طالب رئيس جهة طنجة تطوان
الحسيمة (شمال
المغرب) ورئيس حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، باعتقال وزراء في
الحكومة السابقة والحالية، محملا رئيس الحكومة السابق مسؤولية اندلاع
حراك الريف.
هجوم إلياس العماري الذي كان يتحدث في برنامج تلفزيوني على القناة الرسمية الأولى المغربية، على الحكومتين السابق والحالي، دفعت وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان في حكومة العثماني إلى انسحابه من
المناظرة الوطنية حول منطقة الريف.
مقاطعة الندوة
أعرب وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، عن "الأسف الشديد للخروج الإعلامي المدبر لإلياس العماري لم يكن موفقا".
ودعا إلياس العماري رئيس جهة الشمال إلى عقد مناظرة وطنية لمناقشة أحداث الريف، بعد أن وصلت الاحتجاجات شهرها الثامن، وتطورت إلى اعتقالات ومحاكمات في صفوف بتهم تهديد الأمن والسلامة للبلد.
وتابع المصطفى الرميد، في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لقد اختار إلياس العماري الخروج قبل يومين من تاريخ المناظرة التي دعا إليها جميع الفرقاء حول الحيسمة وقد كان عليه أن لا يستبق أشغال المناظرة التي قررها دون تشاور مع أحد، كان عليه أن يؤجل خروجه الإعلامي إلى ما بعد المناظرة ليقدم نتائجها للناس".
وأضاف الوزير: "وإذا كان لابد من الحديث العام قبل ذلك فليكن حديثا يمهد للمناظرة ويشجع على حضوها باعتبارها ستكون منبرا للنقاش البناء المثمر، الذي يقدم ولا يؤخر يصلح ولا يفسد".
وزاد: "أما وأن صاحبنا قرر أن يحسم النقاش قبل أن يبدأ في مناظرته ويتهم الحكومة وكافة المؤسسات بكل النعوت التي أمكن له إطلاقها ويقوم بتبخيس كل شيء في محاولة يائسة لرد الاعتبار لشخصه وحزبه ولو على حساب كل شيء، فإني أتساءل ما الجدوى من حضور مناظرته؟".
وأفاد الرميد: "لذلك فإني من بعيد أقول لك السي إلياس.. بعد الذي سمعت منك في برنامج ضيف الأولى سجلني غائبا عن مناظرتك ليوم الجمعة 16 حزيران/يونيو، وإلى اللقاء في مناظرة أخرى تحسن التحضير لها على الأقل باحترام ضيوفك الذين استدعيتهم وأنا واحد منهم بأن تحتفظ لنفسك بما تريد أن تقوله إلى غاية انعقادها وتواجههم بشكل مباشر".
وسجل الوزير: "وتكون لهم فرصة الرد وليقف الجميع على الحقيقة، حقيقة مآل المشاريع المبرمجة وحقيقة أوجه التقصير في الإنجاز وحقيقة المسؤولين عن كل تأخير".
وختم تدوينته: "أما القصف العشوائي للجميع وبكافة الاتهامات التي تتوعد عليها من تريد أن تناظرهم بالسجن فإنه يحسنه كل ضعيف ولا حاجة بعده لأي مناظرة".
الهجوم الشامل
هاجم إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، وخلفه سعد الدين العثماني، وأطلق النار على جميع المتدخلين الرسميين في قضية حراك الريف.
وخصص إلياس العماري، جزءا من هجومه على الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، عبد الإله بن كيران، عندما قال: "ابن كيران تكلم كثيرا وجلب المصيبة والعثماني سكت وسط المصيبة"، ولقد طلبت من رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، إصدار بلاغ بخصوص قضية عسكرة الريف، لكنه تجاهل طلبي".
وأضاف العماري محملا المسؤولية فيما يجري في الريف إلى الحكومتين السابقة والحالية: "الحكومة السابقة التي كان يترأسها عبد الإله بن كيران عاقبت إقليم الحسيمة، والحكومة الحالية لم نرها".
وقال العماري، إن "المحتجين يقولون لا نريد الجهة، ولما طالبنا الحوار رفضوا، فالحكومة هي التي يجب أن تحاورهم".
طالب العماري بضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن احتقان منطقة الريف، بمن فيهم هو، عبر القضاء، بعد أن حمل المسؤولين الحكوميين مسؤولية وصول المنطقة على الاحتقان.
وتابع قائلا: "من كره المغاربة في السياسة هي مهزلة 99 في المائة"، وخاطب ساكنة الحسيمة بالقول: "خصنا نفوتوا الفرصة على لي مكايبغيش ديك المنطقة".
واعتبر أن وصف نشطاء الحراك للأحزاب السياسية بالدكاكين السياسية "ليس بجديد وأن الأحزاب السياسية قتلت في ستينات" القرن الماضي.
ولم يسلم الإعلام الرسمي، من هجوم إلياس العماري لأنه لعب دورا سلبيا في الاحتجاجات التي شهدتها مدن الريف، كما ترك الفراغ لآخرين يقومون بأعمال أخرى، فمن له مصلحة في استمرار الاحتجاجات؟
وتعيش مدينة الحسيمة والمناطق المحيطة على موجة احتجاجات منذ مقتل بائع السمك محسن فكري، تطورت إلى حملة أمنية واعتقالات طالت عشرات من أبناء والمنطقة، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي قائد ورمز الحراك.