وجد في مزاج ونفسية ترامب الجواب السريع، لكن القضية هي أكبر من مجرد مزاج، حتى ولو كانت الرعونة هي عنوان سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، فمسار الإخفاق الذي عرفته "صفقة القرن"، فضلا عن صعوبة أو استحالة تحقيق النجاعة والفاعلية في الحرب الاقتصادية والنفطية ضد إيران
سيكون من ضعف الاستشراف السياسي، أن يتم الاعتقاد بأن أمريكا جادة في إعلان الحرب النفطية على إيران، أو أنها تراوغ بمطلب الحوار مع إيران، أو أنها ستبقى وفية لشركائها التقليديين في دول الخليج
تفاجأ الوسط السياسي كثيرا بمضمون خطاب العرش الذي خصص برمته للموضوع الاجتماعي، كما تفاجأ أيضا للقرار الملكي بإعفاء وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، يومين بعد الخطاب وبعد حضوره الاجتماع الملكي الذي ضم الوزراء المعنيين بتنزيل الإجراءات الاجتماعية العاجلة التي تضمنها نص الخطاب.
يعيش إسلاميو المغرب مرحلة دقيقة من عمرهم الحركي والسياسي، فالتوحيد والإصلاح التي تعتبر الحركة الدعوية الأم، تعقد مؤتمرها السادس في بداية آب/أغسطس برهان إعادة تحيين أوراقها التأسيسية (الميثاق)، وتقييم طبيعة العلاقة بين الدعوي والسياسي، فضلا عن تحديد أولويات المرحلة القادمة، أما حزب العدالة والتنمية،
مستلزمات التحفظ تلزم المشتغلين في مؤسسة الاستشارة بعدم تجاوز بعض الدوائر المرسومة، لكن الظاهر أن الظرفية الدقيقة التي يعيشها المغرب؛ ربما فرضت قدرا من الجرأة في توسيع هذه الدوائر
ربما كان من سوء الموافقات أن ارتبطت ولاية الدكتور سعد الدين العثماني في أمانة حزب العدالة والتنمية؛ بإجراء حوار داخلي لتصحيح تموقع الحزب وخطه وتحديد بوصلته السياسية في المغرب
ملخص هذه الصراعات الاستراتيجية، أن تأمين المصالح يمر دائما بوجود أنظمة حليفة قادرة على الحفاظ على الاستقرار، وتنال الدعم من الدول الغربية للاعتبارين الاثنين، أي تأمين مصالحها مع حفاظها على الاستقرار
أولى تداعيات هذه الأحكام برزت في تصاعد الاحتجاج في منطقة الريف، والإعلان عن إضراب عام شل مدن الريف مع احتقان أمني غير مسبوق، وتنظيم احتجاج في الرباط أمام قبة البرلمان، وأيضا في الدار البيضاء ومدن مغربية أخرى
الجديد في حالة الرفض هذه السنة، أنها تحولت إلى حملة مقاطعة شعبية واسعة عمت الفضاء الأزرق، بشكل شبيه للمقاطعة الشعبية لبعض المنتجات الأساسية (حليب سنطرال وماء سيدي علي ومحروقات شركة أفريقيا)
السبب الحقيقي الذي يفسر كل هذا القلق، لا يرتبط بالهجرة ولا بآثارها المفترضة، وإنما يتعلق بالهجرة من حيث كونها أحد أهم أسباب تغيير البنية الديمغرافية في أوروبا
ثمة غموض كبير يكتنف المشهد السياسي في المغرب، مرجعه بالأساس إلى عدم فهم اتجاهات الحراك الاجتماعي المتمحور حول فعل المقاطعة الشعبية المستمرة لبعض المنتوجات الأساسية، والديناميات السياسية التي تتعاطى معها
إذا كان من الجائز القول بانخفاض شعبية العدالة والتنمية بالمقارنة بما كانت عليه زمن زعيمه السياسي عبد الإله بنكيران، فمن السابق لأوانه الحديث عن أفول نجمه
هذه بعض أخطاء السياسات العربية التي ظهر بالمؤشرات أثرها في اختلال موازين القوى لصالح إيران في المنطقة، وهي تسمح باستشراف فشل آخر يرتبط بالرهان على الخيار العسكري للحسم مع النفوذ الإيراني.
ما من شك أن قرار المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران الأيام القليلة الماضية، يأخذ طابعا خاصا مختلفا عن القرارات السابقة، لا من حيث التوقيت، ولا من حيث الأسباب، ولا من حيث مسوغات القرار وشكل تصريفه.