نشرت صحيفة "لتيرا43" الإيطالية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الأزمة التي يشهدها
تنظيم الدولة على المستوى الجغرافي والاقتصادي.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أنه أصبح من السهل التنبؤ بنهاية تنظيم الدولة، على الرغم من أنه لم يعلن انهياره بعد، وذلك من خلال متابعة مستجدات الأزمة التي يعيشها والتمعن في سلسلة الهزائم التي شهدها في
العراق وسوريا.
وعرضت الصحيفة أربع انتكاسات توضح حقيقة الأزمة التي يعيشها التنظيم، تتجسد أولها في الهزيمة التي مني بها في العراق، وفقدانه للجسر الثاني في الموصل الذي كان يسيطر عليه.
وفي هذا الصدد، أكد الرائد شاكر جودت، القائد العام لقوات الشرطة الاتحادية العراقية، سيطرة القوات الحكومية على منطقة الدواسة والدندان والنبي شيت، واستعادتها للمباني الحكومية المتواجدة في هذا الجزء الغربي من المدينة، من بينها متحف المدينة والقنصلية التركية، وذلك في الليلة الفاصلة بين 6 و7 آذار/ مارس 2017.
أما الانتكاسة الثانية التي تشير إلى تقهقر التنظيم، فقد أشارت الصحيفة إلى التقدم الاستثنائي الذي حققته قوات
سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة، حيث تمكنت من قطع الطريق بين الرقة ودير الزور، معقلي أبي بكر البغدادي في سوريا. وفي هذا السياق، أشاد أحد ضباط الوحدات الكردية، بهذا النجاح وأكد أن "قطع الطريق بين هاتين المدينتين من شأنه أن يساهم في إحداث تطويق كامل لعاصمة تنظيم الدولة".
وأضافت الصحيفة أن تقدم قوات سوريا الديمقراطية سيجبر تنظيم الدولة على عبور الفرات بهدف محاصرة هذه المجموعات والالتفاف حولها. لكن هذا النجاح لن يكون ناجعا كفاية للقضاء على التنظيم نهائيا دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة، التي من المفترض أن تساعد فى قصف عدد من الجسور على طول النهر في اتجاه الرقة.
وفي هذا السياق، نوهت الصحيفة بالدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية بغية محاربة التنظيم. ومن المحتمل أن تنفذ القوات الأمريكية هجوما أخيرا على عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، حسب ما ورد في صحيفة "واشنطن بوست" الشهر الماضي، كما قرر البنتاغون زيادة عدد القوات الخاصة "دلتا فورس"، ودعمها بطائرات الهليكوبتر والمدفعيات.
وذكرت الصحيفة أن إخفاق تنظيم الدولة في كل من الرقة والموصل، ليس إلا جزءا من سلسلة طويلة من الهزائم التي تكبدها التنظيم، ومنها الهزيمة الساحقة أمام قوات درع الفرات المدعومة من تركيا؛ في مدينة الباب، لتضفي على الأزمة مزيدا من التعقيد، مشيرة إلى أن المدينة تعتبر ذات أهمية بالغة بالنسبة للتنظيم، كونها تضم مقر العمليات الاستخباراتية الإرهابية التي تستهدف أوروبا.
أما الجبهة الأخيرة التي تعكس عمق الأزمة التي يمر بها التنظيم، تتمثل في التقدم الذي حققته قوات النظام السوري على حساب تنظيم الدولة، في مدينة تدمر، بعد مرور شهرين على استعادته لها في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2016.