معلوم أن الإرشاد للخير فنٌ لا يقدر عليه كل الناس، أيا كان نوع الإرشاد في مدرسة أو مكان تعبّد أو غيرهما، أما سَوْق الغير للقبح والسوء فلم يكن فنًّا إلا هذه الأيام..
ما يمكن قوله بارتياح، أن الثورة في يناير خرجت لأجل الأحوال المعيشية بشكل رئيسي، ولم تكن السياسة بمعناها الضيق -وما زالت- غير قادرة على إخراج المجتمع لإحداث تغيير، حتى ما حدث من سخط في يونيو 2013 تم تدعيمه بأزمات معيشية لضمان سخط أكبر قدر ممكن؛ لزيادة الحشود..
كانت حركة الاحتجاج محدودة ومقتصرة في أغلبها على الإسلاميين، وتعلقت المحدودية بعدة اعتبارات: منها ما تعلق بالأداء الاقتصادي والسياسي الهزيليْن للنظام وظهوره بمظهر العاجز عن إدارة الدولة، ومنها ما تعلق بالخلاف الحاد مع الإخوان..
ليس ممكنا الهروب من واقع التشوه الذي أصاب المجتمع، كما أنه ليس ممكنا وصفه الدائم بالقبح لأنه ليس كما يتصوره الناظر إليه، بل هو يحمل في طياته الحسن والقبح لا أحدهما فقط، ويخضع ما يبدو منهما للسلطة وأيضا لمتصدري الشاشات على اختلاف مهنهم..
قال في وثيقة بدء الحفر: "نأذن نحن عبد الفتاح السيسي ببدء حفر قناة السويس الجديدة لتكون شريانًا إضافيا للخير لمصر ولشعبها العظيم وللعالم أجمع، حفظ اللهِ -هكذا أعربها- مصر.."..
إشكال أي حريص على وطنه مع الاستبداد ليس نابعا من إرادته العيش بكرامة وحرية فحسب، ولكن الإشكال الأكبر ينبع من آثار ما يلحقه الاستبداد من هدم لكل التفاصيل الحسنة..
بداية لابد أن أقر أنني ظننت الإعداد للمقال سيحتاج لشهر على الأقل، لكن سيادته فاجأني بسيل تصريحات -سقط مني بعضها لكثرتها- فلم يستغرق الجمع أكثر من عشرة أيام وثلاثة لقاءات، ليتبدّى جانب آخر من جوانب إبداعات سيادته وإلهاماته الفياضة المتدفقة التي عجزت حتى الأقلام عن متابعتها وملاحقتها..
عملت الدولة الإيرانية لسنوات طوال من أجل أن تكون دولة عظمى ولها ثقلها في الأحداث التي تجري بمحيطها، وبعد عقود قليلة من السعي الدؤوب، أتى سعيُها أُكُله، ولم يعد خافيا ما تحظى به الجمهورية الإسلامية من قوة ونفوذ.
حرب اليمن حرب سياسية، ونزاع العراق سياسي وكذلك سوريا، إلا أن من لا يرعوي عن إزهاق ما عظّم ربنا، لن يثنيه شيء عن زج الدين في حربه ونزاعه، ليقلبه من سياسي لطائفي بغيض..