تعلمنا في المدارس أن آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا خاصم فجر. قال ابني نريد تطبيق هذا القول على ما يجري اليوم ضد دولة
قطر.
(1)
قلت لابني: في تطبيق بعض ما أشرت إليه أعلاه، لقد تناولت وسائل الإعلام الموبوءة حديثا كاذبا نسبوه إلى سمو أمير البلاد حفظه الله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصدقوا تلك الأكذوبة وراحوا يرددونها في مقدمة كل نشرة أخبار على مدى أربعة أيام ليقنعوا أنفسهم والمواطن العربي والخليجي خاصة بصحة أقوالهم فهم هنا كذبوا وأمعنوا في كذبهم بهدف إلحاق الضرر بدولة قطر وقيادتها السياسية.
واكتشفوا عبر وسائل الاتصال الاجتماعي بأنه لم يصدقهم أحد من الشعب العربي في الخليج العربي الأمر الذي أدى بهم إلى الاستعانة بإصدار قوانين من جهات الاختصاص تكون رادعة لكل من يكذب روايتهم وتصل العقوبة إلى حد 15 سنة سجنا، وغرامة مالية تقدر 500 ألف من عملة الدولة التي يتبعها ذلك المواطن الذي لم يتعاطف مع أكاذيبهم.
أما الخيانة هنا فمجالها أعظم إذ إن الشعب ائتمنهم لإدارة شؤونه والمحافظة على ثروات البلاد دون تبذير أو إنفاقها من أجل خدمة ذاتية لدفع الناس إلى تصديق أكاذيبهم، وذلك تم عن طريق تشكيل جماعات في الداخل والخارج وإرسال مندوبين إلى عواصم الغرب وعقد مؤتمرات وندوات وبرامج متلفزة لإقناع الناس هناك بما يكذبون.
ولا شك يا بني بأنك تسمع وتشاهد معي وسائل الإعلام المرئية وتناول البعض من مروجي الفتن والأكاذيب أعراض أسر شريفة والمس بالذات السامية والقول بما ليس فيهم، وبما لا يقولون، ذلك العمل يطلق عليه في المصطلح "الفجور في الخصومة" لقد فجروا في خصومتهم لقطر وشعبها وقياداتها.
الكل يعلم بأن الاختلاف بين الدول أمر يحدث في كل المجتمعات الشرقية والغربية، والقول في علم السياسة بأنه "ليس هناك خصومة ولا صداقة دائمة بين الدول" فالسؤال المطروح أين ستضع تلك الجيوش المحتشدة خلف استديوهات التلفزة وجوه جنودها الكذابين والمنافقين عندما تنتهي تلك الأزمة بطريقة سلمية، كيف سيقابلون المجتمع بعد أن تجهد وسائل إعلام الأزمات بموجب أمرٍ سامٍ، وكيف سيواجهون مجتمعاتهم؟
(2)
وزير خارجية المملكة العربية
السعودية عادل الجبير، قام بزيارة سريعة إلى باريس وألمانيا ليزيد في عملية التحشيد ضد دولة قطر، وأمام المجتمع الأوروبي وقف يعدد المطلوب من دولة قطر وذكر فيما ذكر أن على قطر "وقف دعم حماس والإخوان المسلمين".
تعالوا نناقش دعم حماس: دعم حماس جاء بموجب قرار قمة عربية عقدت في الكويت نص على "إعادة إعمار غزة بعد الدمار الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية على القطاع، وكذلك نص القرار على دعم السلطة الفلسطينية ماليا" استجابة لذلك القرار قامت قطر بالعمل الفعلي لإعادة الإعمار في غزة، وإعادة إعمار البنية التحتية، رصف شوارع وتمديدات الصرف الصحي إلى جانب بناء مدارس وتأثيثها ومراكز صحية وتزويدها بالمعدات والآلات الطبية، وتدريب الأطباء في غزة والارتفاع بمستواهم الطبي.
هذه الأعمال ليست لحماس وإنما لأهل غزة كلهم دون تمييز، قطر كافلة 10.000 يتيم فلسطيني وتعول 88 ألف أسرة فلسطينية. قطر قدمت مساعدات لأهل غزة في مجال الكهرباء إما بالوقود الذي تحد من انسيابه إلى غزة سلطة رام الله أو بالمعدات التي انتهت صلاحيتها.
قطر تدفع مرتبات العاملين في القطاع المدني في غزة، لامتناع السلطة الفلسطينية عن دفعها. في مجال سلطة رام الله لا تستطيع سلطة محمود عباس إنكار ما تقدمه قطر لتمويل ميزانية السلطة كلما احتاج محمود عباس لذلك الدعم، وقدمت قطر دعما ماليا لسكان القدس العرب كي لا ينزحوا عنها.
وللتأكيد كل هذه المساعدات سواء لغزة أو رام الله فإنها تدفع عن طريق السلطة وليس مباشرة إلى الإدارة المدنية في غزة. والحق أن هذه الحملة على قطر تحت اتهامها بأن الأخيرة تمول حماس، الهدف من ذلك تشديد الحصار على أهلنا في قطاع غزة ليذعنوا لعباس وإسرائيل وعسكر القاهرة.
أذكّر قادة مجلس التعاون الخليجي الذين يفرضون حصارا ظالما على أهلهم وإخوانهم في قطر بأنهم يتهمون حماس (أتباع المذهب الشافعي) بأنهم تحت الهيمنة الإيرانية منذ عام 1995، لنفترض ذلك -وهي تهمة لا أساس لها من الصحة- الآن حماس بين يديكم يا عرب ومعكم في كل مصائبكم فلماذا تصرون على ألا يبقى أحد منهم في قطر، أين يذهبون لا مجال أمامهم إلا إيران التي ستستقبلهم بشماتة بأن العرب لم يتحملوا وجودكم بينهم. وسوف يستغلون من قبل الإيرانيين.
إنهم في قطر لا يمارسون أي أعمال عسكرية إنهم في قطر لاجئون سياسيون مثلهم مثل زين العابدين في السعودية والجنرال أحمد شفيق في أبوظبي ومحمد دحلان مع بعد الشبه بينهم فالأولون مطلوبون من حكومات بلادهم وحماس مطلوب رأسها من إسرائيل. تعالوا نتعاون من أجل حمايتهم من الأعداء وكي لا يرتموا في أحضان غيركم.
أما
الإخوان المسلمين فليس لهم تنظيم سياسي أو عسكري في قطر وليس لهم وسائل إعلام وكذلك لا يمارسون أي عمل ضد دول مجلس التعاون، والحديث عن الشيخ القرضاوي فهو قطري من خمسين عاما من أصول مصرية فلا يطلب من قطر أن ترحل مواطنيها رضاء للآخرين، وإلى جانب أنه يبلغ من العمر91 عاما فلماذا هذا التعسف من دول دينها الإسلام والإسلام يقول "رحماء بينكم".
(3)
والحق أن العداء لدولة قطر ونظامها السياسي من قبل بعض دول التعاون هو حقد وعقاب على دورها السياسي الفعال وتنامي دورها على المستوى الدولي، قطر قدمت لإقرار السلام في الشرق ما لم تقدمه دول عربية أخرى فهي حققت مصالحة وطنية بين اللبنانيين، وإعادة إعمار جنوب لبنان بعد الحرب الإسرائيلية عليه.
وأجرت مصالحة في السودان وانتهت الحروب هناك وحل السلام في ربوع السودان، ومصالحات أخرى في شمال إفريقيا وبنفوذها الأخلاقي والإنساني حررت جنودا أمريكيين من قبضة طالبان بموجب طلب أمريكي إبان حكم أوباما ومقابل ذلك أطلقت أمريكا بعض معتقلي طالبان من سجن جونتنامو الشهير. ولن أتحدث عن جهودها الإنسانية في سوريا ولبنان لضيق المجال في هذه الزاوية.
آخر القول: لقد تحدثت كثيرا في مقالات سابقة عن النميمة السياسية وحذرت منها، وتصديقا لقولي هذا هو الرئيس الأمريكي ترامب يقول في كل مناسبة "إنهم قالوا له في الخليج إن قطر تمول الإرهاب" لكنهم لا يستطيعون تقديم دليل مادي واحد على اتهامهم قطر بتمويل الإرهاب.
(عن صحيفة الشرق القطرية)