هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يقع في التّناقض المنهجيّ هنا أيضاً فهو يطبّق رؤيته هذه على جماعة الإخوان المسلمين إذ تشتغل بالسّياسة؛ فيراها تنسحب من دائرة العبادة والعبوديّة والتّبتُّل، لكنّه يطبّق نقيضها على حافظ الأسد الذي كان يراه عابداً متبتّلاً منغمساً بالعبوديّة، ولم تفعل السّياسة بقلبه وسلوكه وعباداته وعبوديّته فعلها
الأزمة في تونس هي أزمة مجتمعية لا يمكن أن نفصل فيها القيمي عن التشريعي، ولا السياسي عن النقابي، ولا الراهن عن التاريخي، ولا الداخلي عن الإقليمي والدولي. وهي لذلك لا تقبل الحل إلا بـ"كتلة تاريخية" عابرة للأيديولوجيات وحاملة لمشروع تحرر وطني سيادي يقطع جدليا مع السرديات الكبرى وأوهامها التأسيسية
المشكلة هذه الأيام أن المواطن العربي يقع في حالة من الضياع والتيه؛ عندما ينظر فيرى المشهد السياسي يعج بالحركات والأحزاب والعلماء وأنصافهم من الدعاة والمجتهدين والمفتين ذوي المرجعية الدينية الإسلامية، فأيهما يتّبع ويصدّق؟ من منهم الأقرب لإصابة جوهر الدين ومقصده؟
تقف حركة النهضة الآن، وجزء من مصيرها سيتحدد وفق السيناريو الذي سيتم اختياره لإنجاز الانتقال القيادي داخلها. ليس أبناؤها فقط هم الذين ينتظرون كيف ستكون النهاية، بل حتى خصوم الحركة الذين يراهنون على انهيارها.
إننا أمام سؤال مركب يتكون من عدة فروع؛ الأول: هل عاقبت الدولة الحركة الإسلامية على قرارها المشاركة بالانتخابات؟ الثاني: هل عاقبت جماهير وأنصار الحركةِ الحركةَ على قرار المشاركة؟ الثالث: هل عاقب أبناء وأعضاء الحركة حركتهم؟
من المهم جيدا أن نفهم لماذا جاءت الخصومة ما بين النظام والحركة الإسلامية بعد أكثر 70 عاما من التوافق والمصالح المشتركة والاحتضان والإرضاع من ثدي الرضا، حتى نستطيع فهم إلى أين سوف تذهب هذه هذخ العلاقة
أسدل الستار على الانتخابات النيابية في الأردن بصورة أكثر إحباطا؛ عززت قناعات العازفين عن المشاركة فضلا عن المروجين للمقاطعة، وشرعت الخوف على مستقبل وطن يعاني مديونية فاقت الـ43 مليار دينار وتنتظره استحقاقات سياسية كبيرة، في ظل برلمان هزيل ومواطن محبط ومسؤول غير مبال..
التحديات كثيرة ومطلب تنضيج الرؤى والأفكار من الواجبات الضرورية، ولذلك نؤكد مرة أخرى أن الحركة الإسلامية مطالبة بأن يكون النقد جزءا مهما في برامجها ومنهجية أساسية في تدبير عملها
إذا كان من الصعب على القوى العلمانية أن تقبل ببناء ديمقراطية "مع" الإسلاميين باعتبارهم "شركاء" لا غنى عنهم في المشروع الديمقراطي، فهل يمكن بناء تلك الديمقراطية "دون" الإسلاميين؟
استشعار مدى اختلال التوازن الذي عانت منه أوجه الحياة المختلفة في منطقتنا، وخاصة السياسية بعد محاولة تغييب التيار الإسلامي عن المشهد.
السبب الأعمق لإقصاء "الإسلاميين" من العائلة الديمقراطية ليس سببا اقتصاديا ولا سياسيا ولا مصلحيا (فكل هذه الأسباب هي أسباب سطحية وذات قدرة تفسيرية محدودة)، بل هو سبب أيديولوجي يخترق كل السرديات "المعلمنة" على اختلاف أطروحاتها: مقولة الاستثناء الإسلامي ذات الجذر الاستشراقي
التحول من نظرية المؤامرة والمظلومية في تفسيرات المحن إلى الواقعية
الأسباب الفلسفية الكامنة وراء هذا الأداء الضعيف والباهت، الذي شجع الحضور على إبداء العديد من التعليقات والأسئلة، التي جاءت كلها في سياق المراجعات النقدية والتقويمية للإعداد والتأهيل والأداء السياسي للحالة الإسلامية في مصر
الجماعة ليست أزمتها في الشخص الذي سيقوم بأعمال مرشدها، بل أزمتها أكبر من ذلك، أزمتها في إعادة هيكلة وإعادة ترتيب أوراقها كاملة، فأزمتها الكبرى أن تكون مؤسسة، ذات أهداف واضحة تناسب ظروفها الراهنة، مبنية على لوائح جديدة، تنتج قيادة تتناسب مع المؤسسة في شكلها الجديد
لا يمكن أن تنتهي المعركة ضد الإرهاب إلى نتائج إيجابية؛ ما لم يصدق السياسيون والمثقفون في منطلقاتهم وأهدافهم، وما لم يتخيروا من الأساليب ما يجنب البلاد المكائد والتوترات
تيار التغيير والتجديد قادم، فأعدوا أنفسكم وغيركم لحسن الاستقبال.. استفادة مما فات وأملا في ما هو آت، وحرصا على عدم تكرار إهدار الفرص..