استعرض أحد كبار المعلقين
الإسرائيليين، طريقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب وسلوكه الهستيري؛ وما تعانيه الإدارة الأمريكية من غياب للسياسة الخارجية؛ وتأثير ذلك على مستقبل العالم و"إسرائيل"، في ظل توقعات بسحب الرقم السري للسلاح النووي منه.
وقال كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، ناحوم برنياع؛ في مقال له نشر يوم الجمعة الماضي؛ "بعد مرور 50 يوما على تنصيبه رئيسا لأمريكا؛ لا توجد لإدارة ترامب حتى الآن خطة لفتح أو إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وما زالت أيضا السياسة الخارجية غير موجودة".
ولفت برنياع، أن "مهندس ترامب في الانتخابات" ستيف بانون؛ وهو مساعد ترامب وكبير المخططين الاستراتيجيين والمستشارين في حكومته؛ "لديه مواقف مبلورة قريبة من الفاشية ومزاج متقلب؛ ووصل للبيت الأبيض لهدف معلن؛ وهو تحطيم المؤسسة السياسية الأمريكية"، منوها أنه "مثقف وذكي وصاحب قوة".
وأضاف: "يكثرون من مقارنته مع لينين (فلاديمير أوليانوف)، أبو الثورة البلشفية، الذي قال إنه كلما ازداد الوضع سوء كلما كان هذا أفضل، كما يمكن مقارنته مع راسبوتين (راهب روسي)، المخادع الذي سيطر على بلاط القيصر نيكولاي".
وقارن الكاتب الإسرائيلي، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن وترامب، بقوله: "ترامب مثل بيغن، هو شخص شعبوي قومي متطرف، وهنا ينتهي التشابه؛ فبيغن قدس القانون والمحكمة والتقليد البرلماني وقواعد اللعبة، أما ترامب فهو يوافق في الوقت الحالي قرارات المحكمة، وما دون ذلك يقوم بتحقيره".
"هل لديه فرصة للنجاح؟"، سؤال طرحه برنياع على توماس فريدمان، صاحب القلم المؤثر جدا في "نيويورك تايمز"، حيث أشار إلى أن "فريدمان متفائل جدا، فتصرفات ترامب حولته إلى هستيري، وفي نهاية الأسبوع الماضي قال في مقابلة تلفزيونية إنه إذا واصل ترامب هكذا فسيأخذون منه السيطرة على الرقم السري النووي".
وتابع فريدمان مخاطبا برنياع؛ "أنا لست على ثقة بأن المؤسسات ستصمد"، حيث نبه الكاتب الإسرائيلين أن "طريقة سلوك الجمهوريين تبقي السؤال مفتوحا"، مضيفا: "عندما يتهم رئيسه السابق بجريمة مثل ووتر غيت (أكبر فضيحة في تاريخ أمريكا؛ عندما تجسس الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون على مكاتب الحزب الديمقراطي) ولا يقوم بتقديم أي دليل، ويقول قادة الجمهوريون إن له سبب لقول ذلك، فان هذه نهاية العالم"، كما قال.
وقال أيضا: "فكر بالمفارقة؛ هناك تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، ومن الذي يرفض التحقيق في ذلك؟ اليمين الجمهوري؛ باستثناء قلة؛ فان حزبهم أصبح فاسدا كليا، وإذا استمرت هذه العملية فقد نصل إلى نقطة اللاعودة".
وأشار برنياع، إلى اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية الكبير بطريقة عمل ترامب وقال؛ "منذ أشهر لا يوجد في وسائل الإعلام الأمريكية أي قصة أخرى؛ فقط ترامب"، منوها لصعوبة وصول كبار الصحفيين للحديث مع ترامب، لكن تبقى "التسريبات"؛ هي مصدر المعلومات.
ورأى أن "التسريبات؛ هي تمرد واشنطن على الإدارة الجديدة.. صحيح أن الرؤساء يأتون من الخارج؛ لكنهم يأتون كي يكونوا في الداخل؛ لكن ترامب يتصرف بطريقة مختلفة؛ فهو يقوم بانقلاب".
وفي نقاش له؛ خاطب برنياع الصحفي الأمريكي بيتر بايكر، مراسل سابق في البيت الأبيض لصحيفتين هما الأفضل في الولايات المتحدة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" مدة عشرين سنة، بقوله: "في واشنطن المدينة الرئيس هو ضيف فقط وأمامه المقيمين الدائمين؛ مثلث وسائل الاعلام وموظفو الدولة وعاملو الكونغرس"، فرد بايكر: "هذا صحيح؛ عادة تحارب مراكز القوة هذه بعضها البعض، وأمام ترامب تكون موحدة؛ هذا تمرد".
وسأل الكاتب الإسرائيلي الصحفي بايكر؛ "هل قام ترامب بمنعكم من الدخول إلى الإرشاد اليومي؟"، فأجاب: "حدث هذا مرة واحدة فقط؛ كانوا يريدون خلق الانطباع أنهم هم المسيطرون وليس نحن، وبعد ذلك عادوا إلى الترتيب القائم ولكن لا يعيدون الاتصال الهاتفي، ويتوجهون أولا إلى مراسلي وسائل الاعلام المؤيدة (لترامب)".
وأشار الصحفي الأمريكي، إلى أن "ترامب يشاهد النشرات الصباحية في التلفاز ويغضب.. وهناك عشرات آلاف الاشخاص يعملون من أجله وهم جاهزون لفحص كل معلومة، لكنه لا يتوجه إليهم ولا يقوم باستشارة أحد".
وردا على سؤال برنياع: "هل سيحدث هذا الرجل انقلاب؟"، فأجاب بايكر: "لا؛ فسياسته الأساسية لن تتغير، فقط اللهجة هي التي ستتغير؛ ولا يمكن إعادة التاريخ إلى الوراء وأنا أعتقد أن الجهاز أقوى من أي شخص وأقوى من الرئيس".
وحول سياسته الخارجية قال بايكر؛ "لديه أقوال؛ يقول أمور استفزازية لكنه حذر جدا في الأفعال؛ أنظر ماذا قال عن المستوطنات"، وفق ما نقله الكاتب الإسرائيلي.
وفي ختام مقاله قال برنياع في رسالته للإسرائيليين: "يجب عليكم القلق؛ أنتم تعتقدون أن أمريكا صلبة مثل الكرة، والحقيقة هي أن لديها الآن بيضة، انتبهوا الزيادة في البورصة ليست هي المسألة، فكروا فيما قد يحدث عندما سيقف هذا الرجل (ترامب) في مواجهة أزمة حقيقية".