اتهمت مواقع إخبارية وصفحات إعلامية كردية فصائل
المعارضة السورية المسلحة بتنفيذ تطهير عرقي ضد الأكرد في منطقة
الباب بريف حلب الشرقي شمالي
سوريا، وسط نفي فعاليات مدنية عاملة في المنطقة.
وقال الصحفي الكردي مصطفى عبدي: بعد سيطرة
درع الفرات على مدينة الباب وقراها لم تتوقف معاناة السكان
الأكراد، حيث لم يسمح للمهجرين بالعودة لديارهم، وتنفيذ حملة اعتقالات طالت العشرات من أبناء القرى ولا سيما في قرية النعمان التي تم تهجير سكانها إلى جانب قرى أخرى وإعادة توطين نازحين وصلوا إلى ريف حلب الشمالي بموجب الاتفاق الذي عقد بين النظام والمعارضة في عدة مناطق، من بينها داريا وحي الوعر في حمص.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن القرى والبلدات الكردية تنتشر في ريف حلب الشمالي، والشرقي فيما يطلق عليه اسم "مناطق الشهباء" وغالبها متداخلة وتمتد من جهة الجنوب الشرقي لمدينة حلب في تجمع قرى تل عرن وتل حاصل والتي تضم أيضا قرى تل علم وتل بلاط وكبار "منطقة السفيرة"، وتمتد مناطق تواجدهم نحو الشمال لمسافة تمتد إلى نحو أكثر من 50 كم حتى ناحية الراعي على الحدود التركية، مرورا بمركز مدينة الباب ويبلغ تعداد القرى الكردية الموجودة في منطقة الباب وحدها 56 بلدة وقرية و49 مزرعة.
وأكد عبدي أنه يمتلك شهادات وتسجيلات صوتية توثق عمليات تهجير لكرد من قراهم وتوطين نازحين عرب فيها، رغم إعلان الفصائل العسكرية قبل فترة عن مبادرة لاستعدادهم لاستقبال هؤلاء المهجرين ومساعدتهم في تأمين مساكن لهم.
واتهم فصائل المعارضة بتهجيرهم، "فقط لأنهم أكراد رغم أنهم لا ينتمون لأي تنظيمات سياسية كردية، وهي الحجة التي يبررون فيها سياسة التغيير الديمغرافي التي يتبعونها بدور تركي مباشر لن يمكن إغفاله".
وكانت فعاليات مدنية عاملة داخل مدينة الباب بريف حلب الشرقي نفت يوم السبت، الأنباء التي يتم تداولها حول تهجير المكون الكردي من المدينة.
وقالت الفعاليات المدنية في بيان أصدرته للرأي العام باسم القيادة العامة للمدينة والمجلس المحلي وتنسيقية الباب، أن "الأكراد جزء من المكون السوري، لا صحة للأنباء المتداولة عن القيام بأي أعمال تعسفية بحقهم"، سواء من تهجير لأهالي المقاتلين وعائلاتهم بتهمة انتساب أبنائهم لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي.
ويقول الناشط السياسي درويش خليفة في حديثه لـ"
عربي21": "إنه دائما ما يستغل البعض أي حدث لا يتناسب وأهواءه السياسية لتسليط الضوء على زاوية تكون معتمة أثناء الحرب، أو أقل ما يمكن قوله بأنها الزاوية الوحيدة المضيئة للتغطيته على انتهاكات قامت بها قواته أو من يقف بصفهم".
وأضاف أن ما حصل في مدينة الباب يحصل في جميع المدن أو المناطق التي تنتقل ملكيتها من قوى عسكرية لقوى أخرى، و"هذا ما حصل لسكان الباب بكردهم وعربهم، حيث الجميع أخلوا منازلهم بسبب الاشتباكات التي درات هناك لتحرير المدينة، إلا أن السياسة الإعلامية لقوات صالح مسلم تلعب دورا بزرع فكرة تهجير الأخوة الأكراد من الباب، لأن القوات المحررة للمدينة موالين لتركيا وهذا ما سيؤدي لاضطهادهم".
واستدرك أن "الهدف الأساسي هو تحرير المنطقة ودحر تنظيم الدولة وليس سكان المنطقة واستغرب درويش الشائعات التي يتم ترويجها من نظام الأسد الذي يعد أول من عمل على تهجير السكان الأصليين من مناطقهم بداية من القصير ونهاية بتل رفعت والقائمة تطول".
يذكر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة وبالتنسيق مع الجيش التركي ضمن غرفة عمليات درع الفرات كانت قد سيطرت على مدينة الباب في 23 شباط/ فبراير الماضي بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة.