لليوم الثاني على التوالي، تفرض قوات
الاحتلال الإسرائيلي طوقا وحصارا أمنيا مشددا على مدينة
القدس المحتلة، وتفرض إغلاقا كاملا على المسجد
الأقصى المبارك.
محزن للغاية
واستشهد صباح الجمعة؛ ثلاثة شبان
فلسطينيين من فلسطين المحتلة عام 1948، وقتل جنديان إسرائيليان، وذلك في اشتباك مسلح وقع قرب باب الأسباط المؤدي للمسجد الأقصى المبارك.
وانتهزت الحكومة الإسرائيلية ما حدث بالقدس، لتقوم بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة فيه، للمرة الأولى منذ عام 1969، وهو ما تسبب بحالة غليان كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح مدير شؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، أن سلطات الاحتلال في هذه الأثناء "تستبيح المسجد الأقصى وكافة مرافقه بعيدا عن أعين موظفي الأوقاف"، مؤكدا أن ما يجري داخل الأقصى "أمر محزن للغاية".
اقرأ أيضا: علماء المسلمين: إغلاق الأقصى حدث إجرامي وخطير
وأكد لـ"
عربي21"، أن "قوات الاحتلال المقتحمة للأقصى تعمل على تفتيش كافة المرافق والغرف والمكاتب، وتقوم بكسر الأقفال التي لا يوجد لها مفتاح"، لافتا إلى أن الاحتلال "سمح فقط لثلاثة موظفين من الأوقاف بالدخول اليوم للأقصى، من أجل تسهيل مهمة التفتيش لديهم".
ونوه الكسواني، إلى أن الاحتلال بعدما يقوم هؤلاء الموظفون الثلاثة بفتح الأبواب لهم، يتم حجزهم في أحد الغرف ويمنعونهم من الاطلاع على عملية التفتيش"، موضحا أن الأوقاف "لا تعرف ماذا تفعل قوات الاحتلال داخل مرافق الأقصى أثناء عملية التفتيش الواسعة التي تجري في كافة مرافق المسجد الأقصى".
جنود وضباط
وحذر مدير شؤون المسجد الأقصى، من "خطورة ونية الاحتلال المبيته لما تقوم به قواته داخل الأقصى بعيدا عن إشراف ومتابعة دائرة الأوقاف الإسلامية"، منوها إلى أن "سلطات الاحتلال تسعى لفرض واقع جديد داخل الأقصى".
وتسود تخوفات كبيرة من قيام سلطات الاحتلال بـ"مصادرة أو سرقة" بعض المقتنيات الأثرية والتاريخية الثمينة التي يحتفظ بها داخل المسجد الأقصى وخاصة في المتحف أو المكتبة التي تحتوي على الكثير من الوثائق والمخطوطات الأثرية النادرة.
وأوضح الناشط المقدسي شريف عمرو، أن الوضع في مدينة القدس المحتلة، "صعب للغاية، فقد تحولت القدس إلى ثكنة عسكرية لسلطات الاحتلال، يجوب فيها جنوده وضباط مخابراته ووحداته الخاصة والخيالة".
ولفت في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن جنود الاحتلال "يتعرضون لكافة الشبان في شوارع مدينة القدس، ويقومون بتفتيشهم بشكل عنصري وإهانتهم بشكل متعمد".
وأضاف: "البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، هي منطقة محاصرة لا يدخل إليها إلا من كان يحمل بطاقة هوية بعنوان البلدة القديمة وبعد تعرضه للإجراءات سابقة الذكر".
صدمة كبيرة
وأكد عمرو، أن "جميع أبواب المسجد الأقصى مغلقة تماما ولا يدخل إليها أحد، مع انتشار كثيف لقوات الاحتلال في محيطه"، مؤكدا أن منع الصلاة في المسجد الأقصى هو "جريمة احتلالية كبيرة".
وقال: "لأول مرة؛ يكون المسجد الأقصى تحت سيطرة الاحتلال بشكل كامل وتام"، وأضاف: "أصبحنا نشعر بأن مدينة القدس تم احتلالها في هذه الأوقات".
ونوه الناشط المقدسي، إلى أن "سلطات الاحتلال منعت كذلك دخول مسؤولي وموظفي الأوقاف من الوصول إلى مكاتبهم داخل الأقصى (ما عدا الثلاثة سابقي الذكر)"، مؤكدا أن "المسجد الأقصى يقع الآن تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة بقرار من أعلى المستويات الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: هكذا علقت الفصائل الفلسطينية على التطورات الأخيرة بالقدس
ولفت عمرو، إلى أن إغلاق الأقصى، "تسبب لنا بصدمة كبيرة للصغير والكبير وحتى النساء؛ الذين مثل لهم الأقصى وجهتهم الدائمة وفي كل الأوقات والمناسبات"، منوها إلى أن "باحات الأقصى كانت تمنح الأطفال فرصة للترفيه والتنفيس عن أنفسهم في ظل الإجراءات القمعية الإسرائيلية التي تستهدف المقدسيين".
وقال: "أطفالنا يرتقبون في كل لحظة فتح بوابات الأقصى من أجل العودة إلى مسجدهم واللعب في ساحاته"، مؤكدا أن إغلاق الأقصى وحصار القدس يعدان "مأساة للكبار والصغار". وشدد الناشط، على أنه "لا حل لمشاكل مدينة القدس وأهلها ومسجدها إلا من خلال دحر هذا الاحتلال البغيض".