صحافة إسرائيلية

مقارنة إسرائيلية بين انتفاضة الحجارة ومسيرة العودة

أكدت الدراسة أن المسيرات الشعبية الفلسطينية شكلت تكرارا واستنساخا لما شهدته الانتفاضة الأولى- جيتي

عقدت دراسة إسرائيلية أصدرها معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، مقارنة بين الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ومسيرات العودة الحالية 2018.


وربطت الدراسة اندلاع المسيرات الحاصلة بوصول المسار السياسي في الساحة الفلسطينية إلى فشل واضح قبيل اندلاعها، رغم وجود شكوك كبيرة في إمكانية تحقيق إنجازات وطنية وسياسية حاليا سبق للفلسطينيين أن حصلوا عليها في الانتفاضة الأولى، في ظل غياب الدعم الدولي والإسناد العربي لها، حتى الآن.


وأوضح يوحنان تسوريف معد الدراسة التي ترجمتها "عربي21" أنه ورغم وجود حالة من الردع العسكري الإسرائيلي خلال يومي الجمعة الماضيين من خلال سقوط أعداد من القتلى والجرحى، لكن ليس هناك من مؤشرات تفيد بأن الفلسطينيين قد فقدوا دافعيتهم للمشاركة في أيام جمع قادمة.


وأضاف: شكلت المسيرات الشعبية الفلسطينية تكرارا واستنساخا لما شهدته الانتفاضة الأولى من مشاركة جماهيرية حاشدة لم يعهدها الفلسطينيون بهذه الكثافة منذ ثلاثين عاما، وبدل أن يكون عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين رادعا للمتظاهرين، فقد شكل عاملا دافعا لهم للانتقام، وزيادة أعدادهم للانضمام إلى التظاهر.


وأكد تسوريف، وهو مسؤول الشؤون الفلسطينية بوزارة الشؤون الاستراتيجية، أننا "أمام فتح صفحة جديدة فعليا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد أثبتت المسيرات الحالية أن قطاع غزة هو البقعة الجغرافية التي تشهد اندلاع الثورات الفلسطينية، بمشاركة المسنين والأطفال والنساء بالخروج إلى الشوارع".

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي: القبضة الحديدية لن توقف مسيرة العودة


ورغم أن الضائقة المعيشية قد تشكل الوقود المطلوب لاندلاع هذه الهبات الجماهيرية بين فترة وأخرى، لكن التطورات السياسية الأخيرة عجلت باندلاع هذه المسيرات، لا سيما القرار الأمريكي الأخير بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها في ديسمبر الماضي، مما جمع كل أطراف الساحة الفلسطينية، المختلفين على قضايا كثيرة.


وختم بالقول: كل هذا يعني أن البيئة السياسية الفلسطينية ستعمل على استمرار هذه المسيرات في الفترة القادمة، رغم وجود خلافات فلسطينية داخلية، وقد يكون تحديا أمام المنظمات الفلسطينية بأن تشكل هذه المسيرات امتحانا لتوحيد صفوفها، ورفع مستوى المشاركة الشعبية وصولا للتصعيد الميداني قرب خط الهدنة، حتى تصل إلى ذروتها أواسط مايو/ أيار القادم.


الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم كتب في المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، أن الفلسطينيين يخططون لتحويل مسيرات العودة لما يشبه انتفاضة جديدة على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وهي استراتيجية جديدة من شأنها تسخين الحدود لإحباط صفقة ترامب، والتقارب بين إسرائيل والدول العربية.

 

وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن الفلسطينيين يسعون للوصول إلى يوم 15 أيار القادم حيث تبلغ المسرات ذروتها النهائية، ويبدو أنهم دخلوا مرحلة الانتفاضة الشعبية بعد أن خاضوا انتفاضات الحجارة، والسكاكين، واستخدام السلاح الناري، واليوم جاء دور المسيرات الشعبية باتجاه خط الهدنة مع إسرائيل لاستعادة الحقوق التي أخذت منهم.