علقت الكاتبة بيثان ماكينان في مقال لها في صحيفة "إندبندنت"، على إعلان الحركة الفلسطينية
حماس وثيقة جديدة، متسائلة إن كانت محاولة لتجديد العلامة التجارية الخاصة بها.
وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن "الميثاق المؤسس لحركة حماس أعلن عنه في مخيم من مخيمات اللاجئين في غزة عام 1988، وتم تقديم التعديل الأول له في فندق راق من فنادق الدوحة في العاصمة القطرية، بعد 30 عاما من الوثيقة التأسيسية، حيث تغيرت أهداف الحركة".
وتضيف ماكينان أنه "في الوقت الذي ينظر فيه إلى الميثاق الجديد على أنه إعادة تجديد للعلامة التجارية للحركة التي سيطرت على قطاع غزة في عام 2007، إلا أن الكثير من هذه المبادئ نوقشت من مسؤولي الحركة لسنوات طويلة".
وترى الكاتبة أن قرار الحركة تقديم برنامج سياسي براغماتي جاء نتيجة لعدم الارتياح بين الغزيين، الذين لم يعد لديهم ما يظهرونه بعد 10 أعوام من حكم حركة حماس، بالإضافة إلى الضغوط التي تتعرض لها الحركة من السلطة الوطنية وإسرائيل ومصر والإدارة الأمريكية الجديدة.
وتشير الصحيفة إلى أن الوثيقة الجديدة، التي استغرق إعدادها أربعة اعوام، تعد معلما على الطريق في تاريخ الحركة، فهي، وإن كانت لا تعترف صراحة بدولة
إسرائيل، إلا أنها تقبل بحدود الدولة الفلسطينية إلى ما قبل خطوط عام 1967، بالإضافة إلى أنها تخلصت من اللغة المعادية للسامية التي طبعت الوثيقة الأولى، وتعرضت لانتقادات واسعة.
وتلفت ماكينان إلى أن الوثيقة تحذف أي ذكر لجماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة الإسلامية الأوسع في العالم العربي، والمحظورة من السلطات في الجارة
مصر.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، قوله في قطر: "تعطينا الوثيقة الفرصة لنتواصل مع العالم الخارجي"، وأضاف: "رسالتنا هي أن حركة حماس ليست حركة راديكالية، فنحن حركة براغماتية ومتحضرة، ولا نكره اليهود، لكننا نقاتل من يحتل أرضنا ويقتل شعبنا".
وتفيد الكاتبة بأن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل تحدث عن أهمية الحركة، وقدرتها على التجدد في مجال الوعي الأيديولوجي والأداء السياسي، كما هو الحال في مجال المقاومة والقتال.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل رفضت الموقف اللين من حركة حماس، حيث قال الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن حركة حماس تحاول "خداع العالم"، مشيرا إلى أنها غيرت لونها السياسي.
وتجد ماكينان أن التغير في توجه الحركة له علاقة بالاحتياجات الفلسطينية المحلية بقدر ما له علاقة بالموقف الدولي، وتنقل عن المحللة السياسية المقيمة في رام الله والمستشارة السابقة لرئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، ديانا بطوط، قولها: "هذا سيزيد الضغط على عباس، خاصة أن السلطة الوطنية زادت من الضغوط المالية والتجارية والضريبية على غزة".
وتضيف بطوط قائلة للصحيفة: "لكن عباس لن يستطيع وصف حركة حماس بالمتطرفة جدا على أنه مبرر لعدم المضي في عملية المصالحة بينها وبين السلطة الوطنية".
وتذهب الكاتبة إلى أنه "سواء كانت التعديلات الجديدة تمثل توجها جديدا، أو من أجل تحسين العلاقات مع السلطة أو مصر، التي فرضت حصارا شل الحياة في غزة منذ عام 2007، فإن هذا الموضوع يحتاج إلى إعادة نظر".
وتخلص ماكينان إلى القول إنه "رغم أن الميثاق الجديد يعد تحولا عن الميثاق المؤسس، خاصة أن الحركة لا تزال ترفض الاعتراف باتفاق أوسلو، وترفض نبذ العنف، فإنه من غير المحتمل أن يعيد المجتمع الدولي النظر في موقفه من الحركة، التي يتعامل معها على أنها حركة إرهابية".