لم يكن يعلم، أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"،
جبريل الرجوب، أن إشعارا قضائيا يطالبه بدفع 250 مليون دولار في انتظاره أمس خلال زيارته الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لاستدعاء للمثول أمام المحكمة.
وأوضح موقع "NRG" الإسرائيلي، أن "عائلة فلسطينية أمريكية تقيم في ولاية تكساس، قدمت دعوى ادعت فيها أن الرجوب عذب أب الأسرة، وقتله في أحد مقرات الأجهزة الأمنية؛ حيث كان يتولى رئاسة جهاز
الأمن الوقائي الفلسطيني عام 1995"، بحسب ما نقله موقع "المصدر" الإسرائيلي
وأكد أن "كاتب الدعوى قدم لكون الرجوب هو المسؤول عن اعتقال وتعذيب عزّام رحيم من سكان مدينة دالاس بتكساس بشكل وحشي، وعن قتله في تاريخ 29 أيلول/سبتمبر 1995"، مضيفا: "وفق الادعاءات في الدعوى؛ شغل الرجوب دورا مركزيا عندما كان يتولى رئاسة جهاز الأمن الوقائي فيما يتعلق باعتقال رحيم، وتعذيبه وقتله وذلك خلافا لقانون حماية ضحايا التعذيب".
وقال "NRG"؛ إن "حقيقة حصول الرجوب على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، أثارت جدلا وذلك لأنه متهم بتعذيب مواطن أمريكي من أصول فلسطينية وقتله في إحدى منشآت التحقيق التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية".
وفي عام 1995 زار رحيم قرية عين يبرود التي ولد فيها؛ وعندما كان يجلس في مقهى، دخل ضباط أجهزة الأمن الوقائي وهم يرتدون ملابس مدنية واعتقلوه دون أن يوضحوا له السبب، وتم نقله إلى سجن في أريحا، وحاولت عائلته إطلاق سراحه ولكنها لم تنجح وفق "NRG"، الذي لفت أنه بعد يومين من ذلك، وصلت سيارة الإسعاف إلى قرية عين يبرود ونقلت جثمان رحيم بينما كان مغطى ببنطال فقط.
وقال سائق سيارة الإسعاف الذي نقل جثة رحيم وقتها لعائلته؛ "يبدو أن رحيم قد توفي بسبب نوبة قلبية في مستشفى أريحا، ويجب دفنه سريعا".
لكن "مسؤولي المستشفى أبلغوا العائلة أن رحيم وصل إلى المستشفى بعد أن فارق الحياة" وفق موقغ "NRG" في تقريره، حيث أشار إلى أن "فحص تشريح الجثمان بعد الوفاة؛ أكد أن رحيم تعرض لضربات على رأسه ووجهه، وكانت أسنانه مكسورة، وهناك آثار لحروق سجائر على ظهره وقدميه، كما أن تقرير التشريح يؤكد أن قلبه كان سليما؛ وذلك خلافا لادعاءات عناصر أجهزة الأمن الوقائي الفلسطيني".
ولفت الموقع، إلى أن العائلة قدمت الدعوة عام 2006، ولكنها ألغيت لأن الرجوب لم يكن في الولايات المتحدة في تلك الفترة، حيث يتيح قانون حماية ضحايا التعذيب "TVPA" تقديم دعوى ضد المُعذبين عندما يدور الحديث عن أشخاص في الولايات المتحدة فقط.
وصادفت أمس المرة الأولى التي يزور فيها الرجوب الولايات المتحدة، لذلك اختار محامو العائلة استغلال الفرصة الاستثنائية ونقل الدعوى الموجهة ضده فور وصله إلى الدولة.
ونوه موقع "إسرائيل اليوم"، أن الرجوب تسلم لائحة دعوى بمبلغ 250 مليون دولار؛ حينما هبط في مطار "JFK" بنيويورك، حيث وصل للتحضير لزيارة رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الولايات المتحدة.
ويتولى رفع دعوى عائلة رحيم، المحامي روبرت تولتشن من نيويورك ونيتسانا درشان ليتنر، رئيسة منظمة "شورات هدين" (إحقاق القانون)، وذلك عن "دور الرجوب في تعذيب وقتل رحيم، المواطن الأمريكي – الفلسطيني".