محلل إسرائيلي بارز يقرأ عملية اغتيال "فقهاء" ودوافعها
غزة- عربي21- أحمد صقر26-Mar-1712:27 PM
شارك
النائب العام في غزة قال إن اغتيال فقهاء يحمل بصمات واضحة للموساد- أرشيفية
تناول محلل إسرائيلي بارز، عملية اغتيال الأسير المحرر والقائد في "كتائب القسام" مازن فقهاء، ودوافعها في مقال أشار إلى "دليل وحيد" يشير إلى تورط إسرائيل بمقتله.
وأوضح أن "الاحترافية في الاغتيال من خلال استخدام كاتم للصوت، والاختفاء دون ترك أي أثر، هو الدليل الحقيقي الوحيد الذي يشير إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ولا شيء أكثر من ذلك".
وكتب آفي يسسخاروف في مقال اطلعت عليه "عربي21"، أن اغتيال فقهاء، "المخطط الرئيس" للهجمات في الضفة الغربية المحتلة، جاء من أجل "توجيه رسالة"، مفادها أن "جميع قادة حماس هدف محتمل، والكرة الآن في ملعب حماس"، وفق قوله.
رفع حالة التأهب
وأوضح يسسخاروف، أن "إسرائيل وضعت قواتها بالقرب من قطاع غزة في حالة تأهب قصوى، وسط توقعات بقيام حركة حماس بالرد على اغتيال أحد أكبر قيادييها العسكريين في غزة، مساء الجمعة"، مؤكدا أن "رفع حالة التأهب السبت جاء بأوامر من قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي".
ولفت في مقاله الذي نشر اليوم على موقع "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن "إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن مقتل فقهاء، الأسير السابق في سجونها، الذي أشرف على جهود حماس للتحريض على تنفيذ هجمات في الضفة الغربية، لكن قادة حماس اتفقوا على تحميل إسرائيل مسؤولية اغتياله".
كما أن النائب العام في غزة إسماعيل جابر، اتهم إسرائيل بقتل فقهاء، وقال جابر: "إن الاغتيال يحمل بصمات واضحة للموساد"، منوها إلى هتافات المشاركين في تشييع فقهاء الست: "الانتقام الانتقام".
ونقل المحلل الإسرائيلي تصريح القيادي البارز في "حماس"، خليل الحية، الذي تعهد فيه بالرد: "إذا كان العدو يعتقد بأن الاغتيال سيغير من موازين القوى، فعليه أن يعرف أن عقول أبناء حماس ستكون قادرة على الرد بالشكل المناسب".
مع ذلك، أشار يسسخاروف، إلى أن "حماس لا تملك دليلا واضحا على دور إسرائيلي، وهي حقيقة قد تمنح الحركة مساحة من المناورة السياسية لتجنب رد دراماتيكي قد يؤدي إلى مواجهة كاملة"، زاعما بأن فقهاء وبالتعاون مع صديقه عبد الرحمن غنيمات (أسير محرر)، قاما "بتأسيس قسم الضفة الغربية داخل الحركة في القطاع".
مصلحة إسرائيل باغتيال فقهاء
وتابع المحلل الإسرائيلي وفق معلوماته التي لم يوضح مصدرها: "يتألف القسم الذي أسسه فقهاء من أعضاء الجناح العسكري من الضفة الغربية سابقا، الذين تم ترحيلهم إلى غزة، ومهمتهم كانت تعزيز البنى التحتية في الضفة الغربية، بما في ذلك من خلال هجمات ضد إسرائيليين".
وقال إن ذلك تضمن "إرسال أموال وتعليمات لخلايا حماس في الخليل وطولكرم وقلقيلية، وأماكن أخرى، في محاولة لتصعيد العنف، وفرض جولات جديدة من المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية"، وفق قوله.
وأضاف أن "كل منطقة في الضفة الغربية أشرف عليها قائد إقليمي داخل القسم الذي جلس في غزة، لكنه كان في الأصل من المنطقة المعنية"، مضيفا أنه "بحسب معلومات استخباراتية إسرائيلية؛ فإن بصمات فقهاء وغنيمات كانت على الكثير من محاولات الهجمات والهجمات الناجحة التي نفذتها خلايا حماس في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهي حقيقة تشير إلى مصلحة إسرائيل الواضحة في القضاء عليه".
ونوّه يسسخاروف إلى أن "فقهاء أقام في غزة وتنقل فيها دون حراس شخصيين، وتم اغتياله بالقرب من منزله؛ فإذا كانت إسرائيل هي بالفعل من قام بتنفيذ اغتياله، فقد تكون هدفت إلى توجيه رسالة مفادها بأن قادة حماس إذا كانوا يعتقدون بأنهم في مأمن خلال فترات الهدوء فهم مخطئون".
وقال: "من المرجح الآن أن تقوم قيادة حماس بكاملها بتغيير روتينها اليومي؛ فبعد نجاح قتل فقهاء، فهم جميعا أهداف محتملة، سيكون عليهم العيش وهم محاطون بالأمن، وعليهم تغيير منازلهم ومخابئهم من وقت لآخر، والعودة إلى حياة اضطر الكثير من قادة حماس في الضفة الغربية لعيشها قبل عقد من الزمن"، مضيفا أن "هذه كانت بكل وضوح رسالة الاغتيال: بأن الجميع يمكن أن يكونوا هدفا محتملا".
وذهب المحلل الإسرائيلي إلى أن "ذلك لا يعني أن مسؤولية إسرائيل المزعومة على القتل هي واضحة ولا جدال فيها؛ فمنفذو الاغتيال عملوا بمهنية عالية، ولم يتركوا وراءهم أي دليل على هوياتهم"، منوّها إلى أن "هذا الاحتراف في الواقع -كاتم الصوت والاختفاء دون ترك أي أثر- هو الدليل الحقيقي الوحيد الذي يشير إلى الموساد".
وأضاف أن هذا الافتقار إلى الوضوح، يعني أن "حماس" قد "تكتفي على المدى القصير بنوع من التهديدات مثل التي أصدرتها الحركة السبت ومنها: لن نسمح بأن تمر الاغتيالات مرور الكرام".
وقال: "في المحصلة النهائية، قررت حماس يوم السبت عدم البدء بقصف إسرائيل كرد، في الأساس؛ لأنها لا ترغب في الواقع بدء حرب مع إسرائيل في الوقت الراهن".
ورأى المحلل الإسرائيلي أنه "لا شيء من هذا يعني أن الحركة ستمتنع عن الرد على الاغتيال في الوقت المناسب؛ حيث يُعرف عن قائد الحركة الجديدة في غزة، يحيى السنوار، بأنه رجل خطير، ولا يمكن التنبؤ به، وهو غير مقيد؛ وقد يفضل الانتظار للحظة التي ستفاجأ فيها إسرائيل"، متوقعا تنفيذ عمليات خطف، أو الارتداد إلى العقد الماضي، مثل العمليات الانتحارية (تفجير حافلات).
وأكد يسسخاروف، أنه في حال قامت "حماس" بمثل هذه العمليات، "فإنها ستحاول على الأرجح عدم ترك أدلة على تورطها، من أجل منح القادة الإسرائيليين المساحة السياسية لتجنب حرب شاملة، لكن مع الإشارة إلى أن استمرار الاغتيالات سيقابل برد مؤلم".