في إطار الصراع الخفي بين رئيس
الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو ووزير ماليته موشيه
كحلون، سدد الأخير ضربة قاسية لنتنياهو لاقت ترحيبا لدى العديد من فئات المجتمع الإسرائيلي، واعتبرها محللون إسرائيليون أنها خطوة في سياق استعداد كحلون لخوض الانتخابات القادمة.
فئة سكانية تؤيد كحلون
ومن خلف ظهر نتنياهو، قام وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، أمس بعرض برنامج جديد "للتخفيف من عبء الضرائب التي تدفعها العائلات الإسرائيلية الشابة"، وفق ما أورده موقع "المصدر" الإسرائيلي.
ويعني هذا البرنامج، "زيادة مئات الشواكل (دولار=3.68 شيكل) في الراتب الشهري للعاملين الذين لديهم أطفال صغار، والتخفيف من عبء الدفعات التي يدفعها الآباء للأطفال الأكبر سنا مقابل أطر حضانة أطفالهم بعد الظهر، إضافة لتخفيض الضرائب على منتجات مستوردة من خارج إسرائيل".
وأكد الموقع، أن البرنامج الجديد الذي عرضه كحلون تحت عنوان "صافٍ للعائلة"، "لقي ترحابا كبيرا في كل أوساط الأطياف السياسية ولدى جزء واسع من المجتمع الإسرائيلي؛ حيث يساعد البرنامج بشكل أساسي الطبقة الوسطى، التي عارضت غلاء المعيشة عام 2011، كما يساعد أبناء الطبقة الأدنى أيضا".
وأضاف: "وخلافا للامتيازات السابقة، التي شجعت الولادة من خلال منح مكافآت للعائلات كثيرة الأطفال، وساعدت تحديدا الوسط الحاريدي والبدوي في إسرائيل، يدور الحديث هذه المرة عن تسهيلات تشجع الخروج إلى العمل وتساعد المزيد من الإسرائيليين"، ولمزيد من الدقة، يضيف: "يدور الحديث عن فئة سكانية تؤيد كحلون وحزب كلنا الذي ينتمي له".
اقرأ أيضا : زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحكومة على وشك الانهيار
وأوضح "المصدر"، أن "زعماء كبارا في حزب الليكود، غير راضين عن برنامج كحلون الذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي دون إبلاغ رئيس الحكومة به سابقا"، مؤكدا أن نشر هذا البرنامج جاء في الوقت الذي "يسود توتر كبير بين كحلون ونتنياهو الذي سمع عن البرنامج في وسائل الإعلام للمرة الأولى".
واعتبر الموقع الإسرائيلي، أن ما قام به كحلون هو "عمل إبداعي أحرج نتنياهو"، منوها أن هذا البرنامج "يدفع كحلون قدما بصفته وزيرا اجتماعيا يعمل من أجل الجمهور دون أن يمدح نتنياهو أبدا".
خطوة سياسية لامعة
كما أن "الرد الإيجابي من جهة نتنياهو يعزز مكانة كحلون، وفي المقابل فإن الرد السلبي من جهة نتنياهو يعرضه وكأنه يلحق ضررا بالجمهور"، بحسب الموقع الذي لفت إلى أن عددا من أعضاء "الكنيست" عن حزب "الليكود"، أعربوا عن معارضتهم للبرنامج عبر وسائل الإعلام، كما نشر الحزب بيانا موجزا جاء فيه أن "سياسة الحكومة هي خفض غلاء المعيشة وتشجيع الخروج إلى العمل، والاقتراحات التي وردت صحيحة وسيتم فحصها فحصا إيجابيا".
وبدون شك، من الواضح أن "شخصية رئيس الحكومة تعرضت للإساءة، وبدا موشيه يعلون (وزير الحرب الإسرائيلي السابق) هو الرابح، بعد وقت قصير من إهانة رئيس الحكومة له أثناء مشادة بينهما".
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي، أثنى محللون إسرائيليون كثيرون على "الخطوة السياسية اللامعة التي عرضها كحلون"، ملمحين إلى أن برنامج كحلون هو "خطوة تشهد على استعداده للانتخابات القادمة إذ ربما يشهد ضعفا لدى نتنياهو، الذي يخضع في الآونة الأخيرة لتحقيقات في الشرطة الإسرائيلية"، ويجري التحقيق مع نتنياهو بتهمة تلقي هدايا ثمينة من رجال أعمال خلافا للقانون الإسرائيلي.
اقرأ أيضا : موشيه كحلون.. من يحمل مفتاح الحكومة الإسرائيلية
وتشمل خطة كحلون الجديد، سلسلة خطوات بما فيها تخفيض بعض الضرائب؛ ومن بينها ضريبة الشراء والجمارك المفروضة على ألبسة الأطفال والأحذية والهواتف المحمولة، كما سيمنح أرباب العائلات العاملين نقاط استحقاق ضريبي إضافية وسيتم تقديم دعم حكومي لرياض الأطفال العاملة في ساعات بعد الظهر بغية تخفيف العبء عن العائلات الإسرائيلية، وفق ما أوردته إذاعة "صوت إسرائيل".
في حين عارض رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان، الخطة الجديدة "ما دامت لم تشمل رفع مخصصات المعاقين"، مؤكدا أن "لجنة المالية لن تصادق على أي خطة تستثني هذه المخصصات".