حذر
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى من أن ما تعرفه منطقة الريف من احتجاجات قد يؤثر على استقرار
المغرب، في حال لم يتم الاستجابة لمطالب سكان المنطقة.
وانتقد تقرير المعهد الذي أعدته خبيرة السياسة والدين في شمال أفريقيا، سارة فوير، تعامل الحكومة مع الحراك الذي اعتبره "عنيفا"، وذلك بعدما وصفت أحزاب الأغلبية المحتجين بـ"الانفصاليين" ما استفز سكان إقليم
الحسيمة وصعد من وتيرة الاحتجاجات.
ولفت التقرير إلى أنه منذ "اضطرابات عام 2011، تمكن المغرب من تجنب التطرف العنيف والاستبدادية الرجعية اللذين يجتاحان جزءا كبيرا من العالم العربي، وذلك من خلال مجموعة من التحركات الاستباقية من قبل القصر بشكلٍ أساسي، والإصلاحات الدستورية التي وسعت نطاق السلطة التشريعية المنتخبة، والجهود الرامية إلى تفويض السلطة من الرباط إلى [السلطات] المحلية، ورغبة واسعة النطاق إلى تجنب الفوضى التي شهدتها بلدان أخرى".
وأوضح أنه "إذا كانت الصفقة المغربية الضمنية قد شملت مواطنين اختاروا الاستقرار مقابل تحسينات بطيئة ولكن قابلة للإثبات في الفرص الاقتصادية وتوفير الخدمات الأساسية، فإن الاضطرابات الأخيرة تشير إلى تزايد الاعتقاد بأن الحكومة لم تقم بدورها في تلك الصفقة".
ولم يصدر القصر حتى الآن بيانا رسميا حول التطورات الأخيرة بالمنطقة.
وأكد تقرير المعهد الأمريكي أن التدخل المباشر للملك قد يكون كافيا لإعادة إرساء الهدوء وإيجاد آلية لمعالجة مطالب المتظاهرين، إلا أنه، حذر من أن خطر استمرار الصراع مازال قائماً.
ودعا المعهد المسؤولين الأمريكيين إلى استمرار الدعم والاهتمام بالعلاقات الثنائية مع المغرب، منتقدا في الوقت ذاته إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تعاملها مع حليفها العربي، وقال: "يتعين على إدارة ترامب أن تعيد النظر في الرسالة الرمزية السلبية لاقتراحها بخفض المساعدات الإنمائية بنسبة 33 في المائة (من 15 مليون دولار إلى 10 ملايين دولار) في وقت يتسم بالتوتر الشديد وضبابية الرؤية".
وشدد على أن واشنطن ينبغي أن تستفيد من "علاقاتها المحسنة مؤخراً مع دول «مجلس التعاون الخليجي»، وأن تشجعها على متابعة حزمة المساعدات البالغة 5 مليارات دولار أمريكي التي قدمتها للمغرب بين عامي 2012 و2017 مع التزام جديد سخي مماثل".
كما طالب المعهد "المسؤولين في
الولايات المتحدة بأن يظهروا بوضوح، وبهدوء، أنهم مستعدون لمساعدة الرباط في تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها".
ولا تزال الاحتجاجات متواصلة بعدد من مدن وقرى محافظة الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرق المغرب، منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للمطالبة بالتنمية و"رفع التهميش" وذلك إثر وفاة تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه.
وشهدت العاصمة الرباط، أمس الأحد، مسيرة حاشدة حضرها مئات الآلاف من المغاربة طالبوا خلالها بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلو الحراك، ودعوا إلى رفع "الحكرة" والتهميش عن إقليم الحسيمة كما باقي المدن المغربية.
اقرأ أيضا: مئات الآلاف من المغاربة يحتجون تضامنا مع حراك الريف (شاهد)