أفادت مصادر ميدانية لـ"
عربي21"، أن الولايات المتحدة بدأت في بناء قاعدة عسكرية في مدينة الطبقة، غرب
الرقة السورية.
وبحسب المعلومات، فقد قامت واشنطن مؤخرا بإنشاء مركز قيادة لقواتها العسكرية في المنطقة، وتشييد أبنية سكنية لجنودها في منطقة الإسكان العسكري ومباني الأمن العسكري والجنائي في الحي الثالث في المدينة.
ويقول الصحفي الكردي السوري، مصطفى عبدي، لـ"
عربي21"، إن لموقع مدينة الطبقة الاستراتيجي دورا في زيادة اهتمام الولايات المتحدة بها، "فهي خط جبهة متقدم، ونقطة ربط بين محافظة الرقة وحلب وريفيهما، إضافة إلى وجود سد الفرات ومطار الطبقة العسكري، والذي هو أكبر المطارات العسكرية في
سوريا".
وأوضح أن قوات النظام ومليشياته "باتت تشكل تهديدا على مدينة الطبقة، والتي تعتبر منطقة نفوذ أمريكية، حيث أصبحت مركز قيادة لإدارة العمليات العسكرية باتجاه مدينة الرقة وإطلاق حملة تحريرها الجارية حاليا"، كما قال.
ويرى عبدي في الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة أنها محاولة "استباقية" من أجل إعادة ترتيب أوراق هذه المنطقة، خاصة بعد المكاسب التي حققتها قوات النظام، والتي باتت قادرة على الوصول إلى الرقة من الجهة الشمالية، خاصة مع الضغوط التي تمارسها روسيا للمشاركة في معركة الرقة.
واستطرد عبدي قائلا: "الولايات المتحدة تسعى لأن تكون طرفا فاعلا في معركة دير الزور لمنع إيران من تحقيق أي ترابط مستقبلي في سوريا والعراق، وهو صراع بدأت ملامحه تتكشف أكثر، لا سيما بعد إسقاط التحالف طائرة تابعة للنظام السوري، ودخول إيران على الخط من خلال إطلاق صواريخ عابرة باتجاه دير الزور".
بدوره، قال الأمين العام لحزب التضامن السوري، عماد الدين الخطيب، إن الولايات المتحدة تحاول إقامة عدة
قواعد في سوريا، بهدف إعادة التوازن في المنطقة بمواجهة روسيا التي سبقتها بإنشاء قواعد في سوريا.
واستبعد الخطيب في حديثه مع "
عربي21"؛ أن يكون الهدف من إنشاء القاعدة العسكرية في الطبقة من أجل التخلي عن قاعدة انجرليك التركية بعد فتور العلاقة مع تركيا، "لأن القاعدة موجودة بحكم أن تركيا عضو مهم في حلف الناتو، لذلك لا يمكن السماح أو القبول بانسحاب تركيا من الحلف لأن ذلك سيكون لصالح روسيا".
ويعتقد الخطيب أن الوجود الأمريكي في المنطقة هو مرحلي للضغط على روسيا للتوجه باتجاه حل سياسي في سوريا، "ولا يمكن لهذا الوجود أن يكون طويل الأجل، لا سيما بعد انتهاء الصراع في سوريا؛ لأن ذلك يعتبر احتلالا ولن تكون المنطقة بأمان"، وفق تقديره.
يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، كانت قد سيطرت على مدينة الطبقة من يد تنظيم الدولة، في 10 أيار/ مايو الماضي، بدعم جوي ولوجستي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.