أكد كاتب إسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، الذي أكد على "استئناف" البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، يخشى الانخراط في عملية
السلام، ويناور للتخلص من الضغط الداخلي والخارجي.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، حامي شيلو، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن نتنياهو، وخلال خطابه، الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الـ50 لحرب 1967، "لم يترك مكانا للشك؛ بأنه مع وجود اتفاق أو بدون اتفاق مع الفلسطينيين؛ ستستمر السيطرة الأمنية الإسرائيلية على منطقة غرب الأردن (الضفة الغربية المحتلة)".
ورأى شيلو، أن نتنياهو "لا يريد فقط أن يحصل سكان الكيان الفلسطيني المستقبلي على تصريح إسرائيلي للخروج أو الدخول إلى وطنهم، بل يريد أن يستمر الجيش الإسرائيلي في إقامة الحواجز والاعتقالات واقتحام منازل الفلسطينيين؛ لأهداف أمنية".
وفي المقابل، يريد أن "يستمر العالم في التعامل معه بشكل جدي كمن يطمح إلى سلام حقيقي، ويتوقع من الجميع الإعجاب به"، بحسب الكاتب الذي أشار إلى أن "نتنياهو يسعى لصياغة مواقف يرفضها معظم العالم، لكنها تطرب آذان الرأي العام الإسرائيلي، ومؤيديه الجمهوريين في الولايات المتحدة".
ولفت، إلى أن نتنياهو يدرك أن طلبه بقاء الجيش الإسرائيلي مسيطرا إلى الأبد، هو "طلب عبثي، مثلما يدرك أيضل أنه لا يوجد زعيم فلسطيني سيوقف دفع رواتب عائلات الأسرى، دون اعتباره خائنا".
اقرأ أيضا: شروط جديدة لنتنياهو حيال تسوية مع الفلسطينيين.. ما هي؟
وأكد شيلو، أن نتنياهو "يكره التحولات، ويخشى السلام أكثر من أي شيء آخر، فهو لم يفعل أي شيء من أجل الاتفاق، خلال السنوات الثماني من فترة حكمه الثانية"، معتبرا أن "جميع التصريحات والخطوات التي قام بها كانت مجرد مناورات تهدف إلى تخليصه من الضغط الداخلي والخارجي، حتى يمر الغضب".
نتنياهو فنان في الدعاية
ونبه الكاتب الإسرائيلي، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، "لا يرى في الفلسطينيين سوى أنهم إرهابيون ومحرضون، وبالتالي فهو لن يتوجه ليخطب قلوبهم ويقنعهم بالسلام، وإذا ما فعل هذا فسيكون من أجل الدعاية".
وقال: "نتنياهو لا يستمع للفلسطينيين، ويصمت كليا تجاه النظام العسكري المفروض (
الاحتلال) عليهم منذ نصف قرن"، حيث أكد من جديد على "استئناف" الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن، مؤكدا أن "الغريب في الأمر، أن الجمهور الإسرائيلي يعيش في وهم؛ بأنه لا يوجد احتلال وأننا على حق".
ونوه شيلو، إلى أن "نتنياهو فنان كبير في الدعاية والمراوحة في المكان، وهو يعرف كيف يمارس لعبة شد الحبل مع المجتمع الدولي، وينتظر تغير الظروف لصالحه، وانتخاب دونالد ترامب هو أوضح مثال على طول نفسه المفيد له".
ونبه الكاتب الإسرائيلي، إلى أن نتنياهو، لا يرى في الاتفاق مع الفلسطينيين، سوى أن "يعيشوا في كنتونات مغلقة تفتقد للتواصل، ويعملوا في التجارة والقمامة"، وفق قوله.
وخلال احتفال "إسرائيل" بذكرى حرب الأيام الستة عام 1967، قال نتنياهو في خطابه أمام "الكنيست" الإسرائيلي: "لي الشرف، بعد عشرات السنين، أن أكون أول رئيس وزراء يبني مستوطنة جديدة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
اقرأ أيضا: فيلت: لماذا غيّر نتنياهو لهجته بعد قمة الرياض؟
وطمأن نتنياهو المستوطنين في الضفة، بأنه "لن يخلع أحد من بيته (داخل مستوطنات الضفة)"، وقال: "لقد قررنا البناء في كل أرجاء يهودا والسامرة ونحن نبني في داخل
المستوطنات وخارجها".
وعملت "لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية الإسرائيلية" على ترجمة خطاب نتنياهو عمليا، فأعلنت عن إقامة أكثر من ألف وحدة سكنية استيطانية في الضفة، ويتوقع أن يصادق اليوم على مئات أخرى، بحسب "يديعوت".