يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون الأربعاء 14 حزيران/يونيو الجاري إلى العاصمة
المغربية الرباط برفقة زوجته في زيارة تستغرق يومين، في أول زيارة له لمنطقة المغرب العربي.
وأعلن قصر الإليزيه أن جدول أعمال الزيارة سيتضمن
الأزمة الخليجية ومكافحة الإرهاب والنزاع الليبي، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.
ويسود اعتقاد واسع على أن قمة رئيسي الدولتين ستناقش
حراك الريف، خاصة بعد اتهام "مراسلون بلا حدود" للسلطات المغربية بعرقلة عمل قناة "فرنسا24"، بسبب تغطيتها لحراك الريف، ودعوة 25 جمعية لماكرون ببحث موضوع حراك الريف مع ملك المغرب.
مراسلون بلاحدود
طالبت منظمة مراسلون بلا حدود، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتطرق لموضوع "الحواجز المفروضة" على الصحفيين الفرنسيين الراغبين في تغطية أخبار المغرب، ساعات قبل زيارته الأولى إلى الرباط.
ونددت المنظمة التي تعنى بحرية الصحافة، بـ"توقيف خدمات "فرانس24" باللغة العربية في المغرب"، متحدثة عن أن مقدم خدمات القناة تلقى اتصالا من الوزارة يأمره بإيقاف أي نشاط للقسم العربي في التراب المغربي، بمبرر عدم التوفر على التراخيص الضرورية للبث، ثلاثة أيام بعد توقيف السلطات لتصوير برنامج "حديث العواصم"، في حلقة حول احتجاجات الريف.
ونقلت المنظمة عن مصادرها، في بلاغ صادر مساء يوم الثلاثاء، أن هذه الإجراءات تعد مبررا لإيقاف القناة، بما أن السلطات تنتقدها "لتغطيتها غير المتوازنة لاحتجاجات الريف وغياب الحيادية في أخبارها وبرامجها عن المغرب"، ونددت المنظمة بهذا "الإيقاف الذي يوحي أن الصحافة الأجنبية تعيش أوقاتا صعبة في المغرب".
ودعت ياسمينة كاشا ممثلة منظمة "مراسلون بلا حدود" في منطقة المغرب العربي، المغرب إلى أن يوضح في أقرب الآجال المساطر والإجراءات الخاصة بمنح ورفض رخص التصوير.
وقال مدير تحرير "فرانس24"، مارك صيقلي، لـ "مراسلون بلا حدود": "لا نفهم هذا التوتر بخصوص قناتنا التي تبقى مستقلة وغير حكومية. القول بأننا غير محايدين في تغطية حراك الريف، رغم إعطائنا الكلمة في أكثر من مرة لممثلين عن الحكومة أمر جد مفاجئ".
وتابع أن "القناة ستقوم بالإجراءات الإدارية الضرورية حتى لا تؤدي ثمن أن تكون القناة الدولية الأولى بالمغرب".
حراك الريف
ووجهت 25 جمعية في
فرنسا ودولة المغرب رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل التنديد بالحملة ضد المتظاهرين في الريف.
وقالت الرسالة، التي نشرت الإثين، "إن زيارتك المقبلة إلى المغرب يمكن أن تشكل فرصة للإعراب لأعلى سلطات هذه الدولة عن القلق حيال المساس بالحريات الأساسية".
زيارة بدون وزراء
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) أن الرئيس ماكرون، الذي يصل بدون مرافقة وزراء من حكومته في إطار زيارة وصفت بـ"العائلية"، أول لقاء مع الملك
محمد السادس، في زيارة سيتم التطرق خلالها إلى التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وأزمة الخليج.
وأضافت أن الرئيس ماكرون يصل رفقة زوجته بريجيت إلى مطار الرباط حيث سيكون الملك المغربي في استقباله على أن يعقدا لاحقا لقاء ثنائيا ثم مع المستشارين.
ويشارك ماكرون وزوجته في إفطار رمضاني يقيمه الملك محمد السادس على شرفهما في قصره في دار السلام قبل أن يغادرا صباح اليوم التالي للعودة إلى باريس.
الخليج وليبيا
وقال الإليزيه إن الأزمة في الخليج التي يرغب كل منهما في توحيد جهودهما للوساطة، ستكون على جدول مباحثات ماكرون مع الملك المغربي".
وأعلن قصر الإليزيه أن "الرئيس ماكرون تحدث مع كل قادة دول المنطقة ودعا إلى التهدئة. هذه الجهود يمكن أن تنضم إلى دور الوساطة الذي يريد المغرب القيام به، فالرئيس والملك محمد السادس يريدان تنسيق تحركاتهما لكي تكون فعالة بأكبر قدر ممكن".
وكانت الرباط قد أعلنت قيامها بالوساطة بين دول الخليج، وأرسلت طائرات محملة بالأغذية إلى قطر، وأرسلت وزير الخارجية في زيارة إلى المنطقة.
وسيبحث الطرفان أيضا مسألة ليبيا. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "المغرب يقوم بمتابعة الوضع بشكل حثيث، حيث نريد دفع جهودنا الدبلوماسية قدما في الأشهر المقبلة". وستشمل المحادثات أيضا مكافحة التطرف والإرهاب وكذلك الوضع في منطقة الساحل.
وتعد هذه هي الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إلى منطقة المغرب العربي، والثانية إلى أفريقيا منذ تنصيبه في مهامه. وخلال حملته الانتخابية زار ماكرون الجزائر التي سيعود إليها بصفته رئيسا في الأسابيع المقبلة.