تنعقد
القمة العربية في الأردن، نهاية الشهر الجاري، في ظروف بالغة الحساسية، وأحداث محيطة تلقي بظلالها على جدول أعمالها، ما يشعل الجدل حول قدرتها كمؤسسة عربية جامعة على تحقيق تطلعات الشعوب، والتعاطي بوثوقية مع الأزمات.
ويرى وزير الإعلام وممثل الأردن في الأمم المتحدة سابقا، عدنان أبو عودة، أنه في ظل عدم الإعلان عن تفاصيل القمة، تبدو القراءة في مقدمات القمة أقرب إلى ما اعتبره أو وصفه بـ"التمنيات" أمام مجلس القمة العربية.
وأكد أبو عودة في تصريحات لـ "
عربي21" أنه لا يعتقد أن يكون هناك في هذه القمة الثامنة والعشرين، أي "علامة فارقة" رغم صلابة الموضوعات وسخونة القضايا.
وتساءل هل سيحضر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أم أن المرض سيمنعه؟ هل سيحضر كل من بشار الأسد والسلطان قابوس؟ لافتا إلى أن القرارات دائما ما تتوقف على الزعماء الحاضرين.
وقال أبو عودة إن من جملة "التمنيات" أن تتخذ القمة العربية موقفا عربيا حاسما وقويا تجاه
القضية الفلسطينية وموضوع "القدس".
وحول الملف السوري، أوضح أن القمة يجب أن تتوافق على تعزيز الحل السياسي لهذا الملف، كما طرح جملة من التمنيات حول ملف اللاجئين ودعم الدول المستقبلة لهم، مثل الأردن ولبنان.
وقال القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي والحركة الإسلامية في الأردن، زكي بني ارشيد، إن المراهنة على إنجاز القمة العربية القادمة لأي من الأهداف الكبرى هي مراهنة فاشلة بامتياز، مؤكدا أنه لا مجال لانتظار المعجزات سواء على مستوى القضية الفلسطينية أو مواجهة رغبة الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، أو على مستوى المأساة السورية أو الكارثة اليمنية أو المصيبة الليبية، بحسب تعبيره.
وأضاف: "باختصار البداية ليست من هنا، ولا داعي لتحميل "القمة" ما يستحيل تحقيقه"، مشيرا إلى أن الأنظمة العربية لا زالت تعيش هموم الآخرين وتخدم مصالح الـ "غير" ولا تراعي حقوق الشعوب ولا مصالح الأمة.
وأوضح بني ارشيد، أن العرب قبل القمة هم أنفسهم بعد القمة، وأن الأزمة الحقيقية تكمن في ارتهان العرب وتبعيتهم لمحاور الدول الكبرى.
وأشار النائب الأردني السابق وأمين عام حزب الوحدة الشعبية، سعيد ذياب، إلى أن مؤسسة الجامعة العربية يتراجع دورها باستمرار، الأمر الذي جعل التعامل معها يتم بعيدا عن مسألة الأمن القومي العربي ومتعلقاته وأزماته.
وقال ذياب في حديث لـ "
عربي21" إن قمة عمان جاءت بعد رفض متكرر من قبل أطراف عربية لاستضافتها، وهذا يظهر مقدار الحساسيات العربية الضاغطة، وقدرتها على إنجاح أو إفشال القمة.
وربط بين القمة العربية والأزمة السورية، معتبرا أن الأمر الذي يمكن أن يعطي القمة العربية المنتظرة مستوى من النجاح والقبول هو قدرتها على جلب
سوريا إليها، بحيث يكون حضور سوريا ممثلة "بالنظام السوري القائم" عاملا مؤسسا لمصالحة عربية عربية.
وأوضح أن المؤشرات ما زالت ضعيفة حول مشاركة سوريا بالرغم من الجهود التي بذلت من قبل مصر والعراق، معتبرا أن الأزمة السورية تمثل عامل انقسام عربي بالإضافة لكونها منتجة لاصطفافات دولية وإقليمية حادة.
وبسؤال عن ملف القضية الفلسطينية، قال ذياب إن القمة لن تنجح في اتخاذ موقف تجاه ذلك، عازيا السبب إلى تباين الأولويات العربية واختلافها.