في خطوة تصعيدية مفاجئة، أوعزت رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله للبنوك بالضفة الغربية وغزة بمنع تحويل أية مخصصات مالية ذاهبة للبنوك المصرية لقاء الوقود المصري الذي بدأ بالتدفق لتشغيل محطة كهرباء قطاع غزة الوحيدة.
وقالت سلطة الطاقة في القطاع اليوم السبت إن السلطة الفلسطينية منعتها من إرسال تحويلات مالية من البنوك الفلسطينية لشراء الوقود من مصر لمحطة توليد الكهرباء في غزة.
وأشارت سلطة الطاقة في بيان إلى "توقف مولدين في محطة الكهرباء بسبب قيام سلطة النقد الفلسطينية برام الله بوقف كل التحويلات المالية عبر البنوك الفلسطينية إلى مصر لشراء الوقود مما أدى إلى توقف وصول الوقود منذ يومين من مصر الشقيقة".
وتتولى سلطة الطاقة شراء الوقود المصري لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، إلا أن التحويلات المالية لدفع ثمن هذا الوقود تمر عبر مصارف فلسطينية تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
وتابع أنه "يجري حاليا العمل على تحويل الأموال بطرق بديلة واستئناف توريد الوقود وإعادة تشغيل المحطة"، محملا "سلطة النقد والحكومة برام الله كامل المسؤولية عن تأزم وضع الكهرباء في غزة".
وردا على ذلك، اكتفى طارق رشماوي المتحدث باسم حكومة رامي الحمد الله في رام الله بالتعليق لوكالة "فرانس برس" بأن "السبب الرئيسي في تفاقم الأوضاع في غزة هو
حركة حماس بسبب عدم استجابتها لمبادرة الرئيس
محمود عباس ورؤيته لإنهاء
الانقسام"، دون تأكيد أو نفي اتهام حماس.
من جانبها قالت شركة توزيع الكهرباء في غزة في بيان إن "محطة توليد الكهرباء تعمل بمولد واحد فقط، بقدرة 23 ميغاوات".
كما أشارت إلى أن "احتياج القطاع في ظل ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 500 ميغاوات، بينما مصادر الطاقة المتوفرة حاليا هي 93 ميغاوات؛ 70 ميغاوات من الخطوط الإسرائيلية و23 ميغاوات من شركة الكهرباء".
وسمحت السلطات المصرية مؤخرا بإدخال وقود صناعي إلى غزة عبر معبر
رفح فأمكن إعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع التي كانت متوقفة منذ أبريل/نيسان.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستخفض إمدادات الكهرباء إلى القطاع بمعدل 45 دقيقة يوميا، بينما يحصل سكان القطاع يوميا على ثلاث أو أربع ساعات من التيار الكهربائي في أفضل الأحوال.
وأشارت إسرائيل إلى أن هذا يأتي لرفض السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تسديد ثمن الكهرباء المقدمة إلى غزة.
وجاء إدخال الوقود المصري إلى القطاع ضمن تفاهمات بين حماس ومصر بعد أن التقى وفد قيادي وأمني برئاسة يحيى السنوار قائد حماس في القطاع مدير المخابرات المصرية قبل عدة أسابيع خلال زيارة للقاهرة استمرت تسعة أيام، وتوصلا إلى تفاهمات حول الأوضاع المعيشية والإنسانية والأمنية والحدود.
وشهد قطاع غزة ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007.