السيسي في السعودية.. أنصاره يحذرونه من هذه التصرفات

وصل رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض، واستقبله العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، في مستهل زيارة رسمية غير محددة الوقت، حيث توجها إلى الديوان الملكي، في موكب رسمي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وتأتي الزيارة في ظل تحذيرات متصاعدة في القاهرة من عدد من أنصار الانقلاب، خلال الأيام القلية الماضية، من إقدام السيسي على أي تصرف يخص التنازل عن السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير أثناء الزيارة، إلى جانب عدد من المطالب والتحفظات والانتقادات اللاذعة التي أثاروها بحق نظامه.

"إياك والمساس بتيران وصنافير"

وحذَّر فقيه "جبهة الإنقاذ و30 يونيو"، أحد أهم صانعي الانقلاب في مصر، أستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق، الدكتور نور فرحات، من كارثة محتملة، ربما يفعلها "برلمان عبد العال"، وفق تعبيره، في أثناء وجود السيسي بالسعودية.

وقال فرحات، في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "أتضرع إلى الله ألا يتهور البرلمان، ويمرر اتفاقية الجزيرتين، أثناء وجود السيسي في زيارة الملك سلمان، ويقدمهما كعربون صداقة مقدم".

وأضاف: "لا ننسى أن جلالة خادم الحرمين رفض النزول من الطائرة في مصر قبل التوقيع على المعاهدة".

واختتم تدوينته بالقول: "أتضرع إلى الله ألا يحدث ذلك من أجل خاطر مصر".

وكانت صحيفة "المصري اليوم" ذكرت أن اللجنة التشريعية بمجلس النواب ستبدأ، خلال أيام، مناقشة اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي انتقلت بمقتضاها تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة.

في السياق نفسه، وجهت حركة شباب 6 أبريل رسالة ذكرت أنها موجهة للمجتمعين اليوم في أرض الحجاز، وفق وصفها.

وعبر صفحتها الرسمية بموقع "تويتر"، قالت الحركة في تغريدتها: "رسالة إلى المجتمعين في أرض الحجاز اليوم: مصر مش للبيع.. تيران وصنافير مصرية.. وأي تفاوض عليها في حكم العدم".

ومن جهته، حذَّر المحامي الحقوقي خالد علي، في ندوة نظمها حزب "الدستور"، بالإسكندرية، تحت عنوان "تيران وصنافير المعركة القادمة"، من أن يوم تسليم جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية لن يمر مرور الكرام، مشيرا إلى أن "يوم بيع الجزيرتين هو يوم نهاية السيسي وشريف إسماعيل"، بحسب قوله.

أما الكاتب بصحيفة "الوطن"، محمود خليل، فانتقد "تعجل" السعودية ضم جزيرتي تيران وصنافير للخرائط الرسمية للمملكة دون انتظار بت الجانب المصري القانوني والقضائي في قضية ترسيم الحدود.

وقال خليل بالصحيفة: "إذا كانت المملكة قد اتخذت هذا القرار من طرف واحد فهذا تجرؤ لا ينبغي السكوت عليه، لأن السكوت سيدفع غير المملكة إلى التجرؤ، ولعلك تتابع اللغط الذي يثيره المسؤولون السودانيون حول حلايب وشلاتين".

وتابع: "لتعلم حجم جرأة الغير علينا، بدءا من السعودية، ومرورا بإثيوبيا، وانتهاء بالسودان".

هل يطالب السيسي بعودة الجيزاوي؟

وعطفا على زيارة السيسي، تساءلت عضو "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب"، الدكتورة عايدة سيف الدولة، عن إمكان الإفراج عن أحمد الجيزاوي، المحامي المصري المعتقل بالسعودية منذ عام 2012، بالتزامن مع زيارة السيسي.

وكتبت عبر حسابها بموقع "فيسبوك": "هل يخطر على بال السيسي أن يطالب بعودة أحمد الجيزاوي معه إلى مصر حتى ولو من باب المنافسة مع ترامب؟".

وأُلقي القبض علي الجيزاوي في السعودية عام 2012 بتهمة حمل مواد مخدرة ممنوع تداولها في السعودية، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، بالإضافة إلي 300 جلدة، وقد تضامن معه نشطاء أمام السفارة السعودية بالقاهرة للضغط علي السعودية للإفراج عنه، بلا جدوى.

زيارة على وقع غضب داخلي

وتأتي زيارة السيسي إلى السعودية على وقع غضب داخلي متعاظم إزاء تعاطي نظام السيسي مع قضايا داخلية عدة أبرزها الإرهاب، والحريات، وتحذيره من أن الغضب قادم.

وتعليقا على اعتقال الناشط بحزب الدستور "نائل حسن" من منزله بالإسكندرية لتنفيذ الحكم الصادر بسجنه عشر سنوات بتهمة الإساءة للسيسي بطريق الإنترنت، قال الكاتب جمال الجمل عبر "فيسبوك": "القبض على المواطن نائل حسن، ونوعية التهم الموجهة إليه؛ تؤكد أن مصر فقدت أعز ما تملك.. دستورها وأمان ناسها، وأن العصابات مهما أعلنت توبتها فإنها لا تطيق الالتزام بالقانون".

وأضاف الجمل: "على كل حال.. التاريخ يخبرنا أن الخارجين عن القانون لا يعيشون طويلا.. يسقط أي رئيس لا يتحمل نقد شعبه وشتائمهم أيضا".

"على مجلس النواب أن يحقق في تسريب سيناء"

وعن تسريب فضائية "مكملين" الأخير، فقد وضع نظام السيسي في أزمة مع عدد كبير من أنصاره.

وكتب أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، أحد أشد أنصار 30 يونيو، الدكتور خالد فهمي، تدوينة مطولة قال فيها: "كمواطن مصري أطالب مجلس النواب، وتحديدا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس، بأن يفتح تحقيقا جادا، ومستقلا في هذا الحادث".

وأضاف: "لجنة الدفاع  والأمن القومي بمجلس النواب من واجبها أن تراقب عمل القوات المسلحة إعمالا للدستور، ويجب عليها أن تتحقق من: صحة الفيديو، وفتح تحقيق، واستيضاح ملابسات الواقعة، وطبيعة الإجراءات والقواعد العسكرية الواجب اتباعها في حالة المواجهات مع الإرهابيين، وإذا كانت تبيح القتل بعد القبض على العناصر الإرهابية، وليس أثناء الاشتباكات".

وتابع: "لن ننتصر على الإرهاب لو تعاملنا مع الإرهابيين كتعاملهم معنا، فتلك أقصى أمانيهم: أن نفقد ثقتنا في الدستور، وأن ننحي القانون جانبا، وأن تتفكك المؤسسات التي منها تتشكل الدولة، وأن يتصرف أعضاؤها كرجال عصابات، وليس كمسؤولين تحكمهم قواعد وإجراءات".

بهي وأنور: متى ترحل؟

وغير بعيد، نشر مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بهي الدين حسين، تغريدة عبر "تويتر"، معلقا على مقال نشره بجريدة "نيويورك تايمز"، عن موعد رحيل السيسي وذلك على خلفية تعرض مصر، أخيرا، إلى عمليات إرهابية في كنيستين بطنطا والإسكندرية، وكمين للشرطة بـ"سانت كاترين".

وفي تغريدته، قال: "كتبت المقال لأوضح لماذا يفشل السيسي أمام الإرهاب، ويستأسد مع نقاده المسالمين؟ الآن جنوب سيناء بعد شمالها والقاهرة وطنطا والإسكندرية.. متى يرحل؟".

ومتفقا معه، شدد الكاتب الصحفي أنور الهواري على ضرورة اتحاد كل القوى الوطنية، من جميع التيارات، في انتخابات 2018، مؤكدا أنها "مفتاح المستقبل".

وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "مصر لا تتحمل ولاية ثانية للرئيس الحالي".