خرج العشرات من المواطنين المسيحيين بمصر، في مظاهرات عارمة، في كل من محافظتي الإسكندرية والغربية، الأحد، رافعين الصلبان، ومطالبين برحيل رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، عن الحكم.
جاء ذلك في تعبير قوي عن احتجاجهم الشديد، على
التفجيرين اللذين ضربا الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وكنيسة مار جرجرس بالغربية، وأسفرا عن مقتل قرابة 44 شخصا، وإصابة نحو مئة، وحدثا بالتزامن مع احتفالات مسيحيي
مصر بـ"أحد السعف".
واتهم المتظاهرون المسيحيون الغاضبون وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بالمسؤولية عن التفجيرين، وأدانوا تهاون الشرطة في القيام بدورها في حماية
الكنائس.
وقطع العشرات منهم، طريق كورنيش الإسكندرية، أمام نُصب الجندي المجهول، في أعقاب تفجير الكنيسة الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العطارين، الأمر الذي تسبب في توقف حركة المرور.
وأمام الكنيسة نفسها، هتف المتظاهرون المسيحيون: "بالروح بالدم.. نفديك يا صليب.. يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.. ارحل يا سيسي.. ارحل يا سيسي".
كما ارتفعت حناجرهم بالهتاف: "الإرهاب فين.. المسيحيين أهم.. يا نجيب حقهم يا نموت زيهم".
ورفعوا الصلبان هاتفين: "بالروح بالدم.. نفديك يا صليب"، فيما صرخت سيدة مسنة: "تعبنا".
وأمام كنيسة
مارجرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ارتفعت هتافات المتجمهرين المسيحيين: "بالروح بالدم.. نفديك يا صليب".
وأشار أحد المتجمهرين إلى أن "تهاون الشرطة والأمن" هو السبب في التفجير، قائلا: "الناس دي لازم تتحاكم"، فيما قال أحد الشباب غاضبا: "كل عيد.. إحنا اللي بنموت". وصرخ ثالث: "اللي عمل كده بني آدم كافر ما يعرفش ربنا".
وتساءل مواطن، وهو يرفع الأشلاء: "حزام ناسف أم قنبلة؟"، مواصلا: "من حقنا نعرف إزاي في البطرسية نجحت، وإزاي هنا نجحت؟".(في إشارة إلى التشابه مع تفجير كنيسة البطرسية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي).
وقالت مواطنة مسيحية من طنطا إنها غير فرحانة بالعيد، متسائلة: "إلى متى؟". وأضافت: "دائما تقول الدولة: هنتصدى للإرهاب، والسؤال: متى؟"، مردفة: "لو فيه أمن كفاية كان ده حصل؟"، مشيرة إلى أن "الأمن يتكثف بعد حدوث الواقعة.. ده بعد.. ناس كثيرة قلوبها مكسورة وحزينة وما بتعرفش تفرح.. لكن قانون الحياة: زرع وحصاد.. بس هيحصدوا مئة ضعف"، على حد تعبيرها.
وفي طنطا نفسها، انهال الشباب المسيحيون بالضرب على "مسلم"، مشتبه به، في محيط انفجار الكنيسة، وفتكوا به حتى كادوا يمزقونه، فيما استعمل بعضهم أسلحة بيضاء، في الاعتداء عليه.
ماذا فعل السيسي عقب التفجيرين؟
وكان السيسي أجرى اتصالا هاتفيا بالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتقديم التعازي في ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، صباح الأحد، حسبما أفاد التليفزيون المصري.
كما وجه بفتح جميع مستشفيات القوات المسلحة أمام الحالات العاجلة من مصابي التفجير، وأعطى أوامره بأن يستقبل مستشفى طنطا المصابين من الحادث، ونقل الحالات الحرجة إلى المجمعات العسكرية القريبة.
وعلاوة على ذلك، أمر السيسي بنشر وحدات من الجيش في محيط المنشآت الحيوية في البلاد.
وقال بيان رئاسي إن السيسي "قرر الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية".
كما عقد السيسي اجتماعا عاجلا لمجلس الدفاع الوطني، خلص منه، في كلمة مباشرة بثها التلفزيون المصري، إلى أنه سيعلن حالة الطوارئ في البلاد بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية.
اقرأ أيضا: السيسي يعلن حالة الطوارئ لثلاثة أشهر في مصر (فيديو)
وجاءت تلك القرارات من قِبل السيسي في وقت حملّت فيه قوى سياسية نظامه مسؤولية التفجيرين بشكل خاص ومسؤولية التدهور الأمني الذي يضرب البلاد بشكل عام، منذ انقلابه العسكري على محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في الثالث من حزيران/ يوليو العام 2013.
ويُشار إلى أن
تنظيم الدولة تبنى التفجيرين اللذين هزا كنيستي مارجرجس والمرقسية في طنطا والإسكندرية، وأوقعا أكثر من 44 قتيلا، وعشرات الجرحى.
اقرأ أيضا: يوم دام لكنائس مصر.. وتنظيم الدولة يتبنى (صور+فيديو)