أكد مستشرق إسرائيلي بارز، أن مكانة أمريكا كـ"قائدة للعالم"، يتوقف على طبيعة تعاملها مع النظام السوري بزعامة
بشار الأسد عقب مذبحة خان شيخان، في الوقت الذي تؤدي كل من "إيران وروسيا" دورا فاعلا في عمليات القتل الجماعي في
سوريا.
الفيتو الروسي والصيني
وفي مقال له نشر أمس بصحيفة "إسرائيل اليوم "، لفت البروفيسور إيال زيسر، أن قائمة ضحايا الحرب السورية "آخذة في الازدياد" يوما بعد يوم، مؤكدا أن "موجة التصريحات والتنديدات في كل مكان لم تؤثر على بشار الأسد وحلفائه".
واعتبر أن "الأمر المفاجئ في رد العالم على ما حدث في خان شيخان، هو المفاجأة التي سيطرت على الكثيرين أمام الصور الصعبة، رغم أن الأسد يوميا منذ أكثر من ست سنوات يقوم بذبح المواطنين السوريين والعالم يصمت، فهو يقصف السوريين ببراميل المتفجرات وقنابل الوقود والكلور".
وقال زيسر وهو خبير في الشأن السوري: "كل ذلك لم يجعل المجتمع الدولي يسعى لفعل شيء، ومجلس الأمن فشل مرة تلو الأخرى بسبب الفيتو الروسي والصيني في جهود وقف سفك الدماء في سوريا، ولم ينجح حتى في التنديد بالنظام السوري".
وفي إطار "حساب الدماء في سوريا" الذي له عدة عناوين، اتهم المستشرق الإسرائيلي الرئيس الأمريكي السابق بارك اوباما بمنح الأسد "العفو عقب استخدامه السلاح الكيميائي الذي أدى إلى موت آلاف السوريين، كما منحه الحصانة أمام كل هجوم عسكري مستقبلي ضده، كما لم يمنعه من الحفاظ على بعض القدرات الكيميائية التي كانت بحوزته، وكل هذا كان بسبب الاتفاق الذي وقعه أوباما مع ديكتاتور سوريا".
زعماء العالم ينتظرون
ومع تولي
دونالد ترامب الإدارة الأمريكية، أوضح زيسر، أن إدارة ترامب تعتبر أن "تنظيم داعش هو المشكلة والتحدي الذي يواجه أمريكا في سوريا، وليس نظام الأسد حيث لا تطالب بطرده من الحكم ، كما تفضل واشنطن أن يحسم هذا الأمر أبناء الشعب السوري في انتخابات ديمقراطية؛ مثل النوع الذي تعودت عليه سوريا في ظل نظام عائلة الأسد".
ولفت الخبير في الشأن السوري، أنه "يجب على ترامب أن يتذكر أن المسألة المطروحة الآن ليست فقط مصير الأسد أو داعش، بل مكانة الولايات المتحدة الدولية"، منوها إلى أن العديد من زعماء العالم ومنهم روسيا، كوريا الشمالية، إيران، وأيضا النظام السوري، ينتظرون رؤية كيف سترد إدارة ترامب في ضوء أفعال النظام السوري".
وتابع: "إذا ظهر أن الرد ضعيف ومتنصل من دور أمريكا كقائدة للعالم الحر، فإن ثمن الخطأ ستدفعه واشنطن، ليس فقط في سوريا أو في الشرق الأوسط، بل في أماكن أخرى من العالم".
وبرأ زيسر، إدارة أوباما وترامب من مسؤولية سفك الدماء في سوريا، "بل إن سفك تلك الدماء يتم عبر الأسد بمظلة طهران وموسكو؛ لأنهما تديران الحرب في سوريا وبشار يوجد في الخلف"، مؤكدا أن "إيران وروسيا هما شريكان بالكامل في الاستراتيجية والتكتيك الذي يؤدي إلى القتل الجماعي في سوريا".
ونبه المستشرق الإسرائيلي البارز، إلى أن "ما يردع الأسد وشركاءه عن العمل ضد إسرائيل، ليس القيم الأخلاقية أو الضغط الدولي، بل قوة الردع التي تمتلكها، وهذا هو الدرس المهم".