس فكرة المبادرة الإقليمية التي يحاول هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسويقها.
وحسب حوكي فقد رفض عباس فكرة عقد مؤتمر إقليمي في القاهرة بمشاركة نتنياهو وزعماء عرب آخرين كمدخل للتسوية الإقليمية ما أثار غضب السيسي عليه.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول بارز في السلطة الفلسطينية قوله: "لأسفنا الشديد فقد وافق السيسي على المشاركة في هذه اللعبة، مع العلم أنه كان من الواضح أنه لا يوجد أي أمل أن يسفر هذا التحرك عن نتائج".
ولفت المسؤول إلى أن السيسي وافق عمليا على التخلي عن مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، التي تدعو لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية في حدود العام 67، متهما السيسي بالتعاون مع نتنياهو في تحطيم المبادرة العربية.
وشدد المسؤول الفلسطيني على أنه، وبخلاف التلميحات الإسرائيلية، فقد تبنت السعودية موقفا مماثلا لموقف قيادة السلطة الفلسطينية، ولم تكن لتشارك في القمة الإقليمية، بسبب اعتراضها على السلوك المصري.
وأكد المسؤول أن مسؤول ملف المفاوضات في السلطة صائب عريقات طار مؤخرا للقاهرة واجتمع بوزير الخارجية المصري سامح شكري محذرا من خطورة الانجرار وراء مشاريع التسوية الإقليمية التي تهدف إلى تواصل الاحتلال.
وحسب المسؤول؛ فإن لقاء عريقات شكري لم يمنع انفجار العلاقات بين القاهرة والسلطة حيث تم طرد الرجوب من مطار القاهرة بعد أسبوع على عقد اللقاء.
وتبدو المفارقة مدوية لأن السيسي غضب على عباس بسبب موقفه من المبادرة الإقليمية على الرغم من أن صحيفة "هآرتس" دللت بالوثائق على أن نتنياهو شخصيا هو الذي أحبط هذه المبادرة.
يُشار إلى أن "هآرتس" كشفت قبل أسبوعين أن نتنياهو رفض عرضا لمبادرة إقليمية قدمها له وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في لقاء جمعهما في مدينة العقبة، وشارك فيه أيضا كل من السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني.
وقد كشفت "هآرتس" أمس النقاب عن أن نتنياهو تراجع عن صيغة مبادرة إقليمية قام بصياغتها بعد أن عرضها على السيسي بسبب خوفه من ردة شركائه في الائتلاف الحاكم من اليمين.