ذكرت تقارير صحفية
مصرية أن قيادات شيعية مصرية بدأت تحركات لتأسيس "المجلس الأعلى للشيعة"، ليكون بمثابة هيكل تنظيمي للشيعة في مصر، ومركزا له مراجع دينية.
وأوضحت صحيفة "اليوم السابع" أن القائمين على المشروع يزعمون أن هذا الكيان الجديد ليس سوى مؤسسة اجتماعية خيرية تهدف إلى خدمة المواطنين الفقراء.
لكن يُعتقد أن هذه الكيان سيكون غطاء لهيكل تنظيمي يهدف لنشر الفكر الشيعي بين المصريين، من خلال إصدار صحف ونشر كتب ومطبوعات شيعية وتسمح لهم بالتحرك بين المواطنين بحرية كبيرة.
وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية الإيرانية تقاربا ملحوظا، بحسب مراقبين، في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين مصر والسعودية، الخصم اللدود لإيران، بحالة من التوتر والخلافات العلنية منذ عدة أشهر.
تأكيد ونفي
ورأى القيادي السلفي علاء السعيد، ومؤسس ائتلاف الصحب والآل المناهض لنشر
التشيع، أن
الشيعة يحاولون قبل وبعد ثورة كانون الثاني/ يناير تأسيس كيانات لهم داخل مصر، والحصول على تمويل من الخارج وخاصة من إيران والعراق، مشيرا، إلى أن هذه المحاولات باءت بالفشل وكان آخرها سحب الحكومة ترخيص جمعية "الثقلين" التي أسسها القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي بعدما تبين لأجهزة الأمن حصولها على تمويل من إيران، وفق قوله الصحيفة.
لكن القيادي الشيعي محمود جابر؛ أكد للصحيفة سعي بعض الشيعة المصريين تأسيس كيانات اجتماعية تعبر عنهم، خاصة بعد فشلهم في تأسيس حزب سياسي شيعي يحمل اسم "التحرير" عقب ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، بسبب تصريحات مستفزة من بعض الشيعة خارج مصر بأن هذا الحزب سيكون الكيان المثل لشيعة مصر، وهو ما أثار حالة من الغضب لدى غالبية المصريين.
واستبعد جابر نجاح الشيعة في تأسيس كيان لهم، "لأن المزاج المصري العام مازال رافضا للكيانات المذهبية أو الطائفية التي تثير المشكلات وتؤدي إلى عدم الاستقرار"، كما قال.
في المقابل، نفى القيادي الشيعي أحمد راسم النفيس؛ علمه بمحاولة تأسيس المجلس الأعلى للشيعة، معتبرا أن الجهات الأمنية اعتادت من وقت لآخر اتهام قيادات الشيعة بمثل هذه الاتهامات لإيهام الرأي العام بأن الشيعة يتآمرون عليهم.
شيعة مصر غير مؤثرين
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل؛ إن "هناك تقاربا واضحا بين مصر وإيران، وهذا الأمر واضح منذ فترة وليس الآن، لكن هذا التقارب غير مؤثر على العلاقات بين مصر والسعودية".
واستبعد كامل أن يعمل النظام في مصر على استخدام التقارب مع إيران، أو "السماح للشيعة بالتواجد أكثر في المجتمع المصري للضغط على السعودية التي تشهد العلاقات معها توترا ملحوظا منذ عدة أشهر".
وأوضح كامل، في حديث لـ"
عربي21"، أن "الخلافات مع السعودية لها أسباب كثيرة أخرى، ليس من ضمنها التقارب مع إيران، فقرارات مجلس الأمن حول الأزمة السورية، والحرب في اليمن هي التي أثرت على العلاقات مع السعودية وليس شيئا آخر بدليل أن السعودية أيدت مصر بشكل كبير بعد أحداث 30 حزيران/ يونيو، على الرغم من أن مصر في ذلك الوقت كانت متقاربة دبلوماسيا مع إيران".
وقال إن "الجماعات الشيعية في مصر ما زالت ضعيفة، بسبب أن أعداد المواطنين الشيعة قليلة للغاية مقارنة بباقي شرائح المجتمع، لذلك هم موجودون على استحياء لكنهم غير مؤثرين في الحياة الدينية أو السياسية".
تحرك مرفوض
أما الأستاذ بجامعة الأزهر، محمد سالم فأعرب عن اعتقاده بأن فكرة تأسيس مركز للشيعة في مصر ستواجه برفض كبير على المستوى الشعبي والرسمي، مشيرا إلى أن مصر دولة سنية منذ عشرات القرون، والأزهر كمؤسسة ترفض نشر أي أفكار تخالف تعاليم الدين الاسلامي أو تدعو للإلحاد أو التشيع.
وأضاف سالم لـ"
عربي21"؛ أن "التقارب مع إيران على المستوى السياسي أمر وارد، وهذا شأن الدبلوماسيين والسياسيين، وليس للأزهر علاقة به، لكن التقارب الديني هو المرفوض شكلا وموضوعا؛ لأن مذاهبنا مختلفة ولسنا على أساس ديني واحد مع إيران التي تعتبر معقل الشيعة في العالم"، على حد قوله.
وشدد على أن علاقة مصر بالسعودية قوية على الرغم من الخلافات السياسية، مستبعدا أن تستغل القيادة السياسية الخلافات الدينية والمذهبية بين السعودية وإيران كعامل ضغط على السعودية التي يوجد بها أعداد كبيرة الشعية في المنطقة الشرقية، أو أن يساهم النظام في زيادة أعداد الشيعة في مصر نكاية في السعودية.