توقف مستشرقان إسرائيليان بارزان عند دلالات وتداعيات مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي انعقد في إسطنبول قبل أسابيع.
وفي مقال مشترك نشرته صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم، واطلعت عليه "
عربي21"، حذر البروفيسور إيلي فودا أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية في الجامعة العبرية، والدكتور عيدان زوكلبيتش أستاذ الدراسات الشرقية في "كلية عيمك يسرائيل"، من التداعيات "بالغة الخطورة" لمؤتمر إسطنبول، لكونه ينذر بتحول تاريخي على طابع قيادة الحركة الوطنية
الفلسطينية، معتبرين أن نوعية الحضور وكثافتهم وطابع مطالبهم، كله يدلل على أن قيادة "متطرفة" ستنتزع تمثيل الشعب الفلسطيني من القيادة "المعتدلة" ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى الرغم من تأكيد فودا وزوكلبيتش أن منظمي المؤتمر لم يتبنوا أية أجندات حزبية أو فصائلية خاصة بالتنظيمات الفلسطينية، إلا أنهما يشيران إلى أن القرارات التي صدرت عن المؤتمر تصب بشكل غير مباشر في مصلحة حركة
حماس، على اعتبار أن هذه القرارات تنسجم مع الخط السياسي للحركة.
وأشار المستشرقان إلى أن مؤتمر إسطنبول يهدد بتكريس سقف جديد ومتطرف للحركة الوطنية الفلسطينية، يتمثل في رفض
حل الدولتين والمطالبة بدولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.
ووجه فودا وزوكلبيتش انتقادات لاذعة للحكومة
الإسرائيلية التي لم تفطن لدلالات انعقاد المؤتمر، حيث أشارا إلى أن تعطل العملية التفاوضية والطريق المسدود الذي وصلت إليه جهود التسوية السياسية للصراع ساعد "المتطرفين" في الجانب الفلسطيني، ما ينذر بإضفاء شرعية على المواقف المتطرفة التي صدرت عن المؤتمر.
وحث المستشرقان حكومة تل أبيب على الإسراع في التوصل لتسوية سياسية، سواء كانت ذات طابع ثنائي أم إقليمي لسحب البساط من تحت منظمي مؤتمر إسطنبول، محذرين من أن إسرائيل ستكون على رأس الخاسرين من انهيار مكانة القيادة الحالية لمنظمة التحرير.
وشدد كل من فودا وزوكلبيتش على أن الأمور باتت واضحة وأن الحكومة الإسرائيلية في حال لم تبادر للفعل من أجل تغيير الواقع "فإن بوسعها فقط لوم ذاتها".