توجهان ينتظرهما شهر أيلول/ سبتمبر مع تصاعد المقاومة، وما يُتوقع من اقتحامات وانتهاكات للمسجد الأقصى: الأول، ترك الأمور تتداعى ليؤخذ قرار وحدة الساحات، بالتدخل من جانب المقاومة، وفقاً لمقتضى التطورات. والثاني أن توضع خطة مُعلنة ومُحكمة، تهيّئ للاشتباك الشامل
أعجب ما في السياسة أن تجد بعضاً من الناس ما زالوا يعتقدون بأن أمريكا دولة تمثل قِيَم القانون الدولي، والمواثيق المتفق عليها عالمياً، ويميزونها عن الدول "الشمولية" أو الدول التي تسمّيها "مستبدة"، وتتهمها بعدم الالتزام بالقانون الدولي، أو التقيّد بدستور أو عُرف.
عندما تحوّل قمة جدة المطلب الأمريكي الملح في ما يتعلق بزيادة إنتاج الغاز والنفط، لضبط الأسعار العالمية التي أفلتت من عقالها بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى منظمة الأوبك، فمن شأنه زيادة الفشل الأمريكي
سيغلب على هذه الزيارة سيكون أقرب إلى النجاح الإعلامي والوهمي، منه إلى تشكل حلف من مستوى حلف الناتو، أو من مستوى عُشْره وأدنى. فليس هكذا تتشكل الأحلاف، وليس بمثل من قد دعوا لها تطلق الحروب
وجدت أمريكا أن التناقض الراهن يجب أن يحل من خلال استراتيجية عسكرية، لا تقتصر على سباق التسلّح والتنافس السلمي، وإنما تأخذ الشكل الأوكراني، مُعمما على نطاق أوسع لاحقا.
نحن أمام بيان خارج المعقول، ولا علاقة له بالواقع، وخارج تجارب الشعوب، ولا علاقة له بالشعب الفلسطيني، ولا يحمل همّ الاحتلال ووجود الكيان الصهيوني. وبهذا يجعل العبث واللا فعل أفضل منه خياراً..
إن التراجع عن شنّ حرب شاملة من جانب العدو ضد مخيم جنين، كما فعل عام 2002، يهيئ لقواعد اشتباك في الضفة الغربية، لا يستطيع العدو ابتلاعها، إلاّ كمن يتجرّع السم..
لِمَ استُهدفت شيرين أبو عاقلة بهذا الاغتيال المتعمد، ومع سبق الإصرار والتصميم، بما يشبه تنفيذاً لحكم بالإعدام؟ ولماذا أصبحت شيرين أبو عاقلة خبرا عالميا ورمزاً فلسطينيا، وأنشودة على لسان كل حر في هذا العالم، وكل من يؤمن بالحق والعدالة، ويرفض الظلم والوحشية والعنصرية؟
كل حديث دولي، أو غربي، حول الحفاظ على "الأمر الواقع" للستاتيكو، يجب أن يتضمن منع دخول الجنود الإسرائيليين إلى باحات المسجد الأقصى، أو السيطرة على أبوابه، بدلاً من حراس الأوقاف الإسلامية الأردنية الذين أُبعدوا تماماً بعد اتفاق أوسلو، وتمت السيطرة العسكرية الصهيونية على المكان
الوضع في فلسطين على شفا حرب ما لم يتراجع الكيان الصهيوني، وهو في كل الأحوال أخذ يصعّد المقاومة والانتفاضات في القدس ومناطق الـ48، والضفة الغربية. أما في قطاع غزة فالأصبع على الزناد.
اتسّمت العمليات المذكورة بدرجة جيدة من التخطيط والإعداد من قِبَل المنفذ، والذي اتسّم بالهدوء ورباطة الجأش أثناء التنفيذ. فضلاً عن المهارة في الأداء ودقته، ولا شك في أن الذروة عبّر عنها البطل الفدائي رعد حازم زيدان الذي هاجم أكبر، وأهم شارع في تل أبيب دوزينغوف..
بعد أكثر من شهر على الحرب في أوكرانيا تأكدت ثلاث حقائق: الأولى أن المبادرة العسكرية ما زالت بيد روسيا من حيث مجريات المواجهة العسكرية. وذلك على الضدّ مما أشاعته أجهزة الإعلام الغربية من فشل عسكري للحملة الروسية.
هذه الحرب أدخلت موازين القوى العالمية ومن ثم الإقليمية في مرحلة جديدة. أي أمام نظام، أو لا نظام، عالمي جديد. فأمريكا كما يبدو من تصريحاتها الرسمية وممارستها تريد إنزال هزيمة بروسيا، وصولاً إلى تلويح بمحاكمة بوتين، هذا يعني أنها تريد لهذه الحرب أن تنتهي بتلك النتيجة