هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا أحد يعيد اختراع العجلة هنا. فالإسلاميون ليسوا أقل طموحا من الطبقة الوسطى التونسية غير الراغبة في التغيير الفعلي، بل إن أقصى طموحهم في ما ظهر حتى الآن هو أن يكونوا ضمن هذه الطبقة الوسطى المتبرجزة.. إنهم يقلدون اليسار في كل شيء
الاشتباك الفقهي والاجتهاد الحقوقي أصبح ضرورة لازمة؛ في وقت تزايدت فيه المظالم بشكل غير مسبوق في العالم العربي، وزاد احتكاك كثير من الناس بالحركة الحقوقية على المستويين المحلي والدولي. وهو اجتهاد يستلزم إلمام الفقيه بأدوات الحركة وفهم منطلقاتها ومدارسها وآليتها، قبل القفز على الحكم المسبق على حملاتها
هل "الاستثناء التونسي" هو مسار حقيقي للانتقال الديمقراطي، أم إنه تعبير مجازي عن حقيقة سلطوية مؤداها استمرارية المنظومة القديمة في الحكم (بخياراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية الكبرى) بطريقة "ناعمة" و"ديمقراطية"، بعد أن استحال عليها (لأسباب موضوعية) أن تعيد مواقعها ومصالحها
نحتاج إلى إيمان حقيقي بالحرية، ونعتقد أننا في طريقها، ولكن صراع الهويات ما زال يعطل تقدمنا، وليس إلا الأعياد فرصة للتذكير بالعوائق وبالحاجة إلى تكريس الحرية
الفرد والأسرة والمجتمع
حاولنا في هذا المقال أن نحفر في الخلفية النظرية التي وجهت مواقف أغلب الأحزاب "الديمقراطية" في تونس، قبل الثورة وبعدها. ولا شك عندنا في أن المأزق الذي تعيشه الحياة السياسية في بلادنا (بحكم التوافقات الهشة والاستقرار الأكثر هشاشة) يستدعي إكمال الصورة بتفكيك الأساطير المؤسسة لحركات الإسلام السياسي
"العمل المنظّم" هو أحد وسائل "العمل الجماعي"، ويكون من خلال التجّمع على غاية مشروعة ومحددة، بناء على مقاصد الشريعة الجلية؛ وذلك لما يحقق من مصالح معتبرة ويدرأ من مفاسد مُحتملة
نختصر بألم التجربة التونسية حتى الآن فاشلة (عاجزة عن التقدم)؛ لأن نخبها السياسية نخب فاشلة من اليسار إلى اليمين. والعوائق ليست في فكرة الانتظام الحزبي ذاتها، بل في أن هذه النخب نسخ باهتة من قول المعري: إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الرؤساء
أدركت حركة النهضة أخطار التصادم الذي سيحصل بالضرورة بين تنظيم متعدد الغرف والطوابق؛ وبين السعي نحو إقامة نظام ديمقراطي يقتضي الفصل بين الشؤون الدينية والمجال السياسي القائم على ضمان تساوي الفرص بين جميع اللاعبين..
هنا تأتي تساؤلات: عن سر التوقيت؟ والدلالات؟
نحن سنكون أمام حراك إسلامي جديد في الأيام المقبلة قد ينهي السنوات العجاف التي مرت على صعيد العلاقة بين القوى والحركات الإسلامية، مما قد يفتح الباب أمام المزيد من دعم قوى المقاومة، وإعادة ترتيب وتنظيم محور المقاومة في مواجهة المتغيرات الحاصلة في المنطقة
وإني على ثقة من أن ما قلته لن يمنع من المساهمة في "الزفة" والصياح: "وا إسلاماه"، فقد تلاقت إرادة حكم العسكر مع رغبة خصومه في ذلك، وكل منهم مدفوع بالغرض!
حتى يجد مثقفون متحررون من الأيديولوجيا من هذا الصراع نقطة البداية، ستظل الثقافة في تونس (في المنطقة العربية عامة) محتكرة ومحاصرة، ويظل الجمهور معرضا عن معارك لا يجد فيها متعته الإبداعية.
تونس في حاجة ماسة لقيادة شجاعة ومتبصرة قادرة على نقل الحديث والفعل السياسي من مستنقع التدبير اليومي القصير النفس؛ إلى مستوى أعلى يفتح باب المستقبل. لقد بات جليا أن المنظومة الحاكمة قد استنفدت قدراتها، ولم يعد لديها ما تقدمه لشعب ثار وانتظر
كل هذا الهدر وهذا الفساد لا يراه اليسار التونسي.. ما يراه هو حركة النهضة.. ما يبحث عنه هو إلغاؤها واستئصالها من الوجود، حتى تخلو له الساحة ويعود لسيرته القديمة موظفا بالمناولة تحت جناح البورجوازية الحاكمة
كما أن الطاجيك تمكنوا من إيقاف الحرب الأهلية في عام 1997، وذلك بإبرام معاهدة السلام، فإنهم سيتمكنون الآن من رفع سقف الحرية والديمقراطية في بلادهم. وهذا من الأمور التي تظن المعارضة والبعض في دوشنبه أنها من الممكن تصديقها