علق الرئيس
اليمني، عبدربه منصور
هادي، بمناسة الذكرى الثانية لعاصفة الحزم في اليمن، التي أطلقتها
السعودية دعما لهادي، وقادت تحالفا عربيا ضد الحوثيين.
وقال هادي إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، "أنقد اليمن والمنطقة"، موضحا أن التدخل في اليمن جاء لصالح المنطقة، لإنقاذها من "المد الفارسي"، وفق تعبيره.
وجاء هذا التصريح، في مقابلة صحفية لهادي أجراها مع صحيفة "الرياض" أثناء تواجده في الرياض، في طريقه إلى العاصمة الأردنية عمّان، للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها بتاريخ 29 آذار/ مارس 2017.
وأجاب هادي على سؤال الصحيفة عن السبب الحقيقي خلف عدم سرعة حسم الحرب حتى الآن، بالقول: "إن المعركة لم تتأخر، لكننا لا نريد إحداث حرب (...) ولا نرغب بأذية مليوني ونصف المليون مواطن يمني في العاصمة".
وأشار إلى أن الخطة العسكرية لمعركة صنعاء اقتضت "الضغط على الحوثيين، وعزل السواحل، وهذه الخطة قد تأخذ وقتا أطول، لكنها تجنبنا خسائر بشرية ودمار نسعى لتجنبه كثيرا".
وقال: "تعاملنا بمسؤولية وإيجابية مع كل دعوات ومساعي السلام انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا اليمني قاطبة، بما في ذلك المغرر بهم في صفوف الانقلابيين".
وقال إن ذلك أتى "استجابة لمرجعيات السلام الضابطة المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216 ومن أجل ذلك ذهبنا إلى بيل وجنيف والكويت، وقدمنا التنازلات وتعاملنا بإيجابية مع ورقة الأمم المتحدة التي قدمها المبعوث في الكويت، وتم رفضها قطعيا من قبل الانقلابيين".
ووصف قرار العاهل السعودي بالتدخل في اليمن، بـ"القرار الشجاع والاستراتيجي"، مشيرا إلى أنه "سرّع في الكشف عن المخطط الفارسي، وكشف أوراق
إيران أمام جميع دول العالم، وألغى الحلول الطائفية في اليمن تماما".
ودعا للمشاركة في الحوار الوطني المتمثل في القوى والمكونات السياسية، والمرأة، والشباب، ومنظمات المجتمع المدني، بما فيهم الحوثي وصالح، وفق قوله.
هجوم على إيران
وفي معرض حديثه للصحيفة السعودية، هاجم هادي إيران، واتهمها بالتدخل في اليمن، وقال إن "تدخلاتها لم تكن طارئة أو وليدة اللحظة، بل عملا مدروسا وممنهجا في اختراق السيادة، والتدخل في شؤون الغير".
وأضاف: "حذرنا من ذلك علنا، وباكرا، ومن على منبر الأمم المتحدة، لفضح تدخلات النظام الإيراني في الشأن اليمني، وأطماعه السافرة في اليمن والمنطقة، لزعزعة أمنها، واستقرارها، وبث سموم الطائفية والفئوية".
واتهم إيران أيضا "بزرع بذور القلاقل والفتن، لتحقيق أطماعها عبر أدواتها وأذرعها في اليمن، والمنطقة، وتزويدهم بالخبرات والسلاح".
وعن الحوثي وحليفه الرئيس المخلوع علي صالح، قال هادي: "إن الأزمة اليمنية بقدر ماهي واقع حرب انقلابية قامت بها المليشيات الحوثية المتمردة والمخلوع على الشعب اليمني، فإن منفذيها في الوقت ذاته لم يكونوا إلا أدوات رخيصة لتنفيذ سيناريو وأجندة طهران الدخيلة في اليمن والمنطقة، عبر تزويدهم بالعدة والعتاد".
وقال إن إيران تهدف من خلال دعم الحوثي وصالح إلى "تحقيق طموحاتها، وتطلعاتها، لتمدد دولتها الفارسية، والسيطرة والتحكم بمضيقي هرمز وباب المندب".
خطأ كاد يودي بحياته
وكشف الرئيس اليمني عن خطأ كاد أن يودي بحياته أثناء خروجه من عدن إلى سلطنة عمان، عام 2015.
وقال هادي إنه لدى مغادرته عدن في طريقه إلى سلطنة عمان في آذار/ مارس 2015: "مررت من خلال سبعة ألوية كلها من الشمال، ولم يلاحظوني، ولم يكونوا يعلمون أين أنا، ولكنني ارتكبت خطأ كان يودي بحياتي، حين كنت في طريقي للمكلا، إذ اتصلت بمحافظ حضرموت، وقلت له: نحن في الطريق إليك جهز القصر الجمهوري".
وأضاف أنه "بعد ذلك لقط الانقلابيون (الحوثيون وقوات صالح) المكالمة، وأبلغوا الوحدات بأنني في الطريق، فأغلقت بعد ذلك الهاتف، واستمرينا في المشي حتى الساعة الواحدة صباحا".
وقال:"عندما أضعنا الطريق للقصر، اتصلت بالمحافظ لأطلبه الوصف، فقال: لا تقتربوا من القصر الجمهوري، لأنهم أحاطوه وأخذوا خبر قدومكم".
ولدى سؤاله عن تواتر الأنباء بشأن وجود خلاف ما بين الحوثي وصالح حول تقاسم السلطة والاستئثار بها، أجاب الرئيس اليمني: "نعم موجودة خلافات كبيرة، ولا يمكن أن يتفقوا".
وتابع في هذا السياق: "في كل وزارة مندوب أعلى يرتبط بالحوثي، لا يمر أي أمر للوزير إلا بعد أن يمر عليه، أي على نفس نظام إيران، وهذا الأمر لا يعجب كثيرا صالح".
الإدارة الأمريكية السابقة والجديدة
وفي سياق منفصل، وصف هادي تعاون الإدارة الأمريكية الجديدة في ملف الأزمة اليمينة بـ"الرائع جدا"، مؤكداً بأن واشنطن "ترفض أن يكون للحوثي أي نفوذ، ورافضة كذلك أي توسع لإيران في الشرق الأوسط".
وكشف ما قاله أوباما الرئيس الأمريكي السابق، حين وقعت حادثة علي عبدالله صالح، التي أحرق فيها وجهه، قائلا: "اتصلت السفارة الأمريكية في صنعاء بي، وقالوا إن لك مكالمة من البيت الأبيض، وتواصلت مع الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وقلت له إن كل شيء تحت السيطرة، فبقية المحافظات ليس بها شيء، هم كانوا يريدون العاصمة صنعاء، والوضع تحت السيطرة".
ونقل عن أوباما أنه قال له: "ممتاز جدا.. يد أميركا ممدودة"، مضيفا: "شكرت أوباما على موقفه، وقال ستأتيك خمس طائرات 130 من البحرين، وستنقل الرعايا الأمريكيين والأوربيين إلى جيبوتي، فقلت: هل ستنسحبون من اليمن؟ وستسلمونها لمن؟ فعمليا البديل هو إيران والقاعدة، إذا انسحبت السفارات من العاصمة صنعاء"، وفق قوله.
وأكدت له بأنه هذا موقف غير استراتيجي، فقال أوباما: "لماذا تدخل إيران؟ فقلت له إيران تريد اليمن وباب المندب، فعندما تمسك باب المندب ومضيق هرمز، فهي ليس بحاجة إلى أن تكون دولة نووية".
وقال أوباما: "تمام سنتصل بك بعد ثلاث ساعات".
وبعد ذلك تواصل هادي مع الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وطلب منه ثلاث طائرات، لتقل رئيس الوزراء ونوابه ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، ولم يذكر وقتها علي عبدالله صالح، واعتقد الملك عبدالله أنه مات.
فقال العاهل السعودي: "خير خلف لخير سلف، فقلت له علي عبدالله صالح سيبقى مكانه، وطلبنا له طبيب حروق وطائرة، كما نريد ثلاثة ملايين برميل بترول فصنعاء طافية، فقال دع المسؤولين يتواصلون مع شركة أرامكو الآن، والطائرات سوف تأتي إليك".
وبعد ثلاث ساعات اتصل بي أوباما، وقال لي: "مبروك السيناريو الذي رسمته، فكان أفضل من السيناريو الذي رسمناه في البيت الأبيض، اتفقنا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ألا نخرج من اليمن، فقلت له ممتاز جدا".
وقال: "بعد ذلك/، جاءت المبادرة الخليجية، التي وقعت عليها الأحزاب بما فيها حزب المؤتمر، ورفض المصادقة عليها علي عبدالله صالح فقط، وأيدت المبادرة الأمم المتحدة وحددت مندوبا يكون لليمن الذي كان وقتها جمال بن عمر".