نشرت جماعة الإخوان المسلمين في
مصر موقفها من
تفجيرات الكنائس الأحد، محملة سلطات الانقلاب مسؤولية التفجيرات، وبأنها "تتلاعب بأرواح الأبرياء".
وقال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أحمد عاصم، إن "ما جرى اليوم من تفجيرات داخل كنيستي مارجرجس، في مدينة طنطا، والمرقسية في الإسكندرية، راح ضحيتهما العشرات، يؤكد أن الأنظمة الفاشية تتخذ منهاجا موحدا في طريق صراعها نحو البقاء الجبري، بصناعة عدو وهمي اسمه الإرهاب".
وأضاف أن ذلك يهدف لـ"التغطية على فشل سلطات الانقلاب وعجزها، ولتستجلب به تعاطف البسطاء معها، وما حادث تفجير كنيسة القديسين في عهد المخلوع مبارك ببعيد".
وشدّد في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، الأحد، على أن "مليشيات الانقلاب العسكري تتلاعب بأرواح الأبرياء، وتستهين بدماء المواطنين، وتوظفها لخدمة مخططاتها الخبيثة التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني الواحد".
اقرأ أيضا: 11 قتيلا بتفجير كنيسة الإسكندرية ونجاة تواضروس (صور+فيديو)
وأضاف عاصم أن "التصريحات العاجلة التي تصدرها سلطات الانقلاب لتهدئة الرأي العام وتلقي بها التهم جزافا بلا دليل ويتبين كذبها بعد حين، لن تسهم أبدا والحملات العشوائية المجرمة ضد المعارضين في كشف الحقائق أو منع الجرائم أو تحقيق الأمن للمواطنين".
وأضاف أن "جماعة الإخوان إذ تُدين الحادث الأليم تعلن براءتها إلى الله من كل دم بريء يراق، أيا كان فاعله؛ فحرمة الدم في الإسلام لا تضاهيها حرمة (ولا يزال المسلم بخير ما لم يصب دما حراما)".
وحمّل عاصم ما أطلقه عليه "ميليشيات الانقلاب" المسؤولية بتدبير أو تسهيل الحادثين، وقال إنها أجبرت الشعب المصري أن يألف بشاعة المشاهد والجرائم المرتكبة بحقه، مضيفا أن "دماء الأبرياء ستكون لعنة على الظالمين، وأن هذا النظام المجرم نهايته محتومة".
وأدان تيار التغيير في جماعة الإخوان المسلمين، تفجيرات الكنيستين، وكذلك عمليات قتل لستة من المُختفين قسريا خلال اليومين الماضيين"، محمّلا "قائد الانقلاب وأجهزته المسؤولية الكاملة عن بُحور الدماء التي أغرقت مصر، سواء بالتصفية الجسدية عمدا للمُختفين قسريا أو التفجير عمدا أو تسهيلا أو تقصيرا".
وقال في البيان: "يبدو أن زيارة المُنقلب الخائن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإلحاحه على شيطنة الأوضاع في مصر لم تكن مُقنعة كما ينبغي لسيده دونالد ترامب، فقام بالإسراع في صُنع وتسهيل حالة فوضى عارمة بمُجرّد انتهاء الزيارة للدّلالة على صحة مسلكه".
وأضاف: "لا يمتلك المُنقلب الخائن سوى أجساد المصريين ومقدرات وطنهم ليمرِر من خلالها مخططاته الشيطانية التي لوثت سمعة مصر، وأفسدت علاقاتها بجيرانها، وجعلتها شبه دولة تابعة تعمل بالارتزاق لدى المستعمرين الجُدد".
وقال: "كما يبدو جليا، فإن المُنقلب الخائن يقرأ من كتاب شريكه بشار الأسد، فيفتح كل منهما الطريق للآخر في منافسة عبثيّة ضحيّتها الوطن وأبنائه ومُقدراته".
وطالب تيار التغيير بجماعة الإخوان، المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك الجاد للكشف عن مصائر المختفين قسريا حتى لا يكونوا كبش فداء لمُجرمين أصليين تُخفيهم أو تتغافل عنهم السلطة المُجرمة، ومن ثم تُحمّلهم جرائم لم يرتكبوها.
وأكد أن "كل دم مصري حرام أُريق هو في رقبة هؤلاء الانقلابيين الفجرة، الذين اتخذوا من رقاب المصريين سُلَّما ليُسيطروا على الحكم غصبا، وليستولوا على مُقدّرات الوطن، وأموال البسطاء، وسيأتي يومٌ يَقتص فيه المصريون من هؤلاء الخونة القتلة.. حفظ اللهُ مصر وأهلها".
وقُتل 36 شخصا على الأقل، وأصيب عشرات آخرون في انفجارين ضربا كنيستين قبطيتين بشمال مصر، بحسب مسؤولين.
وضرب الانفجار الأول كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية، شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين.
ولم يُعرف على الفور سبب الانفجار في طنطا، لكن محافظ الغربية قال في تصريح لمحطة تلفزيون رسمية إنه "إما قنبلة أو انتحاري فجر نفسه".
اقرأ أيضا: 26 قتيلا بتفجير كنيسة طنطا.. وتنظيم الدولة يتبنى (صور+فيديو)
وبعد ساعات، وقع انفجار آخر في محيط الكنيسة المرقسية في مدينة الاسكندرية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا، بينهم ضابط، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بحسب تقارير صحفية.
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن التفجيرين حسبما ذكرت، وكالة "أعماق" التابعة له.
ووقع الانفجاران بالتزامن مع احتفال المسيحيين بأحد السعف المعروف أيضا بأحد الشعانين في مصر.