أفكَار
التحقق من المحتوى الإسلامي على مواقع الإنترنت مسؤولية من؟
عربي21- بسام ناصر
10-Mar-17
09:41 PM
شارك
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عنون له ناشره على اليوتيوب بـ"آلاف الثعابين في قبر واحد.."، صاحبته مادة وعظية مؤثرة للداعية السعودي خالد الراشد، يتحدث فيها عن سكرات الموت، وحال الإنسان بعد موته في قبره.
من يشاهد المقطع يخيل إليه للوهلة الأولى أن المشهد لقبر حقيقي امتلأ بالأفاعي على صاحبه، وأنها تخرج منه في منظر تقشعر له الأبدان، وتشيب من هوله الولدان.
لكن الخبير الأردني في أمن المعلومات والإعلام الجديد، رائد سمور أكدّ في مقطع مصور له أنه بعد تتبعه لمادة الفيديو تبين له أن المادة الأصلية له ما هي إلا مزرعة لأفاعي في فيتنام يتم تربيتها في مكان تحت الأرض تشبه في مظهرها الخارجي القبر.
وفي تعليقه على الفيديو ذكر سمور أن هذا الفيديو كغيره من المقاطع المصورة الأخرى، يقوم على نشرها أناس جهلة، يحسبون أنهم يخدمون دينهم وهم في حقيقة الأمر يسيئون للدين الإسلامي إساءة شديدة.
وجوابا عن سؤال "عربي21" ما هي الرسالة التي أراد إيصالها عبر كشفه عن الفيديو الملفق، ومقارنته بالفيديو الأصلي؟ قال سمور: "ما أردت إيصاله والتنبيه عليه هو ضرورة التأكد من المحتوى الإسلامي المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يجب أن يفحص ويتم تدقيقه من قبل علماء شرعيين متخصصين قبل نشره وإشاعته في الناس".
وشكك سمور في كثير من المواد التي يتم نسبتها إلى مشايخ وعلماء معروفين، من غير تحري الدقة في نسبتها لأولئك العلماء، والتي ربما تكون مكذوبة عليهم من أساسها.
ولفت سمور إلى أن بعض من ينشرون تلك المقاطع، حينما تتم مراجعتهم يذكرون أنهم أخذوها من موقع الشيخ الفلاني المعروف، من غير أن يتأكدوا أن ذلك الموقع هو فعلا للشيخ المذكور، وفي كثير من الأحيان يتبين أنه موقع ينتحل شخصية الشيخ ويضع صورته كذبا وزورا.
وأوضح سمور أن بعض ناشري المواد الدينية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، يتساهلون كثيرا في نشرها، من غير أن يتحرى أولئك المتساهلون ثبوت ما ينشرونه أو دقته، وصحة نسبته إلى قائليه.
ووفقا لباحثين شرعيين فإن هذا المسلك في نشر المواد الدينية الملفقة بدافع ترهيب الناس وتخويفهم من الوقوع في المعاصي، يتطابق تماما مع ما ذكره علماء الحديث قديما في أسباب وضع الحديث النبوي، والتي منها "ترغيب الناس في فعل الطاعات، وترهيبهم من فعل المعاصي والمحرمات".
من جهته أوضح الأستاذ المشارك في تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني، الدكتور كريم الجبالي أن ثمة معايير فنية يمكن من خلالها الحكم على صحة المعلومات ومدى دقتها.
وذكر الجبالي جملة معايير، من أبرزها ضرورة "التأكد من وقت المعلومة أو الخبر أو المحتوى، فقد تكون المعلومة مرتبطة بزمان، ولهذا يجب أن يتم التأكد ـ في الموقع الإلكتروني ـ من وجود تاريخ المعلومة، وخاصة إن كانت ذات بعد سياسي أو فتوى فقهية" بحسب الجبالي.
ولفت الجبالي إلى ضرورة "التأكد من أصالة أو مرجعية المعلومة فقد تعمد مواقع للأخذ من مواقع غير معروفة أو غير موثقة بذاتها، كما يأخذ الكتاب من كتب ومراجع غير موثوقة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أهمية "التأكد من عملية تحديث المعلومات القديمة، حيث تذكر المواقع ما يستحدث أو يُحدث عليها (آخر تحديث على المعلومة الخبرية)".
وجوابا عن سؤال: كيف يمكن التحقق من اكتمال المعلومة وتمامها، وعدم اجتزاء بعضها وحذف بعضها الآخر؟ أكد الخبير في التعليم الإلكتروني ضرورة "التأكد من اكتمال المعلومة أو تكاملها وعدم نقصها بفحص محتواها وتمام معناها".
وكشف الجبالي أن "التحقق ابتداء من وجود الموقع أو المصدر الأصلي للمعلومة يعتبر من طرق التحقق الهامة من المحتوى الإسلامي وغيره، فقد يتم ذكر مواقع ومؤلفين غير موجودين أصلا".
وحثَّ الجبالي على ضرورة "التأكد من فاعلية الروابط الإلكترونية، وعدم وجود روابط خبيثة، أو ذات صلة بمواقع تجسس أو غير أخلاقية".
ونبه الجبالي إلى ضرورة الانتباه إلى "سياسة الخصوصية والمسؤولية عن المحتوى، حيث تذكر الكثير من تلك المواقع أنها لا تتحمل مسؤولية المحتوى بالضرورة، أو أن المنشور لا يعبر بالضرورة عن سياسة الموقع أو المؤسسة".
أمام هذه السيولة المفرطة في نقل المعلومات وتداولها، على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، كيف يمكن معالجة هذه الفوضى العارمة في نشر تلك المعلومات، خاصة ذات المحتوى الإسلامي منها؟
أجاب أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله في مؤسسة دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا في المغرب، الدكتور الناجي لمين بأن "هذا مما عمت به البلوى"، وتكون معالجته ومحاصرته بالتوعية الصحيحة.
وأضاف لـ"عربي21": "لأنه لا يمكنك أن تحبس السيل الجارف، وإنما بإمكانك أن توجد للناس مخارج وطرقا أخرى للنجاة" في إشارة منه لأهمية التوعية و"نشر المعرفة الصحيحة" لأن البقاء دائما للشيء الصالح". على حد تعبيره.
بدوره شدد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الكويتية، الدكتور عبد الرحمن رمضان الأزهري على أن "المحتوى الإسلامي يمثل علما شرعيا ودينيا، فلا بد من التثبت عمن ينقل المرء دينه، ويأخذ علمه، وعدم الركون إلى ما ينشر هنا وهناك، فلربما أدّى ذلك إلى خراب بيوت في مسائل هامة كالزواج والطلاق والميراث وغير ذلك.
وتابع: "إذا كان التثبت واجبا في أمور الحياة حتى لا يترتب عليه ضرر دنيوي، ففي أمور الدين من باب أولى، مستحضرا حديث الرجل المصاب الذي أفتاه جماعة بوجوب الغسل حين احتلامه في برد شديد، فمات الرجل فدعا الرسول عليهم بقوله "قتلوه قتلهم الله".
وعن إمكانية أخذ الفقه وأمور الدين عن مواقع إلكترونية؟ نصح رمضان الأزهري بالرجوع إلى العلماء المتخصصين، وعدم الركون إلى الإنترنت لأخذ الفتاوى منه، وإن كان لا بد فمن خلال المواقع المتخصصة الرسمية كمواقع دور الإفتاء، لوجود أشخاص غير مؤهلين في بعض المواقع، يفتون بغير علم ويطعنون في الأئمة، فيجب أخذ الحيطة والحذر وعدم التسرع.
وردا على سؤال "عربي21" ما جدوى إنشاء مواقع تتخصص في تتبع ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودراسته ومراجعته وتصويب ما تجده خاطئا؟ قلل الأزهري من جدوى ذلك، لأنه مرهق جدا من جهة، وجدواه ستكون قليلة جدا بحسب تقديره.
ورأى الأزهري أن الأجدى حثّ الدول الإسلامية ومطالبتها بسن قوانين تحظر المواقع التي لا تلتزم بالمعتمد في العقائد والفقه الإسلامي وغير ذلك، محذرا من وجود جماعات ظهرت مؤخرا على الساحة مهمتها فقط النقد، والحط من قدر الآخرين، مع أنهم لا يقدمون شيئا نافعا ومفيدا.
ووفقا للأزهري فإن "الواجب على الدول تخصيص مواقع رسمية لنشر المعلومات الدينية الصحيحة، ثم وضع رقابة صارمة على ما ينشر ومراجعته قبل نشره من قبل متخصصين، لكي نستريح من فوضى الفتاوى الفضائية" على حد قوله.
ودعا رمضان الأزهري عامة المسلمين إلى "عدم نشر أي معلومات قبل التأكد من صحتها، وعدم أخذ فتوى في العقائد والفقه وغير ذلك من أمور الدين عبر الإنترنت، فكما أن الناس لا يأخذون الدواء من النت، بل بمراجعة الطبيب المختص، فكذلك يجب عليهم مراجعة العالم الشرعي المتخصص، ويأخذون أحكام دينهم منه مباشرة".
من يشاهد المقطع يخيل إليه للوهلة الأولى أن المشهد لقبر حقيقي امتلأ بالأفاعي على صاحبه، وأنها تخرج منه في منظر تقشعر له الأبدان، وتشيب من هوله الولدان.
لكن الخبير الأردني في أمن المعلومات والإعلام الجديد، رائد سمور أكدّ في مقطع مصور له أنه بعد تتبعه لمادة الفيديو تبين له أن المادة الأصلية له ما هي إلا مزرعة لأفاعي في فيتنام يتم تربيتها في مكان تحت الأرض تشبه في مظهرها الخارجي القبر.
وفي تعليقه على الفيديو ذكر سمور أن هذا الفيديو كغيره من المقاطع المصورة الأخرى، يقوم على نشرها أناس جهلة، يحسبون أنهم يخدمون دينهم وهم في حقيقة الأمر يسيئون للدين الإسلامي إساءة شديدة.
وجوابا عن سؤال "عربي21" ما هي الرسالة التي أراد إيصالها عبر كشفه عن الفيديو الملفق، ومقارنته بالفيديو الأصلي؟ قال سمور: "ما أردت إيصاله والتنبيه عليه هو ضرورة التأكد من المحتوى الإسلامي المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يجب أن يفحص ويتم تدقيقه من قبل علماء شرعيين متخصصين قبل نشره وإشاعته في الناس".
وشكك سمور في كثير من المواد التي يتم نسبتها إلى مشايخ وعلماء معروفين، من غير تحري الدقة في نسبتها لأولئك العلماء، والتي ربما تكون مكذوبة عليهم من أساسها.
ولفت سمور إلى أن بعض من ينشرون تلك المقاطع، حينما تتم مراجعتهم يذكرون أنهم أخذوها من موقع الشيخ الفلاني المعروف، من غير أن يتأكدوا أن ذلك الموقع هو فعلا للشيخ المذكور، وفي كثير من الأحيان يتبين أنه موقع ينتحل شخصية الشيخ ويضع صورته كذبا وزورا.
وأوضح سمور أن بعض ناشري المواد الدينية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، يتساهلون كثيرا في نشرها، من غير أن يتحرى أولئك المتساهلون ثبوت ما ينشرونه أو دقته، وصحة نسبته إلى قائليه.
ووفقا لباحثين شرعيين فإن هذا المسلك في نشر المواد الدينية الملفقة بدافع ترهيب الناس وتخويفهم من الوقوع في المعاصي، يتطابق تماما مع ما ذكره علماء الحديث قديما في أسباب وضع الحديث النبوي، والتي منها "ترغيب الناس في فعل الطاعات، وترهيبهم من فعل المعاصي والمحرمات".
من جهته أوضح الأستاذ المشارك في تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني، الدكتور كريم الجبالي أن ثمة معايير فنية يمكن من خلالها الحكم على صحة المعلومات ومدى دقتها.
وذكر الجبالي جملة معايير، من أبرزها ضرورة "التأكد من وقت المعلومة أو الخبر أو المحتوى، فقد تكون المعلومة مرتبطة بزمان، ولهذا يجب أن يتم التأكد ـ في الموقع الإلكتروني ـ من وجود تاريخ المعلومة، وخاصة إن كانت ذات بعد سياسي أو فتوى فقهية" بحسب الجبالي.
ولفت الجبالي إلى ضرورة "التأكد من أصالة أو مرجعية المعلومة فقد تعمد مواقع للأخذ من مواقع غير معروفة أو غير موثقة بذاتها، كما يأخذ الكتاب من كتب ومراجع غير موثوقة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أهمية "التأكد من عملية تحديث المعلومات القديمة، حيث تذكر المواقع ما يستحدث أو يُحدث عليها (آخر تحديث على المعلومة الخبرية)".
وجوابا عن سؤال: كيف يمكن التحقق من اكتمال المعلومة وتمامها، وعدم اجتزاء بعضها وحذف بعضها الآخر؟ أكد الخبير في التعليم الإلكتروني ضرورة "التأكد من اكتمال المعلومة أو تكاملها وعدم نقصها بفحص محتواها وتمام معناها".
وكشف الجبالي أن "التحقق ابتداء من وجود الموقع أو المصدر الأصلي للمعلومة يعتبر من طرق التحقق الهامة من المحتوى الإسلامي وغيره، فقد يتم ذكر مواقع ومؤلفين غير موجودين أصلا".
وحثَّ الجبالي على ضرورة "التأكد من فاعلية الروابط الإلكترونية، وعدم وجود روابط خبيثة، أو ذات صلة بمواقع تجسس أو غير أخلاقية".
ونبه الجبالي إلى ضرورة الانتباه إلى "سياسة الخصوصية والمسؤولية عن المحتوى، حيث تذكر الكثير من تلك المواقع أنها لا تتحمل مسؤولية المحتوى بالضرورة، أو أن المنشور لا يعبر بالضرورة عن سياسة الموقع أو المؤسسة".
أمام هذه السيولة المفرطة في نقل المعلومات وتداولها، على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، كيف يمكن معالجة هذه الفوضى العارمة في نشر تلك المعلومات، خاصة ذات المحتوى الإسلامي منها؟
أجاب أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله في مؤسسة دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا في المغرب، الدكتور الناجي لمين بأن "هذا مما عمت به البلوى"، وتكون معالجته ومحاصرته بالتوعية الصحيحة.
وأضاف لـ"عربي21": "لأنه لا يمكنك أن تحبس السيل الجارف، وإنما بإمكانك أن توجد للناس مخارج وطرقا أخرى للنجاة" في إشارة منه لأهمية التوعية و"نشر المعرفة الصحيحة" لأن البقاء دائما للشيء الصالح". على حد تعبيره.
بدوره شدد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الكويتية، الدكتور عبد الرحمن رمضان الأزهري على أن "المحتوى الإسلامي يمثل علما شرعيا ودينيا، فلا بد من التثبت عمن ينقل المرء دينه، ويأخذ علمه، وعدم الركون إلى ما ينشر هنا وهناك، فلربما أدّى ذلك إلى خراب بيوت في مسائل هامة كالزواج والطلاق والميراث وغير ذلك.
وتابع: "إذا كان التثبت واجبا في أمور الحياة حتى لا يترتب عليه ضرر دنيوي، ففي أمور الدين من باب أولى، مستحضرا حديث الرجل المصاب الذي أفتاه جماعة بوجوب الغسل حين احتلامه في برد شديد، فمات الرجل فدعا الرسول عليهم بقوله "قتلوه قتلهم الله".
وعن إمكانية أخذ الفقه وأمور الدين عن مواقع إلكترونية؟ نصح رمضان الأزهري بالرجوع إلى العلماء المتخصصين، وعدم الركون إلى الإنترنت لأخذ الفتاوى منه، وإن كان لا بد فمن خلال المواقع المتخصصة الرسمية كمواقع دور الإفتاء، لوجود أشخاص غير مؤهلين في بعض المواقع، يفتون بغير علم ويطعنون في الأئمة، فيجب أخذ الحيطة والحذر وعدم التسرع.
وردا على سؤال "عربي21" ما جدوى إنشاء مواقع تتخصص في تتبع ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودراسته ومراجعته وتصويب ما تجده خاطئا؟ قلل الأزهري من جدوى ذلك، لأنه مرهق جدا من جهة، وجدواه ستكون قليلة جدا بحسب تقديره.
ورأى الأزهري أن الأجدى حثّ الدول الإسلامية ومطالبتها بسن قوانين تحظر المواقع التي لا تلتزم بالمعتمد في العقائد والفقه الإسلامي وغير ذلك، محذرا من وجود جماعات ظهرت مؤخرا على الساحة مهمتها فقط النقد، والحط من قدر الآخرين، مع أنهم لا يقدمون شيئا نافعا ومفيدا.
ووفقا للأزهري فإن "الواجب على الدول تخصيص مواقع رسمية لنشر المعلومات الدينية الصحيحة، ثم وضع رقابة صارمة على ما ينشر ومراجعته قبل نشره من قبل متخصصين، لكي نستريح من فوضى الفتاوى الفضائية" على حد قوله.
ودعا رمضان الأزهري عامة المسلمين إلى "عدم نشر أي معلومات قبل التأكد من صحتها، وعدم أخذ فتوى في العقائد والفقه وغير ذلك من أمور الدين عبر الإنترنت، فكما أن الناس لا يأخذون الدواء من النت، بل بمراجعة الطبيب المختص، فكذلك يجب عليهم مراجعة العالم الشرعي المتخصص، ويأخذون أحكام دينهم منه مباشرة".
شارك
11:44
