لقي قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "
اليونسكو" إدراج المدينة القديمة في
الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة
التراث العالمي المهدد بالخطر، ترحيبا فلسطينيا واسعا، الجمعة.
فقد أعلنت اليونسكو
البلدة القديمة في الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقعا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية".
وحاول إسرائليون أن يقللوا من أهمية القرار، مثل سفير
إسرائيل لدى اليونيسكو، كارميل شاما هاكوهين، الذي قال الجمعة إن أعمال سمكرة منزله أهم من القرار، إلا أن الغضب في الأوساط الحكومية الإسرائيلية يعكس أهمية الأمر، إذ اعتبرت الحكومة الإسرائيلية القرار بأنه "وصمة عار"، وشنت هجوما لاذعا على منظمة اليونسكو.
اقرأ أيضا: اليونسكو تدرج الخليل ضمن "التراث العالمي".. والاحتلال يندد
وبحسب ما رصدته "
عربي21"، فإن أهمية القرار بالنسبة للفلسطينيين كما يأتي:
دعم وقف محاولات إغلاق سوق البلدة القديمة
يحاول الاحتلال الإسرائيلي غلق معظم سوق البلدة القديمة، ويرى الفلسطينيون بقرار اليونسكو أملا في وقف هذه الاعتدءات الإسرائيلية في الخليل.
وسبق أن دمر الاحتلال بشكل كامل سوق الخضار القديم وأسواقا أخرى، وأقام مكانها عددا من الأبنية التي يقطنها المستوطنون، وهو يسيطر على أغلب أسواق البلدة القديمة، حيث نصب على جدرانها الأسلاك الشائكة، ودمر معالمها التاريخية التي غابت بين المواقع والنقاط العسكرية المنتشرة في شوارع وأزقة البلدة القديمة في الخليل.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، جريس قمصية، لـ"
عربي21"، إنه من المتوقع أن تقوم اليونسكو بواجبها بحماية هذا الموقع، باعتباره صار مسجلا في لائحة التراث العالمي، ويجب حمايته، وضمان عدم تدميره وتغيير ملامحه الطبيعية وديموغرافيته، وبقائه موقعا للتراث العالمي.
دعم من المستوى الدولي للبلدة القديمة
وأوضح جريس أن قرار اليونسكو يمثل دعما من المستوى الدولي، ويفترض به أن يساهم في حماية البلدة القديمة في الخليل، ويساعد على عملية ترميمها، والحفاظ عليها، وضمان الحماية الدولية لها، من خلال وجودها على قائمة التراث العالمي.
ولفت إلى أن هذا القرار يأتي دعما للوجود الإنساني في مدينة الخليل منذ أكثر من 6 آلاف عام، ودعما لمدينة الخليل كمدينة فلسطينية.
وفي تصريحات مشابهة، أكدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، في تصريحات صحفية، الجمعة، أن القرار "سيوقف الانتهاكات الإسرائيلية للبلدة القديمة في الخليل".
وقالت: "نحن سعداء جدا بإدراج البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي، الذي يعني لنا بأن المنطقة باتت منذ اليوم تحت مسؤولية اليونسكو".
وأضافت: "سنكون على تواصل منذ الآن مع اليونسكو، من خلال تقارير منتظمة، ونتمنى أن يسهم هذا الأمر في وقف الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة".
تشجيع السياحة
وقال جريس لـ"
عربي21"، إن قرار اليونسكو يساعد في تسليط مزيد من الضوء على هذه المدينة موقعا سياحيا والعمل على استقطاب مزيد من السياح لزيارة فلسطين بشكل عام، وزيارة الخليل بشكل خاص.
وأكد أن الوزارة ستعمل على بذل كامل الجهود لاستقطاب مزيد من السياح لزيارة الخليل.
فشل وسقوط مدو لإسرائيل
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، أن "هذا التصويت يعد نجاحا لمعركة خاضتها فلسطين على الجبهات كافة، في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية على الدول الأعضاء، وفشلا وسقوطا مدويا لإسرائيل".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيانه: "على الرغم من الحملة الإسرائيلية المحمومة، وإشاعة الأكاذيب، وتشويه وتزييف الحقائق حول الحق الفلسطيني، إلا أن العالم أقر بحقنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة الفلسطينية".
دحض للادعاءات الإسرائيلية حول الحرم الإبراهيمي
ورحبت الحكومة الفلسطينية بالقرار، واعتبرت أنه "يدحض بوجه قاطع الادعاءات الإسرائيلية كافة المطالبة بضم الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي"، وأنه "يؤكد على هوية الخليل الفلسطينية"، بحسب المتحدث باسم الحكومة طارق رشماوي.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية، ومن ضمنها الخليل عام منذ 1967، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي مطلقا.
وفي السنوات التي تلت هذا التاريخ، انتقلت مجموعة صغيرة من المستوطنين اليهود إلى المدينة، وأقاموا قرب موقع يحظى بأهمية استراتيجية، ويحرسهم مئات الجنود الإسرائيليين.
وتعتبر الأمم المتحدة جميع المستوطنات غير شرعية، إلا أن إسرائيل تزعم أن تاريخ اليهود في المدينة يعود إلى آلاف السنين، وهو الأمر الذي لا تعترف به اليونسكو من خلال قرارها الجديد، ما يعني عدم اعتراف دولي بمزاعم الإسرائيليين.
الجدير بالذكر، أنه في عام 1994، فتح الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين النار على المسلمين أثناء صلاتهم في الحرم الإبراهيمي، ما أدى إلى مقتل 29 فلسطينيا، في مجزرة شهيرة.
والحرم الإبراهيمي مقسم حاليا إلى جزئين، حيث يصلي المسلمون في جامع إبراهيم بينما يصلي اليهود في موقع آخر.