تسبب طلب المبعوث الأمريكي للمنطقة، بتحديد حصص للبناء في المستوطنات الإسرائيلية المختلفة، باستياء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو؛ حيث "رفضها"، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية بشأن البناء الاستيطاني.
تفاهم حول البناء الاستيطاني
وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في تقرير له الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب "طلبت من إسرائيل الوقف التام للبناء في المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، ووضع قيود على البناء الجديد داخل الكتل الاستيطانية، وذلك بموجب شروط اتفاق يتم التفاوض عليه حاليا مع الحكومة الإسرائيلية بشأن البناء الاستيطاني".
وخلال زيارته إلى المنطقة الأسبوع الماضي، عقد المبعوث الخاص لترامب بشأن المفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، نقاشات مطولة مع نتنياهو، وجرى النقاش في جزء من اللقاء لمحاولة التوصل إلى تفاهم حول البناء الاستيطاني الجديد.
وبحسب تقارير عدة في الإعلام العبري، فقد "حدد غرينبلات شروطا بحسبها لن تعارض أمريكا بناء وحدات سكنية جديدة في الأحياء اليهودية ما وراء حدود عام 1967 في القدس الشرقية (الشطر الشرقي)، وستقبل بعدد متفق عليه من المنازل في كل سنة داخل الكتل الاستيطانية الكبرى، كما أنه لن يتم بناء منازل جديدة في المستوطنات المعزولة، والبناء داخل الكتل سيكون ضمن حصص متفق عليها"، وفقا لما نقله الموقع.
وأشار إلى أن "التقارير التي نشرت في الإعلام العبري أكدت أن "إسرائيل فوجئت بصرامة المطالب الأمريكية ورفضتها".
المحادثات لم تكتمل بعد
صحيفة "هآرتس" العبرية، أفادت بأن "نتنياهو رفض الشروط جزئيا؛ بسبب المعارضة من أعضاء ائتلافه الحاكم للإعلان العام عن أي نوع من التجميد في البناء الاستيطاني"، مؤكدة أن "أعضاء في حزب الليكود وحزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان يعارضون بشدة أي تجميد في البناء".
وأكد وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، من حزب "البيت اليهودي"، الخميس، أنه سيستقيل من الحكومة "في حال خضع نتنياهو للمطالب الأمريكية التي تحدثت عنها تقارير بتجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية خارج الكتل الكبرى".
كما ورد أن نتنياهو "رفض اقتراح غريبنلات؛ لأنه سيمنعه من الوفاء بوعده لبناء مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من بؤرة عامونا الاستيطانية غير القانونية"، وفقا للقناة الثانية الإسرائيلية، التي أوضحت أن "نتنياهو يرغب في أن يكون قادرا على البناء في حدود المدينة للمستوطنات، ما يزيد حجم المشروع الاستيطاني بثلاثة أضعاف".
وقال الموقع: "وفي أعقاب الفشل في التوصل إلى تسوية مع غرينبلات خلال زيارته، بعث نتنياهو بكبير موظفيه، يوآف هوروفيتس، إلى واشنطن الأحد؛ من أجل مواصلة النقاشات بهذا الشأن مع مبعوث ترامب إلى جانب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر".
وأشار نتنياهو، الأربعاء، في حديث صحفي له بعد وصوله إلى "إسرائيل" قادما من الصين، أنه تم تحقيق "تقدم كبير نحو التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة حول البناء الاستيطاني".
التعهد ببناء مستوطنة جديدة
من جانبه، أكد مراسل الشؤون الدبلوماسية لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، رفائيل أهرين، مساء الخميس، عبر تغريدة له على "توتير"، أن "الاجتماع الثاني لغرينبلات مع نتنياهو انتهى من دون نتائج ملموسة"، وهو ما دفع المبعوث الأمريكي للرد بقوله: "الشؤون المعقدة ليست بالأسود والأبيض، وتتطلب وقتا طويلا واهتماما كبيرا لدراستها وحلها".
وأوضح نتنياهو في تصريح له، الثلاثاء الماضي، أنه ما زال يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب، ولن يتفاوض على وقف بناء وحدات سكنية جديدة في الأحياء اليهودية بالقدس الشرقية (المحتلة)"، مؤكدا عزمه عدم التراجع عن تعهده ببناء مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة عامونا".
ولفت الموقع في تقريره إلى أن "نتنياهو يحاول الحصول على موافقة البيت الأبيض لبناء مستوطنة جديدة -هي الأولى منذ 25 عاما- لتحل محل بؤرة عامونا الاستيطانية غير القانونية، التي تم إخلاؤها وهدمها الشهر الماضي".
وأثار تصريح لأحد أعضاء "مجلس الأمن الوزاري، بأن الحكومة قد تضطر إلى التراجع عن تعهدها، احتجاجات غاضبة من المستوطنين وحلفائهم في الائتلاف الحاكم"، ما دفع نتنياهو الأسبوع الماضي وقبيل لقائه الثاني مع غرينبلات بـ"التعهد بالوفاء لسكان عامونا في بناء المستوطنة الجديدة".
وبحسب تقرير لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية نشر أمس، فإن "عمليات البناء الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية وصلت في عام 2016 إلى 2630 وحدة سكانية، بزيادة بلغت 40% مقارنة بعام 2015"، علما بأن هذه الإحصائية لا تشمل الأحياء اليهودية في مدينة القدس المحتلة.
ومنذ تنصيب ترامب، صادقت "إسرائيل" على بناء نحو 6 آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة والشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة عام 1967.