أثار إعلان الجيش
المصري، مقتل القيادي البارز في "
ولاية سيناء" أبي أنس الأنصاري قبل أيام في قصف جوي وسط سيناء، علامات استفهام حول جدوى عمليات الجيش، في ظل تمدد التنظيم وانتشاره، لتصل عملياته مؤخرا إلى قلب مدينة
العريش عاصمة
شمال سيناء.
وقبل نحو أيام أعلن
الجيش المصري توجيه ضربات جوية قرب جبل الحلال وسط سيناء أحد معاقل التنظيم، ما أدى لمقتل 18 من عناصره، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، ومن بين القتلى "أبو أنس الأنصاري" أبرز قيادات التنظيم.
من هو أبو أنس الأنصاري؟
ويعد سالم سلمي الحمادين الشهير بـ"أبي أنس الأنصاري" وينتمي لقبيلة السواركة التي تنتشر في سيناء، أحد مؤسسي تنظيم "أنصار بيت المقدس"، والذي تحول فيما بعد لـ"ولاية سيناء"، بعد مبايعة تنظيم الدولة، ويبرز الحمادين كأحد قيادات التنظيم بشمال سيناء، والمسؤول عن تسليح وتدريب العناصر .
ونعى تنظيم "ولاية سيناء"، "أبا أنس الأنصاري السيناوي" وقال إنه قتل إثر غارة جوية شنت خلال وجوده في إحدى مناطق سيناء، وأصيب في عدة مناطق من جسده؛ مما أدى لوفاته على الفور.
وذكرت مجلة النبأ التابعة للتنظيم "أن الأنصاري، أحد أفراد تنظيم التوحيد والجهاد التابع لتنظيم القاعدة سابقا، وكان ينشط في سيناء، ثم اعتقل لفترة في سجون النظام المصري، من ثم عاد للجهاد، إلى أن اعتقل مرة أخرى وخرج إبان ثورة يناير".
وأكدت أنه من أوائل المنضمين في سيناء إلى تنظيم الدولة"، المعروف بـ"ولاية سيناء"، مشيرة إلى أن التنظيم احتاج لعدد من القادة ليسدوا الفراغ الذي أحدثه غيابه عن الساحة إثر موته.
المعلومات الاستخبارية
ويرى مختصون أن الجيش المصري يفتقر في ضرباته الجوية إلى المعلومات الاستخبارية حول عناصر التنظيم وتحركاتهم، بدليل أن إعلان الجيش مقتل "الأنصاري" جاء عقب نعيه من طرف التنظيم نفسه.
ويعزو الصحفي المتخصص في الشأن السيناوي أبو الفاتح الأخرسي ندرة المعلومات؛ إلى الحملة التي قام بها التنظيم مؤخرا من قتل للمتعاونين مع الجيش المصري، ما شكل رادعا لمن يفكر في تقديم أي معلومات عن التنظيم.
واعتبر في حديث لـ"
عربي21" أن الجيش المصري بإعلانه مقتل الأنصاري يحاول تحقيق انتصار معنوي، في ظل الحالة المعنوية المتردية لعناصره، خاصة بعد زيادة عمليات التنظيم داخل مدينة العريش التي تعتبر عاصمة شمال سيناء، ونشره كمائن على الطرقات وتجوله بين الناس.
وعن اتساع رقعة عمليات التنظيم أشار الأخرسي إلى أن وصول العمليات إلى قلب هذه المدينة الاستراتيجية؛ يؤشر إلى فشل الجيش المصري في كبح جماح التنظيم، في ظل ندرة المعلومات حول هويات وأعداد وتحركات وتسليح عناصره، مشيرا إلى أن التنظيم له "اليد الطولى" في شمال سيناء حاليا.
شرك خداعية
ولفت الصحفي المتخصص إلى أن التنظيم يستخدم أسلوب الاستدراج للإيقاع بجنود الجيش المصري، حيث يقوم باستهداف الكمائن بالأسلحة والقذائف الصاروخية، ويعمل في نفس الوقت على تفخيخ الطرق المؤدية إليها لمنع وصول الإمدادات والدعم من قبل وحدات الجيش، الأمر الذي فرض حالة جديدة في الهجمات، بحيث يستفرد عناصر التنظيم بالكمائن ويجهز على من فيها، دون أن يتمكن الجيش من إرسال الدعم والإسناد خشية الاستهداف.