نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، عن عالم الفيزياء البريطاني المعروف والعالم في جامعة كامبريدج
ستيفن هوكينغ (75 عاما)، الذي قال خلال تصريحات تلفزيونية إنه لم يعد يشعر بأنه موضع ترحيب في الولايات المتحدة في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هوكينغ عبر عن أمله بتحقيق حلمه، والسفر في الفضاء على متن المركبة الفضائية التابعة للملياردير البريطاني المعروف ريتشارد برانسون، وصاحب شركة "فيرجين"، واسم المركبة "فيرجين غالاغتيك".
وتورد الصحيفة نقلا عن العالم المعروف قوله في تصريحات لبرنامج "صباح الخير يا
بريطانيا" على محطة "آي تي في"، أنه لم يتوقع تجربة السفر في الفضاء، إلا أن برانسون عرض عليه مقعدا، وأضاف: "أستطيع القول إنني سعيد للسفر إلى الفضاء، واعتقدت أن لا أحد سيأخذني معه، لكن ريتشارد برانسون عرض علي مقعدا في (فيرجين غالاغتيك) وأجبت بالموافقة مباشرة".
ويلفت التقرير إلى أن البروفيسور ناقش مخاوفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه لو تم تطبيق نتائج الاستفتاء "فإنه يجب ألا يكون خروجا صعبا، كما يريده الجناح المتطرف من الحزب"، وأضاف أن "هذا سيتركنا معزولين، ونتطلع إلى الداخل فقط، وبدلا من ذلك فإنه يجب أن نحتفظ بالكثير من الصلات الممكنة مع أوروبا وبقية العالم، خاصة الصين"، محذرا من أن الخروج من أوروبا "يهدد موقع بريطانيا بصفتها رائدة في مجال العلوم والاختراع".
وتفيد الصحيفة بأن العالم الفيزيائي عبر في اللقاء ذاته عن مخاوفه من نتائج الانتخابات الأمريكية التي جلبت ترامب، بناء على ورقة الشعبوية والتخويف من الأجانب، وقال عن أمريكا: "لدي الكثير من الزملاء والأصدقاء هناك، ولا تزال مكانا يستحق الاحترام وبعدة طرق، وأرغب بزيارتها مرة أخرى، والتحدث للعلماء هناك، لكنني أخشى من عدم الترحيب بي".
وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة كرمت هوكينغ ومنحته الميدالية فرانكلين للعلوم المرموقة، وقدمها له الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2009، مستدركا بأن العالم عبر عن مخاوفه من "تحولها المؤكد نحو اليمين المتطرف والنهج الديكتاتوري".
وتنقل الصحيفة عن هوكينغ، قوله إنه قلق تحديدا من سياسات ترامب المتعلقة بالمناخ، وأضاف: "عليه أن يستبدل مدير وكالة حماية البيئة سكوت بروت"، وقال: "تعد التغيرات المناخية من أكبر المخاطر التي نواجهها ونستطيع منعها، وتؤثر في الولايات المتحدة بشكل سيئ، والتصدي لها سيعطيه (ترامب) أصواتا تمكنه من الفوز بولاية ثانية، لا قدر الله".
وبحسب التقرير، فإن هوكينغ علق على أسباب انتخاب الرئيس الجمهوري ترامب، قائلا: "لقد تم انتخاب ترامب من أشخاص يشعرون بالاضطهاد من النخبة الحاكمة في ثورة ضد العولمة، ولهذا فإن أولويته هي إرضاء الناخبين الذين ليسوا ليبراليين ولا متعلمين".
وتذكر الصحيفة أن العالم المعروف لاحظ أن هناك بوادر أمل في العالم، من خلال صعود النساء إلى مناصب بارزة في الحياة العامة، وكشف عن سعادته من إرسال روبوتات صغيرة للفضاء من أجل فحص الكواكب المشابهة للأرض والبعيدة عنها تريليونات الأميال.
ويورد التقرير نقلا عن هوكينغ، قوله إن تولي تيريزا ماي رئاسة الوزراء في بريطانيا، ونيكولا سترجين الوزيرة الأولى في استكتلندا، وكريسدا ديك لقيادة شرطة لندن، علامة على صعود المرأة، وأضاف: "لو نظرنا للنساء في أوروبا، مثل أنجيلا ميركل، فإننا على ما يبدو نشاهد تحولا مهما لصعود المرأة إلى المناصب البارزة في السياسة والمجتمع"، واستدرك قائلا: "لكن قد تكون هناك فجوة بين النساء اللاتي يصلن إلى المراكز العليا ومن هن في القطاع الخاص، وأرحب بعلامات تحرر المرأة".
وتبين الصحيفة أنه عندما سئل هوكينغ عن قيام وكالة ناسا بإعادة برنامجها للفضاء بعد اكتشاف سبعة كواكب بحجم الأرض، فإنه قال إن هذه الكواكب الجديدة تبعد عن الأرض حوالي 39 سنة ضوئية، ومع
التكنولوجيا المتوفرة فإننا لا تستطيع السفر هذه المسافة، وأضاف أن "كل ما يمكن التفكير به هو نانوكرافت روبوت، يتم دفعها بضوء ليزر عملاق إلى نسبة 20% من سرعة الضوء، ولا يزيد حجم نانوكرافت عن عدة غرامات، وتحتاج إلى 240 عاما للوصول إلى هدفها وترسل صورا، وهو أمر يمكن فعله، وأشعر بسعادة غامرة بشأنه".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هوكينغ انتقد زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، ورغم أنه صوت لحزب العمال في الانتخابات الماضية عام 2015، إلا أنه قال إن كوربين "لا يبدو زعيما قويا، وسمح للإعلام بتصويره على أنه يساري متطرف"، وأضاف: "ليس جيدا أن تكون لديك المبادئ الجيدة إن لم تحصل إلى السلطة".