تحدث قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن العملية الانتخابية التي جرت مؤخرا داخل حركته، والقيادة الجديدة التي أفرزتها تلك
الانتخابات وأهم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها.
وأعلن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس،
خالد مشعل، السبت، عن انتخاب حركته
إسماعيل هنية رئيسا جديدا لمكتبها السياسي؛ في الوقت الذي تواجه فيه الحركة التي تتبنى نهج المقاومة المسلحة لتحرير
فلسطين وخاضت ثلاثة حروب مع "إسرائيل"، العديد من الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح القيادي في
حركة حماس ومسؤول ملف العلاقات الخارجية، أسامة حمدان، أن "هناك ثلاث دلالات للعملية الانتخابية الداخلية؛ الأولى، أن المؤسسة راسخة في حركة حماس، وعليه فالعملية الشورية تسير بشكل سلس، رغم الكثير من الصعاب التي تعترض الحركة، والتحديات التي تواجهها".
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21": "أما الدلالة الثانية؛ فهي أن هناك تداولا حقيقيا للمسؤوليات على أساس شوري جدي وحقيقي وفعلي، ويجري انتخاب قيادة الحركة بمشاركة الإخوة جميعا، دون ما نشهده في أماكن أخرى".
وأما الدلالة الثالثة -بحسب حمدان- فهذه "التقاليد الراسخة داخل الحركة، والتي تشكل مكسبا ليس لحماس وحدها، وإنما مكسبا على الصعيد الوطني الفلسطيني"، مؤكدا أن "الذي اعتاد أن يدير أموره بهذه الطريقة الشورية العالية، ويجري تداول المسؤوليات دون أي ارتباكات؛ قادر على إدارة معادلة وطنية فلسطينية بشكل صحيح وسليم".
وحول الدرس المستفاد على المستوى الوطني الفلسطيني من هذه الانتخابات؛ قال حمدان: "يمكن الاستفادة من طريقة إجراء هذه الانتخابات وما أفرزته من نتائج؛ للتأكيد أنه ليس هناك روح استئثار لدى حماس".
القيادة الجديدة
ولفت حمدان إلى أن "أبو العبد (هنية) كان رئيسا للحركة، ومسؤولا أول عنها في قطاع غزة، وتولى من بعده الأسير المحرر يحيى السنوار قيادة غزة، واليوم الأخ أبو العبد يتولى قيادة الحركة الأولى"، كاشفا أنه "في مواقع عديدة حصلت تغيرات في المستوى القيادي، وتمت بشكل سلس".
وأشار إلى أن ما جرى خلال العملية الانتخابية "يعكس الروحية العامة لدى أبناء حماس، وهي روحية تتقبل هذا التغيير والتعامل مع كل الظروف والأحوال الوطنية، وتجعلها قادرة على إدارة حالة ديمقراطية داخل الوطن، في الوقت الذي فشل فيه آخرون في إدارة مثل هذه الحالة، أو لم يستطيعوا إدارتها".
وتابع: "هناك مسألة أخرى يمكن الاستفادة منها، وهي أن الحركة تفتح ذراعها للجميع، وتقول: هذه هي حماس، بوضوح وصراحة"، متمنيا أن "يأتي يوم بعد التحرير؛ نتمكن فيه من عقد مؤتمراتنا بشكل علني، ويرى الناس حقيقة وطبيعة ما يجري داخل الحركة بشكل واضح".
وأضاف أن "الحركة التي تواجه العديد من الصعاب والتحديات؛ تقدم اليوم تجربة للشعب الفلسطيني البطل، وحري بشعبنا كله أن يستفيد منها، وأن يتعامل معها بإيجابية، وأن يأخذ منها عبرة كبيرة".
تحديات متعددة
وحول أهم التحديات التي تواجه قيادة الحركة الجديدة المنتخبة؛ لفت حمدان إلى وجود "تحد داخلي أساسي لا بد أن تواجهه القيادة الجديدة، ولديها تراث مما قامت به القيادة السابقة للحركة والتي ضمت في صفوفها بعض القياديين الحاليين، فالأخ أبو العبد كان نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة الأخ أبو الوليد (مشعل)".
وأوضح أن "من أهم التحديات التي ستواصل القيادة الجديدة التعامل معها؛ إعادة اللحمة الوطنية، ولم الشمل الفلسطيني، على أسس واضحة وراسخة".
وشدد حمدان على أهمية العمل على "بناء مشروع وطني فلسطيني جامع، بعد انهيار عملية التسوية التي لم يعد هناك جدوى منها، وبعدما اتضح للجميع أن الكيان الصهيوني لن يقدم ما وعد به الفلسطينيون"، مؤكدا أن "الحل الوحيد هو مواجهة هذا الكيان المحتل باللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي لغة الضغط بالقوة".
وبين أن التحدي الأبرز هو "الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتطلب إدارة وتطوير المقاومة في مختلف الجوانب وتصعيدها، والعمل المستمر من أجل الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، وهم يخوضون إضرابهم عن الطعام لليوم الـ21 على التوالي بصمود وبطولة قل نظيرها".
ومن التحديات المهمة -بحسب مسؤول ملف العلاقات الخارجية في الحركة- التحدي الذي "يتعلق بشأن إدارة حماس لعلاقاتها السياسية، في إقليم متقلب ومتغير بشكل كبير ودراماتيكي في السنوات الماضية".
وأشار حمدان إلى "التحدي الأخير والأساسي، الذي يجب على الحركة أن تديره أو تتعامل معه، وهو البيئة الدولية التي ربما يوجد فيها اليوم قدر من التحريض، وخصوصا من قبل أمريكا"، مستدركا بالقول: "لكن لا بد أن لا ننسى أن هناك قدرا من التعاطف الأكثر وضوحا مع القضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة".