أثار حصول
إيفانكا ترامب على مبلغ 100 مليون دولار، من
السعودية والإمارات، لصالح صندوق تشرف عليه ابنة الرئيس الأمريكي، خلال القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، تساؤلات عن جهات توجيه أموال ذلك الصندوق (تحت التأسيس)، رغم الإعلان عن أن المنحة الجديدة تهدف لمساعدة سيدات الأعمال في الولايات المتحدة وخارجها.
وإيفانكا (35 عاما)، عارضة الأزياء السابقة ومستشارة أبيها، التي خطفت الكاميرات والتعليقات، ولفتت انتباه السعوديين والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غادرت الرياض بعدة مكاسب إلى جانب مئة مليون دولار.
وإثر وصول إيفانكا لقصر اليمامة بالرياض، أثار فستانها مواقع التواصل، وتسابقت الفتيات العربيات لشراء الفستان عبر متجر إلكتروني بسعر وصل 1490 دولارا، فيما نفدت مبيعات الموقع من الفستان خلال ساعة واحدة.
وفي أثناء زيارة إيفانكا إلى ألمانيا في نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت مبادرة لتأسيس صندوق خيري لدعم النساء، وتوسيع فرصهن التجارية في أمريكا والشرق الأوسط، على أن يقوم البنك الدولي بإدارة الصندوق، فيما تعهدت إيفانكا بجمع تبرعات للصندوق خلال زياراتها الخارجية.
وإثر الإعلان عن التبرعات السعودية والإماراتية لإيفانكا، أشارت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، الاثنين، إلى ما أسمته "نواحي القلق الأخلاقية حول تلك التبرعات"، في إشارة لمصادر توجيه وصرف أموال الصندوق.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقارير خلال حملة الانتخابات الرئاسية لترامب، كشفت استخدام دونالد ترامب أموال مؤسسته الخيرية لشراء أشياء لنفسه، أو للاستفادة منها في أحد أعماله الربحية.
يذكر أن تحقيقا لصحيفة "هآرتس" نشر قبل ثلاثة أشهر، كشف النقاب عن أن جاريد كوشنر زوج إيفانكا وعائلته تبرعا بملايين الدولارات لجمعيات يهودية تخطط لتدمير الأقصى، إلى جانب تقديم مساعدات سخية لمدرسة يديرها الحاخام إسحاك شابيرا، مؤلف المصنف الفقهي "شريعة الملك"، الذي تضمن "أدلة شرعية توجب قتل الرضع العرب؛ خشية أن يكبروا ويشكلوا تهديدا على إسرائيل".
المرأة العربية أولى
وترى سفيرة المرأة وعضو الهيئة العليا لشبكة إعلام المرأة العربية، نجوى عزيز، أن "المرأة العربية المشردة والمقهورة والجائعة وغير الآمنة كانت أولى بمثل تلك الأموال"، بحسب تعبيرها.
وأضافت لـ"عربي21": "كان من الأولى أن توجه هذه الملايين إلى مؤسسات تخدم المرأة العربية. ومن خلال عملي المجتمعي، أؤكد أن المرأة في مصر -على سبيل المثال- تحتاج إلى الدعم في المشروعات الصغيرة".
بكاء إيفانكا
وقال أستاذ التمويل والاقتصاد بجامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول، أشرف دوابة، إن منحة السعودية والإمارات لجمعية إيفانكا لا تخدم إلا الجمعيات والمؤسسات اليهودية، معتبرا أن تلك الأموال كانت تكفي لإنقاذ ملايين المحتاجين في بلادنا، على حد قوله.
وأضاف دوابة لـ"عربي21": "إيفانكا التي حملت معها 100 مليون دولار كانت تبكي بعد ساعات على حائط البراق في المسجد الأقصى مرتدية قبعة اليهود، ووقف ترامب على الجانب الآخر من الحائط يصلي ويده علي الحائط".
طفرة ترامب
ورأى عضو فريق التعاون الدولي بمؤسسة الرئاسة في عهد الرئيس محمد مرسي، أسامة فتحي، أن "المئة مليون دولار، هدية السعودية الإماراتية لإيفانكا، ستذهب إلى حيث ذهبت الأموال التي قبلها"، في إشارة للمنظمات والمدارس اليهودية، موضحا أن "السعودية هي الدولة الثانية في العالم (بعد الصين) التي تستثمر في أذون الخزانة الأمريكية، أي أنها ثاني أكبر دولة تمول أمريكا".
وقال فتحي، في حديث لـ"عربي21": "المفروض أن توجه هذه الأموال لتعمير بلاد المسلمين"، مذكرا بمشروع الجنرال الأمريكي جورج مارشال في أثناء الحرب العالمية الثانية، "الذي انتشل دول أوروبا من دمار ما بعد الحرب، وكان رأس مال المشروع أقل من نصف هذه الأموال"، كما قال.