أكد شهود عيان داخل مناطق سيطرة نظام الأسد في محافظة اللاذقية غربي
سوريا، لـ"
عربي21"، تحليق
الطائرات الحربية بكثافة في سماء مدينة اللاذقية وريفها، حيث يُعتقد أن النظام قام بنقل معظم طائراته في مطاري السين العسكري وباسل الأسد الدولي، باتجاه مطار حميميم العسكري الذي يعتبر الثكنة العسكرية الأكبر للروس في سوريا.
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت الخميس عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن النظام السوري نقل جميع طائراته العسكرية إلى قاعدة حميميم العسكرية؛ التي يستخدمها الطيران الروسي في غاراته على المدن السورية.
ويقول القيادي في تيار الغد السوري المعارض، عبد الجليل السعيد، إنه من المؤكد أن الضربة الأمريكية الأخيرة للأسد كانت لها ردات فعل عكسية على النظام وداعميه، "إذ تحاول موسكو حتى اللحظة تجميع الصورة والمشهد، خصوصا وأنها تدرس حتى اللحظة عروض ريكس تيلرسون، وزير خارجية ترامب".
ورأى، في حديثه لـ"
عربي21"، أن نظام الأسد عندما يقوم بنقل طائراته العسكرية باتجاه قاعدة حميميم العسكرية؛ فهذا مؤشر على أن ترامب عازم على الإطاحة بالأسد، لا سيما وأن نجله دونالد ترمب جونيور قال يوما إن والدي سيعمل على معارضة تحل محل الأسد ولا وقت لنا لدعم معارضة تعارضه فقط.
ويتوقع السعيد أن الأمور ستنحو نحو تأكيد ما طلبه تيلرسون من الروس، بالتخلي عن الأسد، وكذلك زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للقاهرة، ومن قبلها الرياض وبقية عواصم المنطقة، ورأى أن هذه الجولة "ستوضح المسار العسكري الميداني الذي يعتزم ترمب اعتماده حيال سوريا ونظامها المجرم"، كما قال.
من جهته، يرجح الباحث السياسي السوري جلال سلمي؛ أن الهدف الأساسي من نقل نظام الأسد طائراته إلى قاعدة حميميم العسكرية؛ "هو من أجل تحصين تحركاته المستقبلية، وقد يكون هناك سيناريو حول رغبة
روسيا في إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن روسيا حليف النظام السوري ولن تتخلى عنه بسهولة".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"؛ أن "علاقة الدول تكون متكافئة نسبيا أحيانا، ومبنية على التكامل، وبالتالي تحافظ الدولة الصغيرة أو الكبيرة على استقلالها النسبي أمام الدولة العظمى، أما مصطلح الاستعمار الحديث الذي يعني تبعية الدولة الصغيرة أو الإقليمية بكافة نفوذها للدولة الكبرى مقابل الحماية العسكرية؛ فهو ما نراه في العلاقة بين سوريا وروسيا"، وفق تعبيره.
ولفت سلمي إلى أن دلالات نقل نظام الأسد لطائراته تأتي ضمن سياق ترسيخ النظام النفوذ الروسي على حساب النفوذ الإيراني، "فرفع اعتماده على روسيا التي قد تظهر ملامح تحد أمام الولايات المتحدة التي قد تضطر للتنسيق مع روسيا لاحتوائها بعيدا عن التصعيد في سبيل محاربة تنظيم الدولة كهدف أساسي، يمكن أن يكسبه فرصة الاستمرار في الحصول على الاعتراف الأمريكي بضرورة وجوده، وبترسيخ النظام للنفوذ الروسي يعني أن روسيا ستكون صاحبة الكلمة الأكبر في المسالة السورية على صعيد استراتيجي".
يشار إلى أن خطوة نظام الأسد بنقل طائراته العسكرية باتجاه قاعدة حميميم العسكرية الروسية، وفق تأكيدات مصادر محلية وأمريكية، جاءت بعد الضربات الجوية التي شنها الجيش الأمريكي على قاعدة الشعيرات السورية قرب مدينة حمص في 7 نيسان/ أبريل الجاري، ردا على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية في هجوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب.