هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
المسألة ليست مسالة تطبيع فقط، فنحن إزاء أضواء كاشفة على مسارات استراتيجية تتجاوز تونس إلى مواضيع علاقة مسار الثورات والديمقراطية بالصراع مع إسرائيل والوضع الداخلي في تونس
عادت وسم "ارحل يا سيسي" لتتصدر مجددا على وسائل التواصل الاجتماعي، مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير.
ما قد يبعث الطمأنينة في النفس، أنه رغم كل محاولات الثورة المضادة الشرسة لإجهاض الربيع العربي بالقوة، إلا أن الآمال لا تزال في الديمقراطية حية في نفوس الشباب التواقين للحرية والكرامة والعدالة
لعل نشأة هذا الفهم المشوَّه لكلمة الثورة (بالإضافة إلى ما تقدم) تعود إلى ما أُشرِبناه في قلوبنا، منذ الصغر، عن الثورة ومعناها
صحيح أن الثورات فشلت في تحقيق هدفها الرئيس وهو تغيير الأنظمة، وضمان العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية وحكم القانون للشعوب العربية، ولكنها نجحت في تحقيق أهداف أخرى لا تقل أهمية عن الهدف الرئيس والمباشر
إن على النظام العسكري في مصر أن يدرك أنه بحملة اعتقالاته الواسعة لن يحبط الثورة القادمة، إن كانت ثمة ثورة في الطريق
السؤال المركزي بعد هذه السنوات العشر هو: هل أنجبت "الثورة" ثوريين؟ هل أنتجت النخبة فلسفة في الثورة؟ هل حقق السياسيون أحلام الناس في نظام اجتماعي عادل وفي تنمية جهوية متوازنة، وفي نظام تشغيلي مُطمئن للشباب من خريجي الجامعات ومن أصحاب المهارات والحِرف؟
الثورة فعل مخطط وممنهج، وأن المدة اللازمة للقيام بالثورة ونجاحها متوقف على الإرادة الثورية الحقيقية للثوار وجودة تفكيرهم، وتخطيطهم وإعدادهم وتنفيذهم لاستحقاقات الثورة والتغيير والتحول الديمقراطي المنشود
نحن بحاجة لتيار جديد بحجم التحديات ومستوى الطموحات، هذا التيار هو حلقة مضافة في سلسلة حلقات الإصلاح والتغيير
"الصداقة" التونسية الفرنسية (أو بالأحرى تبعية أغلب النخب التونسية لفرنسا وعجزهم عن التفكير خارج نموذجها اللائكي المأزوم) هي سبب من أهم أسباب هشاشة الثورة التونسية وعجزها عن بناء أي مشروع وطني حقيقي، رغم مرور تسع سنوات على سقوط المنظومة القديمة
لا يُمكن اعتبار الأعمال الدرامية مصدرا للحقائق التاريخية، ولا يمكن اعتبارها أيضا ذات سُلطة مطلقة على الواقع، إنها لا تفرض رأيا، إنما قد تحاول توجيهه نحو غايةٍ ما فيما يخص القضية المطروحة فيها، كما أنها تؤدي دورا مهما
دوماً كانت حسابات الواقع العربي حسابات تحدٍ، فالشعوب التي واجهت القمع والقهر والفقر والاستبداد والطغيان والتآمر، والتي تقف اليوم مناهضة ورافضة للتطبيع مع المؤسسة الصهيونية، إنما تخوض كل معاركها مجتمعة لتصنع مستقبلها
الوضع دقيق وخطير، لكن مواجهته لا تكون من خلال المجازفة والدفع بالبلاد نحو المغامرة. النخبة الديمقراطية التي أربكتها صعوبات الانتقال الديمقراطي ودفعت ببعض عناصرها نحو اليأس والشعور بالإحباط ليس من حقها أن تثير الرعب في صفوف المواطنين..
تحالف اليسار والتجمع في النقابة هو الذي يحكم الوضع في تونس الآن، وإن زعمت الأحزاب أنها تحكم فما حكمها إلا وهْم، فالحاكم الحقيقي ومنذ الثورة هي النقابة؛ لا بصفتها نقابة بل بما هي طاقية إخفاء لتيارات سياسية لا يمكن لها أن تفلح بالصندوق الانتخابي
تلك المعوقات وغيرها لن تنال من عزم الشعوب التوّاقة للحرية والاستقلال الفكري والسياسي بفعل تجذر الوعي لدى قطاعات واسعة من الأمة، ومن المستحيل أن يعود وضع ما قبل ٢٠١١م، نظرا للتطور الفكر السياسي العربي
جدّد راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، رئيس حركة النهضة (إسلامية)، الأحد، دعوته إلى مصالحة وطنية شاملة مع رموز النظام السابق، الذين انتقلوا إلى أرضية ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011 والدستور الجديد، بدلا من اختيار أسلوب الانتقام والقطيعة..