هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تأخرت كثيراً رسالة المثقفين السوريين التي دحضت زيف "التقدميين" و"اليساريين" في العالم، الذين أيدوا نظام الأسد في حربه الهمجية ضد الشعب السوري، والتي استخدمت أساليب القتل والتهجير والإبادة، وسياسة التجييش الطائفي، لمواجهة مطالب السوريين في الحرية والكرامة
كيف يلتقي التنوير مع تأييد ومجاراة انقلاب عسكري؟ وهل يؤمن العسكر بالشراكة وتداول السلطة؟ لقد أيد القوميون واليساريون و"التيار المدني" ومن كان على نهجهم وفكرهم الانقلابَ العسكري، بل مهدوا له وشجعوا عليه، وتشفوا بشهداء رابعة والنهضة وتبنوا رواية العسكر
أزمة ثقة عميقة بين جيلين؛ جيل استهلكه الانغماس في الشأن السياسي، ومزقته الصراعات التنظيمية والأيديولوجية، مقابل جيل جديد يبحث عن أفق مغاير، ويريد أن يمارس حقه في النضال من موقع مستقل، جيل يرفض وصاية "الكبار".
إن "ورثة" المنظومة القديمة هم - بهذا المنطق - جزء أساسي في "العائلة الديمقراطية" ما داموا على "مسافة أمان" من النهضة، فإذا اقتربوا منها صار مشكوكا في "ديمقراطيتهم" وحداثتهم، بل صاروا جزءا من "الرجعية" في شكليها الديني والبرجوازي
المرض الحقيقي يكمن في اللحظة التأسيسية التي تلاعبت بها النخب التونسية وحوّلت مخرجاتها إلى لحظة من لحظات إعادة التوازن للمنظومة القديمة بدل أن تكون لحظة قطيعة جذرية معها
ما تبقى من الثورة التونسية في التحليل الأخير هي راهنية استحقاقاتها، واستحالة أن تستويَ على سوقها مشروعا للحرية والكرامة دون توافق وطني عابر للأيديولوجيات (كتلة تاريخية)، أي دون كلمة سواء بين مختلف الفاعلين الجماعيين
خطاب لعن الإسلاميين لم يعد خطابا جديا يُعتمد عليه محليا وخارجيا لمواجهتهم، فخصومهم لا يملكون وجودا فعليا في الشارع يفوق في أفضل حالاته ألف صوت في مظاهرة
ما نُشر أخيرا من نتائج استطلاعات مفادها تصدر الحزب الدستوري الحر قائمة الترتيب في نوايا التصويت، لا يبدو بعيدا عن الواقع رغم ما قد يكون فيه من تضخيم ورغم أن نسبة المتفاعلين مع عملية الاستطلاع لا تتجاوز الثلث..
لعلّ ما زاد من التباس موقع النهضة في الحقل السياسي التونسي وقلّص من قاعدتها الانتخابية هي ازدواجية مواقفها من أغلب القضايا التي شغلت الرأي العام التونسي منذ رحيل المخلوع، سواء في مستوى الشأن الحزبي الداخلي أو في مستوى الموقف من بقية الفاعلين السياسيين، خاصة منهم ورثة المنظومة القديمة
الخطيئة الكبرى هي انفصال حياتنا السياسية عن تفاعلات الناس اليومية وهمومهم، وطرح المشاريع والبدائل الحقيقية، والتفكير في سياسات عمومية منصفة لإعادة توزيع ثروة وطنية تضامنية
السبب الأعمق لإقصاء "الإسلاميين" من العائلة الديمقراطية ليس سببا اقتصاديا ولا سياسيا ولا مصلحيا (فكل هذه الأسباب هي أسباب سطحية وذات قدرة تفسيرية محدودة)، بل هو سبب أيديولوجي يخترق كل السرديات "المعلمنة" على اختلاف أطروحاتها: مقولة الاستثناء الإسلامي ذات الجذر الاستشراقي
النواة الصلبة للمنظومة القديمة، جعلت اختلاف الفرقاء منها في الدرجة لا في النوع، ذلك أن مبدأ التطبيع مع المنظومة القديمة (خاصة في مستوى خزانها البشري) ليس محل نزاع، إلا في بعض التفاصيل التي لا تنقض المبدأ، ولكنها تحاول تكييفه لخدمة استراتيجيات حزبية ومصالح شخصية
احتدام النقاش حول انحراف الحزب عن خطه السياسي التقليدي قد يؤدي إلى انشقاقات، في ظل تحركات تهدف إلى إعادة حزب الشعب الجمهوري إلى هويته الأصلية أو تأسيس حزب جديد
لا يمكن أن تنتهي المعركة ضد الإرهاب إلى نتائج إيجابية؛ ما لم يصدق السياسيون والمثقفون في منطلقاتهم وأهدافهم، وما لم يتخيروا من الأساليب ما يجنب البلاد المكائد والتوترات
طرح موضوع الإرهاب خارج مقاربة إصلاحية شاملة لن يكون إلا مجهودا عبثيا، لا دور له إلا تغذية الصراعات السياسية وتأمين محاور انتخابية لا يتجاوز دورها ضمان موقعٍ ما في إدارة التخلف والتبعية وإعادة إنتاج شروطهما الفكرية والموضوعية
احترام المواطن صاحب السيادة، الذي يذهب متفائلا إلى صندوق الاقتراع فيفرز أدوات حكم لتحكم لا لتفشل. أول اللبنات هي احترام الصندوق ونتائجه، والعمل عليها كمؤسسة للديمقراطية لا كمسرحية من الخيال العلمي.