في لقاء رسمي هو الثالث حول
الغاز والفوسفات، بين مسؤولي
المغرب ونيجيريا، وقع ممثلو الدولتين اتفاقيتين اقتصاديتين؛ الأولى تتعلق بمشروع أنبوب الغاز بين الدولتين، والثانية حول التعاون في مجال المخصبات الزراعية (
الأسمدة).
وترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء الاثنين، توقيع اتفاقيتين بين المملكة ونيجيريا، في لقاء غاب عنه الرئيس النيجيري محمد بوخاري بسبب المرض.
وأطلق المغرب ونيجيريا رسميا دراسة جدوى مشروع لبناء أنبوب للغاز يربط بين البلدين عبر ساحل غرب أفريقيا على المحيط الأطلسي، ويقضي هذا الاتفاق بين الشركة الوطنية النيجيرية للنفط والمكتب الوطني المغربي للمحروقات والمناجم بدراسة جدوى المشروع خلال مهلة عام بإشراف لجنة تديرها الشركات الحكومية.
اقرأ أيضا: "أنبوب" غاز نيجيريا ـ المغرب يزعج موسكو ويغضب الجزائر
"مشروع" اتفاق
وحرص وزير الخارجية النيجيري جيفري أونييما، على التأكيد أن "الاتفاقية لا تهم فقط المغرب ونيجيريا، لذل يجب أن نتفق مع الدول الأخرى التي يمر منها الأنبوب ومن هنا ستتضح الرؤيا وتكلفة المشروع والوقت الذي سيستغرقه".
وأضاف جيفري أونييما، في حديثه للصحافيين بعد الاتفاقية، أن "المحادثات لا تزال جارية مع عدد من الدول التي من المتوقع أن يمر فيها الأنبوب وهناك دراسة نقوم بها لمعرفة وتوضيح حجم الاستثمار وإمكانات الدول التي سيمر منها الأنبوب".
وتابع بأن الأنبوب "سيمر على الأقل بست دول أفريقية أخرى وربما أكثر، هي غانا وتوجو وساحل العاج والسنغال وموريتانيا ثم المغرب".
وسجل أن "أفريقيا ستجني الكثير من وراء هذا الأنبوب أولها تطوير التبادل والتعاون الأفريقي-الأفريقي وكذلك خلق فرص شغل وتسهيل التبادل مع الأسواق الأوروبية".
غرب أفريقيا
واعتبر وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة أن "اليوم هو يوم مهم في التعاون جنوب-جنوب، ليس فقط بين المغرب ونيجيريا ولكن على مستوى القارة الأفريقية ككل من حيث طبيعة هذه المشاريع وحجمها، ومن حيث ثقة أفريقيا في هذه المشاريع".
وقدم ناصر بوريطة الخطوط العريضة لمشروع أنبوب نقل الغاز الذي سيربط
نيجيريا بالمغرب، من أجل تعاون مشترك مستدام، فاعل ومتضامن للقارة الإفريقية قائم على التعاون جنوب-جنوب.
وأضاف بوريطة أن "هذا المشروع الضخم، الذي سينجز من طرف الأفارقة ومن أجل الأفارقة، يشكل تجسيدا بليغا لدبلوماسية الفعل والقول، وتجليا آخر لرؤية الملك لإفريقيا متحكمة في مصيرها واثقة في مستقبلها".
وزاد أن "أنبوب نقل الغاز نيجيريا-المغرب سيكون له وقع إيجابي مباشر على أزيد من 300 مليون نسمة، مسجلا أنه سيتيح تسريع مشاريع كهربة منطقة
غرب إفريقيا برمتها، بما يؤسس لإحداث سوق إقليمي تنافسي للكهرباء".
وأكد أن "أنبوب نقل الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يشكل آلية فضلى لتحقيق الاندماج وأداة للتنمية الإقليمية، يعد مشروعا مستداما يأتي لتلبية الحاجة المتزايدة لأوروبا حيال تنويع مصادرها الطاقية".
الفوسفات والأسمدة
ووقع المكتب الشريف للفوسفات المغربي والجمعية النيجيرية لمنتجي وموزعي الأسمدة (فيبسان) اتفاقية "من أجل دعم إنتاج وتوزيع الأسمدة في نيجيريا".
ووقع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (المغرب) والشركة البترولية الوطنية النيجيرية (نيجيريا) مذكرة التفاهم المتعلقة بأنبوب الغاز.
وتحدث رئيس الجمعية النيجيرية لمنتجي ومزودي الأسمدة (فيبسان) طوماس إيتو، عن تعزيز التعاون بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفات والجمعية، مسجلا أن هذه الشراكة تتيح تبادلا حقيقيا للخبرات في مجال تطوير بنيات مزيج الأسمدة والتخزين والنقل.
واعتبر المدير العام للسلطة الاستثمارية النيجيرية، أوشي أورجي، أن "التعاون بين السلطة الاستثمارية النيجيرية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفات، سيهم استكشاف وتثمين مناجم الفوسفاط الموجودة بعدد من الولايات النيجيرية".
وسجل أن "نيجيريا ستستفيد من الخبرة المغربية في تطوير قطاع الفوسفات ببلاده".
من جهته أكد المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات، مصطفى التراب، أن "الشراكة المبرمة بين المغرب ونيجيريا تشكل نموذجا للتعاون جنوب-جنوب".
وتابع التراب بأن "هذه الشراكة تهم مجموع سلسلة القيمة الفلاحية، انطلاقا من بلورة صيغ للتسميد تتلاءم مع طبيعة التربة والزراعات النيجيرية، وصولا إلى توفر الأسمدة في السوق النيجيرية ووضع تدابير لمصاحبة الفلاحين المحليين (المختبرات التعليمية المتنقلة، أغريبوستر)".
وسيمكن هذا التعاون الذي يدخل مرحلته الثانية، من مضاعفة الإنتاج المحلي من الأسمدة، وذلك من خلال إحداث أرضية للمنتوجات الكيماوية الأساسية، ومن ثم، تأمين تزويد السوق النيجيرية بالأسمدة بأسعار تنافسية ودعم المسارات المحلية للتوزيع.
وكان المغرب ونيجيريا قد اتفقا في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي على مد أنبوب الغاز بين البلدين كمرحلة أولى ثم ربطه بأوروبا في أعقاب زيارة العاهل المغربي للبلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يمتلك أكبر احتياطيات من الغاز في القارة. وسيمر الأنبوب في بضع دول أفريقية قبل أن يصل إلى المغرب.
وحضر هذا الحفل الذي تميز بعرض شريطين مؤسساتيين يبرزان العائدات السوسيو-اقتصادية للمشروعين ومكاسبهما على المستويين الإقليمي والدولي، بالخصوص، كل من رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، ووفد نيجيري هام، وممثلو الدول أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)، وأعضاء الهيئة الدبلوماسية المعتمدة بالرباط، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات.