تكون مبادرة "الفجر العظيم" ضربا من التدافع، بدفع الغزوة بحشد مقابل، بالرغم من أنّها في أصلها ممارسة طبيعية، فما جُعلت المساجد إلا لاجتماع الناس فيها للصلاة..
الثمن الذي يُجنى من العلاقة بـ"إسرائيل" هو تكريس الدكتاتورية والتعبيّة والتخلّف. وهذه النتيجة شديدة الوضوح بأدنى نظر، وبمعاينة أحوال الأنظمة التي تتمتّع اليوم بعلاقات خاصّة مع "إسرائيل"، وملاحظة سياساتها
القضية أكبر وأعمق من أن تتمكن من تصفيتها أيّ قوّة في الأرض، لكنّ السؤال عن دورنا في المواجهة، فالأوان لم يفت، ولكنه لا يحتاج أكثر من إرادة للخروج من هذا المسار
التفسير التلقائي لمركّب تلك السياسات، هو أن السيسي كان، وما يزال، يشتري الدعم الإسرائيلي لانقلابه في المحافل الدولية، والنفاذ من البوابة الإسرائيلية إلى القبول الأمريكي، وهو تفسير لا يخلو من الحقيقة، لكن الأثمان التي دفعها السيسي تفوق ما يحتاجه
أوساط في النخبة الإيرانية تتداول هذه المعضلة؛ وتبحث الآن عن حلول لها، لسببين جوهريين، الأول الأهمية القصوى لمجال المناورة لدولة في وضع إيران، والثاني أنّ الحصار ما زال مستمرا ويتفاقم..
في حال اختارت إيران طريقا أكثر هدوءا من تصعيد التحرّش، أو الردّ العسكري، في معالجتها الاستهداف الأمريكي المعلن لأحد أشهر جنرالاتها الذين ما يزالون على رأس عملهم، ينبغي السؤال عن صورة الدعاية الإيرانية
تثار عادة مجموعة من المغالطات حول الردود التي تناقش تلك الآراء، أو تواجهها، أو تتصدّى لها. ولا يثير تلك المغالطات أصحاب القراءات الجديدة أو الذين يعلنون موقفهم الرافض للدين برمّته أو معجبوهم وأتباعهم فحسب، بل حتى أحيانا في دوائر الإسلاميين وعوام مثقّفيهم والخائضين في الشأن العام منهم
ليست المشكلة بالأتباع فحسب، بل في كثير ممن يسلك مسلك "التجديد" فيتصوّر الأمر بتلك السهولة، أيْ بمجرّد الدعوة لتغيير بعض الأحكام أو استبدال الأطر المعرفية التي يدور فها التفكير الديني، ثمّ لا نرى جهدا فكريّا حقيقيّا، ولا تأصيلا معرفيّا جادّا، سوى المصادرة على الآخرين وإلزامهم بما هو محل خلاف
تنبّه الاحتلال لأهميّة العامل الطلابي منذ الانتفاضة الأولى، حينما أغلق الجامعات الوطنيّة لفترات طويلة، ثمّ حَظَر الإطار الطلابي لحركة حماس، في وقت لاحق، وظلّ يستهدف عناصره بالاعتقال والأحكام العالية حتّى اللحظة، بينما عانى النشاط الطلابي من ملاحقات السلطة الفلسطينية طوال تاريخها
أصبحت مظاهر "التسحيج" أكثر كثافة لأنّ السلطة صارت أكثر كثافة، حينما تحوّلت حركات التحرر إلى سلطة، ابتداء من حركة فتح، مستدعية معها نموذج الدولة العربية الذي يُجسّد الوطن في الحاكم، أو في أحسن أحاوله في الحزب أو العائلة الحاكمة، ثم أسندت ذلك إلى وقف الكفاح
السلطة الفلسطينية جاءت نسخة عن نموذج الدولة العربية، باختلال مشروعية أنظمته السياسية، وهشاشة اقتصاداته، وفساد آليات عمله، ثمّ زادت على ذلك أنّها انبنت في ظلّ الاحتلال بما يستتبعه ذلك من التزامات ويفرضه من مسارات
هذه ثورات الضعفاء في وجه الأقوياء، وهم أقوياء العالم كلّه، العالم ببعديه الجغرافي والتاريخي، تلتحم فيه الجغرافيا التي على عرضها شيّدوا صروحهم، ويحضر التاريخ الذي بنوا في طوله مجدهم، فكيف لا تجتمع قبضاتهم على عظام المسحوقين؟!
كلّ هذه الحالة المأساوية نتاج مسار التسوية، في جذره وأصله، فضلا عن مساره واختيارات قيادة منظمة التحرير فيه، كإرجاء ملفات الحلّ النهائي، وعدم تحديد ماهيته، والرضا بالوجود والتشكّل؛ في قلب وسط استيطاني يتمدّد
الاتجاهات تخضع لعوامل متعددة، وليس لإرادة الفاعل الأساسي فحسب، وأنّ الحرب كثيرا ما تعلو على التدبير العقلاني، فمهما كانت تقديرات الاحتلال، من شأن هذه المواجهة أنّ تذهب حيث لا يحتسب